شبكة سورية الحدث


خانها في بلاد الغربة فباعت شرفها انتقاماً منه

  بقلم محمد الحلبي عاش عماد أياماً صعبة مع زوجنه (سمر) وأطفاله الثلاثة وهو يكد ويعمل منذ الصباح الباكر وحتى آخر الليل، وكان كل ما يجنيه من ساعات عمله الطويلة لا يكفيه ثمن خبزٍ لأطفاله الجياع وهو الذي يعمل طباخاً في أحد المطاعم، وقد ضاقت الحال بـ (عماد) فأخذ يبحث عن فرصة عمل أفضل تكفيه سؤال الناس حتى شاءت الأقدار أن تجمعه مصادفةً بصديقه القديم المدعو (أيمن) والذي يعمل في إحدى الدول الأوربية، وقد دار حديث طويل بين الاثنين و (أيمن) يصف لـ (عماد) تلك الجنة التي يعيش فيها في تلك البلاد البعيدة، أما (عماد) فكان لا يكف عن الشكوى والحديث عن ضيق أحواله وحياته السيئة التي يعيشها رغم أنه طباخ ماهر، وأن الأجر الذي يتقاضاه لا يتناسب مع مهارته في الطبخ، فعرض عليه صديقه (أيمن) أن يؤمِّن له عملاً في تلك البلاد الغربية وبراتبٍ ممتاز، وفعلاً صدقَ (أيمن) وبرَّ بوعده لصديقه إذ لم لتمضِ سوى شهور قليلة حتى كان (عماد) مع عائلته في تلك البلاد واستلم عمله مباشرةً، وما هي إلا شهور أخرى حتى أخذت الأموال تملأ جيوبه، وبدأت معالم الأبهة تظهر على محياه، وبدأت مغريات الحياة الغربية تغازل مخيلته فانخرط في تلك الحياة الصاخبة والحضارة الزائفة، وغدا لا يعود إلى منزله حتى ساعة متأخرة من الليل وهو يتذرع لزوجته أن ظروف عمله تتطلب منه كل ذلك السهر، لكن الفارق بين تأخره في عمله ببلاد الغربة ووطنه أنه كان يعود هناك إلى منزله مخموراً كل ليلة، وابتعاده عن زوجته وأطفاله... غريزة نسائية شعرت (سمر) أن شيئاً غريباً يحدث مع زوجها، فهو على غير عادته، صحيح أن أحواله المادية قد تحسنت كثيراً إلا إنه بات يهجرها لفتراتٍ طويلة على غير عادته، فكَّرت كثيراً بما هي فيه، وبمن تلجأ إليه وهي وحيدة في هذه البلاد البعيدة، فلم تجد سوى (أيمن) صديق زوجها الوفي الذي كان يزورهم بين الحين والآخر... اتصلت به وأخبرته عن أحوال زوجها و عن الخمول الذي أصابه، فهو يعود كل ليلة مخموراً شريد الذهن، حتى غدا لا يسأل عنها ولا عن أطفاله وإن بقي أياماً طوال دون رؤيتهم، ومباشرةً أسرع (أيمن) إليها وأفكاره الشيطانية تنسج حول رأسه خيوطاً عنكبوتية من النوايا السيئة تجاه زوجة صديقه للإيقاع بها، وبمجرد وصوله إليها طلب منها الحديث خارج المنزل، فركبت معه في سيارته لينطلق بها إلى إحدى الخمارات حيث اعتاد زوجها أن يقضي لياليه الحمراء هناك، وفعلاً شاهدت (سمر) زوجها وهو يتلوَّى بين الغانيات وأقداح الشراب تبلل ملابسه... الموقف أذهل (سمر) وأربكها، وراعها ما شاهدت من زوجها، فانهارت أعصابها ودارت بها الدنيا ونيران الحقد والكراهية لزوجها في تلك اللحظات تأكل قلبها، وهنا شعر (أيمن) أن السمكة قد علقت بصنارته وعليه استغلال الموقف سريعاً لصالحه، فأمسك بيدها وقام باصطحابها إلى نادٍ ليليٍ آخر وراح يبث سمومه في عقلها ليزيد من غليان النيران التي تحرق قلبها، و راح يقول لها أن هذه البلاد تختلف عن بلادهم، وأن زوجها (عماد) قد خانها مع الكثير من الغانيات وبائعات الهوى، وأنه يتوجب عليها أن تعامله بالمثل، وفي لحظة الضعف هذه والانكسار الذي يتملكها سلمت (سمر) نفسها لـ(أيمن) وكان ما كان بينهما .... نهاية المطاف أخذ (أيمن) يتردد على منزل (سمر) في غياب زوجها وتواجدها منفردة في المنزل بين الحين والآخر، لكن (سمر) ضاقت ذرعاً بتلك الحياة، وخصوصاً بعدما شعر (عماد) بها من أنها تخونه مع صديقه دون أن تتحرك تلك المشاعر الشرقية بداخله، فطلبت منه الطلاق فرماها كخرقةٍ بالية ليس لها أية أهمية في حياته، فحزمت أمتعتها وأخذت أطفالها وعادت وحيدة بعد سنوات صعبة عاشتها في مستنقعات الرذيلة خوفاً منها على أطفالها من الضياع في تلك البلاد الغريبة....
التاريخ - 2015-12-12 1:55 PM المشاهدات 1010

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم