شبكة سورية الحدث


أقدم .. كنائس دمشق. الكنيسة المريمية..

أقدم .. كنائس دمشق. الكنيسة المريمية..

سورية الحدث 

بقلم الدكتور راضي حماد
سميت ب«كنيسة مريم» نسبة إلى السيدة العذراء، وهي كلمةٌ آراميةٌ، بمعنى «نقيةأو طاهرة»
ارتبط تاريخها بتاريخ دمشق، وهي مقرّ بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.
تقع بدمشق القديمة على يسار الطريق المستقيم المتّجه إلى باب شرقي، من باب الجابية. حيث بناه الرومان في القرن الأول ق.م بِاسم «فيا ريكتا» أي الطريق المستقيم، وفق أسلوب البناء الشطرنجي الهلنستي.
و قد ذُكر الشارع المستقيم في الإنجيل، في سِفر أعمال الرسل. 
أما الكنيسة فيعود تاريخها  إلى القرون الأولى  حيث كان المؤمنون يؤدون صلواتهم سرا قبل عهد الإمبراطور قسطنطين الاول
وقد تعرّضت الكنيسة  للخراب عدّة مرات، إلا أنّها مازلت قائمة.
ولعل من أبرز المراحل التاريخية للكنيسة
اعادت الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك الكنيسة إلى الرعاية الارثوذكسية
و لتتعرّض الكنيسة بعد عهد عمر بن عبد العزيز لحرائق وأعمال تخريب .
و في عام 926 دُمّرت الكنيسة على يد بعض المخرّبين الا أن  الخليفة العباسي المقتدر بالله  أمر بإعادة ترميمها، وخُرّبت من جديد عام 1260م، وأعيد بناؤها، ليتم  تخرّيبها  على يد جنود تيمورلنك عام 1400م، ونهب كنوزها فأعاد البطريرك ميخائيل الثالث إعمارها وترميمها.
أصبحت الكنيسة و منذ العام 1342 م  مركزا للكرسي البطريركي الأنطاكي، و مقرّاً بطريركياً لطائفة الروم الأرثوذكس.
و في عام ١٧٥٩م اثر زلزال  دمشق العنيف  على  جدرانها و أدى إلى تصدعها فأعاد البطريرك دانيال بنائها، عام 1777م.
لتتعرض عام 1860م لكنيسة للاحتراق و التخريب  ، فأعاد البطريرك إيروثيوس الأول بناءها.
و في العام 1953، عانت الكنيسة من تصدّع في سقفها، فقام البطريرك آلكسندروس الثالث بتجديدها، وأعاد النقوش والرسوم إليها .
_يعد بناء الكنيسة من الطراز  البيزنطي، وهي تتّسع إلى ستمئة شخص، وتقام فيها الشعائر الدينية المختلفة. يتوسط القاعة وعلى الجانبين منبران من الحجر لكل منهما سلّم ملتوٍ كانا يستخدمان لقراءة الإنجيل. وفيها على الجانبين اثنتان مما يسمّى «بالبيما» وهو مكان وقوف الكورال الذي يردّد الصلوات والتراتيل الدينية خلف الكاهن،بالاحتفالات الدينية. وبصدر الكنيسة يوجد «الأيقونسطاس» توضع عليه أيقونات للمسيح والعذراء .وفي واجهة الكنيسة،  المنصة الحمراء يقف عليها الكهنة لتأدية الصلوات. وخلف الواجهة يوجد المذبح  وللكنيسة طابق علوي كان يستخدم سابقاً كمكان لصلاة النساء. 
و للكنيسة سقف  خشبي يعتبر لوحة فنية لاحتوائه على نقوش وزخارف متنوعة
تضمّ الكاتدرائية خمس كنائس: 
الأولى كنيسة السيدة مريم وهي الكنيسة الرئيسة، وكنيسة القديسة كاترينا. وكنيسة مار تقلا،  وكنيسة يوستينا وكنيسة القديس نيقولاوس، وهناك البرج الجرسي تم بناؤه زمن البطريرك إسبريدون 1891م.
ويحكى أن الرحالة العربي ابن جبير، زار الكنيسة عام 1184م حيث قال عنها: لها عند الروم شأن عظيم، تُعرف بِكنيسة «مريم». ليس بعد كنيسة بيت المقدس عندهم أفضل منها، وهي جميلة البناء تتضمّن من التصاوير ما يبهر الأبصار .

التاريخ - 2023-05-27 2:32 PM المشاهدات 535

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا