شبكة سورية الحدث


حب سرمدي بقلم غزل ابراهيم الحكيم

حب سرمدي بقلم غزل ابراهيم الحكيم

" حبٌّ سرمديٌّ "
يأبِق النوم من عينيّ، فأنهض لإعداد الركوة العاشرة من البن ولكن طعم هذه مختلف، فقد امتزجت مرارة البن مع مرارة دموع شوقي لتتحول مرارتها لتلذع قلبي ليس فقط فمي، أكلُ شيء يخصك يلذعني؟
اين اهرب الان من صداع رأسي، فما كان لي مهربا سوى للبن والآن انت والبن تلذعان فؤادي، يزداد صداع رأسي مع تقدم الليل ولا اعرف طريقا للنوم، فقد هجرني الكرى وأصبح السهاد ضيفي، ينتقل صداع رأسي الى قلبي لتبدأ الذكريات بالأجيج بين أضلعي، فرَمل طيفك بشكل حثيث من أمام عيني، واستقر عند النافذة فأشار لي بالاقتراب وما كان مني إلاّ بالاستجابة، أتراني أصبحت أرى طيفك في كل مكان ام تحول حبي لك الى هلوسة؟ فكلما اقتربت أكثر كلما ابتعد، وفجأة أنني على حافة الهاوية، طيفك في الاسفل يناديني وقلبي وحواسي طواعية لأمرك،خطوة للأمام تليها سقوط لا نهوض منه، لتمسك يدك بروحي وتحلق بها بعيداً، مخلفة خلفها جسدي الضعيف بلا روح، لتتعانق ارواحنا في السماء حيث لا قيود، فقط انا وأنت وحبنا. أترى كان الانتحار هو السبيل الوحيد لإحياء ذاك الحب؟ نعم، فلا سبيل لاجتماع الحب في هذا العالم يا عزيزي فربما تكتمل قصتنا في العالم الاخر وان كان لا مفرّ لي من الانتحار لرؤياك فأنا راضية، إثمٌ هو وانا بعالمة ولكن العيش بقلب ميت هو الإثم الأكبر، هيا لأنسج خيوط كفني من حبك ولأوقع على وثيقة انتحاري جرّاء حبك.
انسكب آخر فنجان من البن مع ظهور اول خيط من النور بعد انطفاء دام ايام، ليعلن انتهاء قصة الحب هذه في هذا العالم مع احتضان اول حفنة تراب لجسدي ولتبدأ قصتنا السماوية يا عزيزي، حيث ننتقل الى العالم السرمدي، فنحيا في حبٍّ لا يعرف للنهاية سبيل.
غزل إبراهيم الحكيم.

التاريخ - 2021-09-10 5:39 PM المشاهدات 569

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم