شبكة سورية الحدث


دعنا نتفق على شيء

دعنا نتفق على شيء

دعنا نتفق على شيء
سأكتب لك و أنت بدورك، ستتنفس حروفي كما الأوكسيجين..
 دعها تدخل رئتيك و تتغلغل في قصباتك، فيصلك شعوري كما هو تماماً
قد لا يصلكَ أبداً، و قد يصلك دائماً

لكن دعنا نتفق على شيء آخر
أنت تتنفس حروفي، و أنا بدوري أتأمّلك 
حتى أذوب
حتى أغرق
حتى أتقطّع إلى أشلاء

 انظر إلى حروفي، تأمّل كلماتي، ركّز جيداً  
سترى العشق محفوراً بين الضمة و الفتحة
سترى رسمة عينيك تزيّن كلّ سطر يكتبه أصبعي الذي لا يكتب بشغف إلا إليك
تأمّل حروفي، إنّها ممتلئة بك!
تماماً كما قلبي و نبضي و شرياني
 لقد امتلأت بك حتى فاض الوريد و أصبحت لا أرى شيئاً سواك

ماذا عن عينيك؟ 
دعني أخبرك بسرّ صغير، في حياةٍ سابقة كانت عيناك آلهة معبودة
و في هذه الحياة بُعِثتَ من جديد عقاباً و هدية
مع كلّ رفة جفنٍ تهديني دفقة مشاعر و تشعرني بآدميتي للمرة الأولى مجدداً
و مع كلّ يومٍ يخلو منك، و من رائحة عطرك
و من لمعة ذاك البؤبؤ الصغير الذي خطف قلبي فأوجعني

 أناديك، أناجيك، أتمتم باسمك بين لحظة و ضحاها
أنام هرباً منك فألاقيك في أحلامي 
تمسك براحة يدي تارةً و تفلتها تارةً أخرى
كيف لي أن أبوح لك بأنَّ ذاك الثبات المضني في عينيك يتعبني

 أصبحتُ أتعثّر بطيفك كلّما هربتُ منك
فأجد نفسي أهرب منك إليك
وأحكي لك عن ذاك الألم الكبير الذي يعتريني، و كأنّما قد أمسكت بقلبي و عصرتهُ بكلّ ما تملك من قوة.. 

الكتابة منبر للروح و أنا يتيمة في غيابك فأنت موطني
كيف لي أن أشرح لك أنني أحاول أن أنتزع بطين قلبي من مكانه بوحشيّة، لأسلّمك إياه على طبق من حروف حيكت بابتسامتك التي تزرع النشوة في شراييني!
 
قد تسألني غداً، ماذا كتبتِ لي البارحة، فلن أتذكر
 فأنا لستُ أنظم نصاً أو مقالاً أو تقريراً أو شعراً

أنا أتقيّأ أوجاعي بين السطور 
و أنزف حبّك بحروف الأبجدية حتى يجفّ دمي بالكامل
أنا لستُ أفكر حالياً، أنا أشعر فقط..

أضلاعي فارغة جائعة موحشة
دمائي جافّة و شراييني غير نابضة

فأعِد لي قلبي! 

مُقتبس من روايتي الثانية و القادمة
في ميروت تُشرق الشمس من الشمال❤️

د.نتالي دليلة

التاريخ - 2023-08-10 9:35 PM المشاهدات 160

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم