شبكة سورية الحدث


الزلزال ضرب القلوب ولم يضرب الضمائر!.

الزلزال ضرب القلوب ولم يضرب الضمائر!.

كتب مدير التحرير..

سورية_الحدث - محمد الحلبي  


هل كنا بحاجة إلى زلزال يعرّي فسادنا وغياب ضمائرنا؟
بكل الأحوال وقعت الواقعة.. وقد تكون العبارة التي كتبها أحدهم في نعي أهله الذين توفاهم الله إلى رحمته "كلكم بخير إلا أنا" نعم من المؤكد أنهم بخير عند الرحمن الرحيم..
رغم أن مركز الزلزال ضرب تركيا إلا أن الكوارث وحجم الفساد عندنا كان مروعاً.. فكيف بنا لو كان مركز الزلزال هو أحد مدننا أو محافظاتنا لا قدر الله؟ الخسائر البشرية والعمرانية كانت هائلة وغير منطقية إذا ما قارناها  ببعدها عن مركز الزلزال..
ولا أريد هنا أن أذكر عدد الوفيات وعدد الأبنية التي تهدمت وعن حجم الدمار بالمنشآت لأن أرقامها ليست نهائية حتى هذه اللحظة، لكن هذه الأرقام كافية لتدل على حجم الفساد الكبير والاستهانة بأرواح الناس في معظم الأبنية وخاصة فيما يسمى العشوائيات التي تبني بشكل "علب الكبريت" وتفتقد لأبسط مقومات الأمان، الغاية منها الثراء الفاحش للفاسدين حتى ولو على حساب أرواح الناس.. حتى الأبنية الحديثة لم تسلم من الدمار إذا أن الفرق بينها وبين العشوائيات هو الاكساء الخارجي للبناء فقط..
نعم بمقدور الزلزال أن يدمر مبنىً أو مدينة بكاملها، لكن من غير الطبيعي أن يحصل مثل هذا الدمار الهائل على بعد يزيد أكثر من ١٠٠ كيلو متر عن مركز الزلزال .. 
وهنا يجب محاسبة جميع المسؤولين عن الأبنية التي انهارت فوق رؤوس أصحابها  ليكونوا عبرة لغيرهم في قادمات الأيام بعد أن نكون قد استوعبنا حجم الكارثة التي ألمت بنا..
أما عن الضمائر التي غابت فمرة جديدة يسجل تجارنا ورجال أعمالنا وصناعيونا أنهم معدومي الضمير إلا ما رحم ربي، هل يعقل أن نرى المجتمع المحلي الذي أرهقته الحرب على مدى ١٢ عاماً يسارع بكل ما أوتي من حيلة ليقدم العون والمساعدة ولا نجد منكم رجل استيقظ ضميره ليتنازل عن حفنة من أمواله التي امتصها من دم الشعب طوال سنوات الحرب.. أنتم لستم تجار حرب ولا تجار أزمة فحسب، بل أنتم تجار دماء وضمائر ميتة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى..
قد يخرج أحدهم ليقول لي أن التجار تتبرع في الخفاء فسأقول له: لو كان هناك استحقاق انتخابي كمجلس المحافظة أو مجلس الشعب لوضع هؤلاء أسماءهم على قشور الموز،
وكلنا يذكر الصور ومقاطع الفيديو عند انتخاب أعضاء مجلس الشعب كيف أنهم يجوبون الشوارع ويوزعون السلل الغذائية على المواطنين..
 ليخرجوا اليوم إلى العلن وليتنافسوا فيما بينهم بحجم تبرعاتهم، فالمصاب جلل، والخطب يحتاج لوقفة رجال.. لا إلى طيور نعام تخفي رؤوسها في الرمال

التاريخ - 2023-02-08 5:25 PM المشاهدات 342

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا