شبكة سورية الحدث


وزارة التعليم تتلاعب بمصير خريجي مركز المتميزين

وزارة التعليم تتلاعب بمصير خريجي مركز المتميزين

 

عندما صدر مرسوم إحداث مركز المتميّزين رقم 45 لعام 2008 تفاءل الأهالي بوجود جهة حكوميّة عارفة تحتضن فلذات أكبادهم وتوجّههم وتأخذ بيدهم لمستقبلٍ واعدٍ مخطّط له بعناية وحرص من قبل أناس مختصيّن ذوي خبرة.

اندفع الطلاب مع أهاليهم بحماس وبدأت الأحلام تنطفئ والآمال تخبو بذات اللّحظة التي رموا فيها قبّعات التّخرج من مركز المتميّزين، فبدلاً من أن يحلّقوا معها نحو المستقبل، سقطوا في مستنقع القرارات الارتجالية والتي بدأت بإجبارهم على الدّراسة في المعهد العالي للعلوم التطبيّقيّة والتّكنولوجيّة بدلاً من الدّراسة في الاختصاصات المتاحة في الجامعات الحكومية، التي كانت الهدف من انتسابهم للدّارسة في مركز المتميّزين. 

بعدها...... بدأت تنهال القرارات الفذّة التي على ما يبدو ليس لها إلاّ هدف واحد... وهو القضاء على أي ذرّة طموح أو تفاؤل بقيت لدى الطلّاب، ومن أوّل هذه القرارات القرار الصادر عن المعهد العالي الذي اعتبر أنّ من يرسب في السنة الأولى يُمنع من الاستمرار بالمعهد، ويعود للتسجيل في الجامعة وهذا القرار يبدو جيدا بادئ الأمر ولكن…..التسجيل يتم بعد معادلة الشهادة الثانوية للمتميزين إذ أنّه تم اعتبارها شهادة غير سوريّة لذا تحتاج لمعادلة؟؟؟!!!

سجّل هؤلاء الطّلاب الرّاسبين في اختصاصات الهندسة بموجب كتاب تضمّن تحويلهم من المعهد العالي إلى الجامعة، واستناداً لهذا الإجراء انسحبت مجموعة من الطّلاب الرّاسبين في السّنة الثّانية قبل صدور نتائج امتحانات السّنة الثّانية لعام 2020 على اعتبار أنّه ستتّم معاملتهم كسابقيهم، أي كتاب تحويل يخوّلهم العودة للدّراسة في الفروع التي وعدوا بها في الجامعات الحكوميّة. ولكن بعد أن باشروا بالإجراءات تفاجؤوا بأنّ المعهد شطب طلبات تحويلهم للجامعة واستبدلها بكتاب تحويل للسّيد معاون وزير التّعليم العالي للبتّ بأمرهم من قبل الوزارة كما تمّ إعلامهم في الوزارة بوجوب تعديل الشّهادة الثّانوية بالتّحويل من نسبة مئويّة إلى مجموع، دون اعتبار اختلاف المناهج وطريقة الدّراسة وأسلوب الامتحانات وعدد الأسئلة في مركز المتمّيزين مع مثيلاتها في الثّانويّة العّامة، مع التّنويه إلى أنّ معدّل القبول في المعهد العالي هو من أعلى المعدّلات بالنّسبة للهندسات ممّا يخوّلهم الانتقال بشكل تلقائي إلى اختصاصات الهندسة ذات المعدّلات المماثلة في الجامعات الحكوميّة دون الحاجة لمعادلة الشّهادة, وذلك استناداً لمرسوم إحداث مركز المتميّزين.

وبدأت رحلة الانتظار التي لم تنته حتى تاريخه رغم أنّ التّسجيل انتهى في كافّة الجامعات والفصل الدّراسي الأول شارف على الانتهاء دون صدور أي قرار من قبل وزارة التعليم العالي، وهم معلّقين دون أدنى أمل، وزد على ذلك أنّه بالنسبة للطّلاب الرّاسبين بالسّنة الأولى ويدرسون الآن في الجامعة, فقد اكتشف اصحاب القرار أنهم محوّلين للجامعة بطريقة غير نظاميّة وأيضاً يُنظر بأمرهم حالياً رغم أن بعضهم أصبح في السّنة الثّالثة !!!!!

بالعموم من غير المقبول إطلاقاً العبث بمصير هؤلاء الشباب الذين يشكلون مستقبل البلد وأمل أهاليهم الذين بذلوا الغالي والنّفيس ليفخروا بهم ويروهم بأفضل حال، وأضعف الإيمان أنّ تتمّ دراسة أي قرار يخصّهم بعناية وبسرعة تحافظ على اندفاعهم للدّراسة والعمل لخدمة بلدهم الذي هو بأمس الحاجة لجهد وعطاء كل فرد فيه، وليكونوا فعلاً متميزين بعقولهم وبعطاءاتهم.

التاريخ - 2020-12-26 4:21 PM المشاهدات 1002

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا