شبكة سورية الحدث


عمال محطة تشرين الحرارية.. عمل دؤوب لبقاء النور

عمال محطة تشرين الحرارية.. عمل دؤوب لبقاء النور

في ظروف عمل شاقة ومضنية ومخاطر عالية يصل عمال محطة تشرين الحرارية بريف دمشق الليل بالنهار لإصلاح الأعطال الطارئة وإجراء الصيانات الدورية لكل أقسام المحطة لضمان وصول التيار الكهربائي لبيوت السوريين على الرغم من الحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والتي أدت إلى نقص كبير في قطع التبديل ومستلزمات عمليات الإصلاح والصيانة وتشغيل المحطة.

أوضح رئيس الوردية المناوبة في صالة التحكم بالمحطة المهندس مازن سيف أنه يشرف على عشرين عاملاً يقومون بمراقبة لوحات التحكم التي تنذرهم في حال وجود عطل للمباشرة بإصلاحه فوراً تلافياً لتوقف المحطة وخروجها من الخدمة.

وبين سيف أن العمال يعملون بظروف صعبة جداً يتعرضون لغازات سامة وأبخرة ودخان وتلوث وضجيج عال وخلال سنوات الحرب الإرهابية تعرضوا لحصار وقذائف أدت إلى استشهاد عدد منهم وجرح آخرين ورغم ذلك يواصلون العمل بتفان لإيصال التيار الكهربائي لمنازل السوريين.

بدوره ذكر المهندس أحمد جودة رئيس وردية عنفات ومراجل أنه يوجد مجموعتان بخاريتان تعملان على الوقود ومحطة معالجة للمياه والعمال يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على المردود الحراري للمحطة حيث يقومون بصيانة المحطة وإصلاح الأعطال الطارئة للحفاظ على وثوقية عالية للمنظومة الكهربائية.

وأشار جودة إلى أن أغلب مشاكلهم بالمراجل التي تتعرض دائماً لأعطال كبيرة نظراً لقدمها وأي عطل فيها يتطلب أكثر من 48 ساعة لإصلاحه مبيناً أن عمال الصيانة البالغ عددهم أكثر من 16 عاملاً يواظبون على معالجة أي خلل لتحسين أداء المجموعات والوصول إلى أحسن مردود.

رئيس ورشة المراجل ودائرة الصيانة الميكانيكية المهندس سعيد القاسم أشار إلى أنهم يعملون على إصلاح عطل بمنطقة المحمصات “ضغط عالي” مرحلة أولى وثانية موضحاً أن مدة الإصلاح ترتبط بنوع العطل وتستغرق أحياناً أكثر من 48 ساعة متواصلة إضافة إلى الصيانات الدورية والشهرية للمحطة لافتاً إلى أنه أثناء الحرب على سورية تعرضت المحطة لأضرار كبيرة.

العمل في قسم المراجل صعب وخطير حيث درجة الحرارة تتجاوز 1200 درجة كما ذكر العامل في ورشة المراجل عمار السوقي مشيراً إلى أن ارتفاع الحرارة يضطرهم أحياناً للتبديل والتناوب لصعوبة العمل في المكان لفترات طويلة.

ساعات عمل طويلة يقضيها فيصل الأشقر العامل في مهنة اللحام خلف الآلات لافتاً إلى أن الشعور بالمسؤولية يدفعهم للعمل أيام العطل والمناسبات حيث يأتي العمال لإصلاح المحطات والأعطال الطارئة ليستمر إنتاج المحطة من الكهرباء.

رئيس ورشة العزل والصاج بالمحطة العامل حسين غصب لفت إلى أنهم يقومون بعزل جدران المرجل للحفاظ على درجة حرارة العمل موضحاً أن مواد العزل خطرة وتسبب الكثير من الأمراض الصدرية للعمال.

من جانبه قال رئيس ورشة المسخنات والمعدات الألمانية بالشركة علي يونس “عددنا ثمانية عمال نعمل أكثر من 16 ساعة متواصلة لتبقى المجموعة بالخدمة على مدار الـ 24 ساعة “إضافة إلى الصيانة الدورية والمستمرة للمجموعات خلال العام مبيناً أن أغلب الأعطال التي تتعرض لها المحطة يتم إصلاحها بأيدي وخبرات سورية.

رئيس دائرة التشغيل الغازي المهندس محمد وسيم حسن أوضح أنه قبل الحرب كانت المجموعات تعطي 400 ميغا وحالياً وبسبب الإجراءات القسرية المفروضة على الشعب السوري هناك مجموعة واحدة قيد التشغيل وتعطي 136 ميغا فقط وفي حال التمكن من تجاوز هذه الإجراءات وتأمين مستلزمات التشغيل ستعود المجموعات إلى عملها.

بدوره معاون مدير عام المحطة ومدير الصيانة المهندس علوان الأطرش قال “نقوم بإجراء الصيانات باستمرار لتبقى المحطة قيد التشغيل إضافة إلى إصلاح الأعطال الطارئة.. لدينا استنفار كامل على مدار الساعة”.

المهندس بسام جبوري المدير العام للشركة العامة لتوليد تشرين “محطة تشرين” أوضح أن المحطة تتكون من ثلاثة أقسام “قسم المجموعات البخارية والعنفات الغازية والدارة المركبة” ويتكون قسم المجموعات البخارية من مجموعتين بخاريتين استطاعة كل منهما 125 ميغا واط وقسم الدارة المركبة من ثلاث عنفات “عنفتين غازيتين وعنفة بخارية” باستطاعة 450 ميغا واط والاستطاعة الكلية للشركة بحدود 1050 ميغا واط.

وشركة توليد تشرين من الشركات ذات الاستطاعات الكبيرة في سورية وفق جبوري الذي لفت إلى أنها تعرضت لحصار من الإرهابيين دام أكثر من ستة أشهر ومع ذلك لم تتوقف عن العمل فالعمال حافظوا على الشركة والمجموعات رغم الخطر الكبير الذي كان يتهددهم.

وأشار إلى العمل على صيانة المجموعة الأولى وهو عمل شاق ومتعب والعمال متفانون في عملهم والبعض منهم يعمل أكثر من 12 ساعة متواصلة لافتاً إلى أن الشركة تمنح تعويضات للعمال ضمن الإمكانيات المتاحة.

التاريخ - 2021-01-09 10:54 AM المشاهدات 833

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا