شبكة سورية الحدث


رسائل الرحيل بقلم سارة غسان شباني

رسائل الرحيل بقلم سارة غسان شباني

"من رسائل ما بعد الرحيل"
كيف حالك؟
سؤال في قمة الغباء أعلم...
سبب ما دفعني الليلة للكتابة عنا 
لحظة ..من نحن ؟
أقصد دفعني للكتابة عن "أنا" العالقة بك و "أنت" العالق بي...
العفو عزيزي ...أعدك لا مزيد من الأخطاء ؛طبعاً باستثناء الكلمة التي تلي العفو مباشرة 
إن الأمور هنا تسير بروتينية مفرطة ،لطالما كنت تعلم أن الروتين أحد مصادر التعاسة بالنسبة لفتاة مثلي..
روتين حزين أكثر مما تتخيل ،حزين حزين حزين لدرجة لا تصدق
اليوم ابتعت علبة من الألوان لفتت انتباهي مع أنني كما تعلم لا أحب الرسم و لا أجيده..
آه يا عزيزي..في غياب من نحب نحن نعجز عن تمييز الألوان ..كل شيء يبدو باهتاً ،حتى قوس قزح يبدو بالأبيض والأسود..أو ربما بالأسود فقط!
أكره الألوان حقاً..
دعنا من الألوان قليلاً...
لقد كتبت فيما مضى العديد من النصوص ، كانت جميعها خالية منك، أعتقد أن الأمر قد أقلقك...أنت تخاف من ألا أكتب لك أو ألا تكون المقصود فيما أكتب...و أنا ،أنا أيضاً أخاف..أخاف أن أفكر يوماً بالكتابة لسواك...لا يروق لي الأمر بالمرة. 
أربعة أشهر تبقت لامتحان الثانوية العامة تخيل!
خائفة كثيراً ،و سعيدة لأنني أخيراً سأرتاح من صخب الثانوية و رفاقها المزعجين. 
ما زال لدي الكثير لأقوله..
اشتقت لصوتك كثيراً،اشتقت للحظة التي أناديك فيها بغضب لتجيبني بابتسامتك التي أحب: "يا عيونو"...
أنا الآن حقاً أكره أن أنادي أحداً باسمه ، فمن اعتاد على سماع أنه عيون شخص ما سترعبه بقية الردود مهما كانت لطيفة ومهذبة. 
إمم ماذا أيضاً.. 
صديقنا سبونج و جودي أبوت ما زالوا بخير..لم أشاهدهم منذ أكثر من شهرين لأسباب مجهولة. 
قد كان لدينا متسع من الوقت ...لم نترك شيئاً في الحياة إلا و تحدثنا عنه..كم تحبني ،كم أحبك ، كم أخاف الموت،كم نحب الأطفال ، و كم كانت طفولتنا شقية.
تحدثنا مرة عن العصافير والفراشات التي نحب 
و أظن أن حديثنا السابق هذا سيكون المخرج المناسب لي والنهاية اللائقة لنص كهذا...
فلا أظن أن هنالك نهاية مناسبة أكثر من نهاية نكون فيها عصفورين كما نحب..
لأتمنى- أن ينمو لك ولي ريش آخر - و أن تعود أجنحتنا قوية كما كانت ،لنكسر الأقفاص التي أوشكنا على الاعتياد عليها و نحلق مجدداً...
و لكي لا تكسر أجنحتنا من جديد فليطر كل منا في سماء إن أمكن 
فليحلق العصفورين من جديد 
لكن هذه المرة كلّ لوحده 
كلّ بعيداً عن الآخر!.

|سارة غسان شباني|

التاريخ - 2021-02-03 7:26 PM المشاهدات 461

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم