شبكة سورية الحدث


عبد الله الأطرش في ذمة الله: بدأ حياته وختمها بمحبة المجتمع

عبد الله الأطرش في ذمة الله: بدأ حياته وختمها بمحبة المجتمع


سورية الحدث الإخبارية _ السويداء- معين حمد العماطوري  


بعد ثمانية ونيف عقود و"عبد الله الأطرش" يخرج من منزله صباحاً ويعود ليلاً لحل النزاعات والخلافات، وأكثر من عشرين عاماً تحت قبة البرلمان يطرح هموم الناس، ويقدم الخدمات الإنسانية والاجتماعية، ويساهم بتأسيس الجمعيات الخيرية ومؤسساتها، وينشر الوعي المجتمعي القائم على الإيثار، ويغادر الدنيا وهو يسعى للإصلاح ذات البين بين فراد المجتمع.
ما أن تدخل منزله "عبد الله الأطرش" عضو مجلس الشعب السابق لخمس دورات متتالية مستقلاً وفي لقاء سابق معه تحدث عن مسيرته قائلاً: «ولدت في منزل يعبق بالجهاد ضد أعداء الوطن عام 1933 فقد كان والدي "عبد الغفار الأطرش" أحد المجاهدين ضد الاحتلال الفرنسي وعمل وزيراً للدفاع في سورية عام 1940، وأنا على ثقافته الوطنية تربيت، بحيث نهلت العلوم الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدرسة اليسوعية والمقاصد، ثم سافرت إلى القاهرة لدراسة شهادة الحقوق ونلتها عام 1964، ولأن العوامل الاجتماعية والاقتصادية آنذاك تحمل في مضامينها آثار متعددة، وأنا أنظر إلى الماضي النضالي والتراثي، توجب علي التأمل بذلك التاريخ طويلاً، وفكرت كيف استطيع الاستمرار والاستكمال لهذا النهج والخط الذي رسموه الآباء والأجداد، وهذا تطلب مني الدخول في شجون الناس وشؤونهم في سرائهم وضرائهم وحل مشاكلهم ونزاعاتهم، بإيجاد دوماً القواسم المشتركة القادرة على المشاركة الحقيقية والوجدانية التي تؤلف بين القلوب وتمنح الدعم لتوحيد الكلمة والصف والموقف».
وتابع "عبد الله الأطرش" بالقول: «هذا لم يترك لي مجال العمل، لأن التقاضي بين الناس يتحتم أن يكون المرء حيادياً في الوكالة، بل فرض عليَّ أن أسعى لخلق المناخ التوافقي ذاهباً نحو الأعمال الزراعية الحرة لكسب العيش اليومي والاستمرار بمواكبة المعيش، كان توجهي نحو عملين الاول العمل الجماعي الداعي في تلك الفترة لحمل بندقية العلم والمعرفة في يد والدفاع عن القيم الوطنية والاجتماعية والإنسانية، والثاني الزراعة باستخدام الطرق الحديثة في العمليات الزراعية بحيث كنت اول من أدخل المكننة الزراعية التي لم تكن متوفرة وموجودة وأولها كانت الحصادات الزراعية إلى السويداء، وبعد معاناة في المجال الخدمي، وفقداني للحقوق المدنية لمدة تزيد عن عقد ونيف، تلازم خلال ذلك النضال الاجتماعي وبلورة الشخصية المتكاملة الوارثة تراثاً وطنياً في تعزيز العلاقة مع كافة افراد المجتمع وعلى مساحة السويداء وخارجها، الامر الذي شجعني خوض معركة انتخابية لنيل عضوية مجلس الشعب في البرلمان السوري بصفة مستقلة لأنني غير موظف حكومي ولا أنتسب لأي حزب سياسي، وكان ذلك لخمس دورات متتالية أي أكثر من أثني وعشرين عاماً تحت قبة مجلس الشعب».
وحول تجربته في مجلس الشعب بين "الأطرش" بالقول: «نعم دخلت مجلس الشعب بمنحي ثقة اهالي السويداء لي بأصوات لم أكن أحلم بها، واستمرت معي طيلة الدورات الانتخابية الخمس، معتبراً ذلك تكليف لا تشريف لنقل هموم ومشاكل المجتمع وما تحتاجه السويداء من خدمات، فكنت أعمل على تقديم المداخلات الحاملة اتجاهات متعددة منها القومية والوطنية منوهاً عن مكامن الفساد ومواطن الخلل، ونجحت مع زملائي في مجلس الشعب التطرق لأصعب المواضيع ومحاولين استجواب بعض الوزراء، ومن الامور الخدمية التنموية التي أذكرها وتحققت في السويداء، أنني طالبت في تطوير العمل الزراعي بأليات ومعدات وتجديدها واستثمارها في زراعة الاشجار المثمرة في قرى عديدة من المحافظة حتى طالت معظم الأراضي، ومنطقة ظهر الجبل تشهد على ذلك التطوير بالإنتاج الوفير، كما طالبت بتأمين مياه الشرب وخاصة الخط الثاني لمياه "المزاريب" بالتوازي مع الاعمال التي قدمتها المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بالسويداء، وعملت على تعديل المواد القانونية الخاصة بالتركات كأن يتم تطبيق الضريبة على الوصايا بنسبة 75 بالمئة بحيث تم تخفيضها إلى20 بالمئة، وذلك باستبعاد ومحاولة الالتفاف على إلغاء الاستثناءات الموجودة، وفتح مسارين لطريق "دمشق السويداء" حيث أطلق عليه اسم "طريق الموت" للحوادث الكثيرة التي كانت عليه، وساهمت بوضع قرارات لتسهيل عملية تصدير إنتاج التفاح بغية تسهيل اجراءات التسويق.
وتابع عن تجربته تحت قبة مجلس الشعب عملت مع زملائي بالمجلس رد مجموعة من القانون إلى الحكومة ومنها تعديل رواتب الوزراء القدماء إلى حين تعديل الرواتب والأجور للعاملين بالدولة، مع تعديل راتب العائلة من 25 ل س إلى ما هي عليه اليوم، وهناك مداخلة لي سميت "بكفى" بحيث طرحت بها كفى ضرائب ورسوم وغيرها من تكاليف الحياة، وربما تحقق حلمي الذي لم يكتمل بالطريق الدولي من قرية "العانات" المجاورة للحدود الأردنية إلى دمشق بحيث استملكت أراضي من قرى "سهوة الخضر ومياماس وعرمان" وغيرهم من القرى، وهناك احداث كثيرة، ولكن احمد الله انني قدمت خدمات لمجتمعي من جمعيات خيرية واجتماعية، وساهمت في إنجاز ما طلبوه مني وهذا هدفي وهم اليوم يقدمون الخدمات الإنسانية للمحتاجين، دون أن أتلقى أي تعويض من مجلس الشعب يعني أنني خدمت أكثر من عشرين عاماً في مجلس الشعب ولم أتلق أي تعويض أو تقاعد، لأن خدماتنا كانت تعتبر تطوعاً، وأنا أعتبرها شرفاً أن أخدم المجتمع كوني من المستقلين ولست موظف دولة في مجلس الشعب.
منذ ما يزيد عن سبعة وثمانين عام والأستاذ "عبد الله الأطرش" يقدم خدمات للمجتمع على اصعدة مختلفة اجتماعية في حل النزاعات والخلافات وخاصة قضايا الدم وعقد الرايات إذ قل ما تجدها نهاراً في منزله والناس تقصده ليلاً نهاراً فتراه جاهزاً للخدمة، وعلى الصعيد الرسمي خدم في مجلس الشعب خمس دورات متتالية وكنا نسمع صوته ومطالبه عبر الإعلام المرئي ونلمس تطبيقاً لبعضها على الواقع، وفي المحلي فهو اجتماعي لا يبخل بحضوره بأي مناسبة يدعى عليها، يشارك أفراد المجتمع كافة، وهذا ما حقق له الحضور الواسع، وحين انتخب لمجلس الشعب كانت الأصوات تصله من كل حدب وصوب لمساعيه الخيرة الطيبة، وما زال وهو الذي تجاوز الثمانين يقوم بأداء الخدمات الإنسانية والاجتماعية المطلوبة ساعة الطلب.

التاريخ - 2020-12-21 9:05 PM المشاهدات 3391

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا