آهٍ يا ايليا...
لَقدْ حَنَّ الفؤادُ للمنزلِ الأولِ...
هناكَ حيثُ تعجزُ الحياةُ بكلِ قوتِها عَنْ اختراقِ جدار الأمانِ..
هناكَ حيثُ العائلةْ الأولى..والدّفء الأولُ..والكأسُ الأولى..
آهٍ يا ايليا..
أقفُ على أطرافِ نهايةِ الطّريق المؤدي لمنزلهم إلى جوارِ شجرة تين قدْ شاخَتْ..وآنَ موعدُ رَحيلها كَصاحِبها الرّاحل تماماً...
هناكَ عِندَ بدايةَ الطّريق.....فتاةٌ صغيرةٌ ذاتَ ضفيرةً طويلةٍ بنيةٍ كَعينيها تماماً...فتاةٌ لمْ تُعاركْ المصاعب بعدْ ولمْ تعرف قسوةُ الحياةِ لقلبها سبيلاً...
مابينَ بسمةٍ تستلقي أسفلَ أشجارِ الليمونِ وضحكةٍ تسترخي بينَ أجفانِ العنبْ...تَجدها هُنْا وَهُناك ورديةَ الوجنتينِ عندَ سماءِ المغربِ..
كانتْ رقيقة كثيراً وشقية أكثر..
هُناكَ في صدرِ البيتِ تماماً... أباها.. الّذي لا يصلُ بينها وبينهُ وريدُ دمٍ....فأقرباءُ الرّوحُ خيرٌ مِنْ ألفِ وريدٍ وكفى بالروحِ الوصالِ...
فلا تكادُ تُكملُ يومها أو بعضاً مِنْ يومِها بعيداً عن هندسةِ وجههِ الفاتنْ..
كانَ الدفءَ والحنانَ...كانَ الوردَ الجوري ومطرَ أيلول..
أدركتُ في آخرِ المطافْ...لقدْ كانَتْ في بدايةِ الطّريقِ...
وأصبحتْ ها هنا بشعرٍ أقصرْ وعينينِ تقارعُ المصيرِ ما بينَ إيابٍ وغيابٍ....
أصبحتْ ها هُنا بجوارِ شجرة التّين الرّاحلة و صاحِبها الرّاحل..
ياسمين السنكري❤
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا