هرباً من ديونه أطلق النار على نفسه وألصق التهمة بشريكة

  بقلم رولا نويساتي إطلاق النار على المدعو (محمود) كان نتيجته إصابة بالغة في منطقة الخاصرة, حيث ألقى التهمة على شريكٍ له يدعى (فادي) بحجة وجود خلاف مادي بينهما, لتبدأ التحقيقات مع هذا الأخير وسط إنكاره لما نسب إليه جملةً وتفصيلا, ولكن من خلال التحقيقات لوحظ وجود تباينات في أقوال أطراف القضية, ومحاولات تضليل واضحة في أقوال المصاب.. تحقيقات متقدمة لدى استجواب (فادي) للمرة الثانية جدد إنكاره بوجود خلاف أصلاً مع شريكه, لكنه أشار أن شريكه قد اشترى مسدساً بمبلغ 22 ألف ليرة سورية, مؤكداً في الوقت ذاته وجود مبالغ مالية تقدر بمليون ليرة سورية, إضافة إلى ثمن قطع كهربائية مستأجرة من محله تصل قيمتها إلى ثلاثمائة ليرة سورية في ذمة (محمود).. سير التحقيقات وتوسعها بيّن وجود تناقضات إضافية في أقوال (محمود) الذي ذكر أن المتهم كان قد ركله بقدمه وأطلق عليه النار خلال تواجدهما في منزله بطلقتين قبل أن يلوذ بالفرار.. لكن التحقيقات اللاحقة كشف أن الشريكين كانا قد ذهبا لشراء بعض الدخان وهو ما أكده صاحب المحل الذي تم الشراء من عنده, وهو ما لم يذكره المصاب في إفادته وأنه لم يتطرق إلى هذه المسألة نهائياً, ما ضيق الدائرة على (محمود) وأزال الكثير من الملابسات, وبيّن سعيه للمراوغة والتضليل بهدف إلصاق التهمة بشريكه.. وضع النقاط على الحروف اعترافات الشريك المتهم التي أشار فيها لكون المتهم كان قد تردد لعنده قبل نحو العامين لوضع بعض المال عنده بهدف المشاركة والتشغيل وسحبه له فيما بعد لمبالغ مالية بقد الحاجة إليها مترافقاً بأخذ العديد من الأجهزة الكهربائية وقيام المتهم بكفالته لدى مكاتب السيارات بعدما تذرع له بقرب حصوله على قرض مالي سوف يمكنه من سداد كل تلك المبالغ وما رافق ذلك من حجج وتسويف ومماطلة كانت كفيلة بكشف الحقائق.. اعتراف كامل انهار محمود بعدما فقد كل الخيوط التي نسجها لقصته ليعترف بأنه كان قد خطط لتمثيليته بأن يطلق النار على نفسه في مكانٍ لا يشكل خطورة على حياته, وفعلاً عمد إلى تنفيذ هذه الخطة ليقوم بعدها بالاتصال بأحد معارفه ليعلمه بمكان وجوده وبما تعرض له من طلق ناري من مسدس المدعو (فادي), حيث قام المسعف بنقله إلى مشفى دمشق والاتصال برجال الأمن, لكن عالة السماء ومهنية المحققين كشفت خيوط هذه الجريمة, ليتم إطلاق سراح المتهم (فادي) وسوق محمود إلى السجن لينال جزاءه العاده..