شبكة سورية الحدث


الأسد والمعارضة… الحميمية الروسية والفتور الأمريكي

سورية الحدث  لا تبدو العلاقة بين المعارضة السورية والأمريكان دافئة كما حال العلاقة بين السلطة السورية والروس. ثمة أمر تغير، واشنطن ملّت من أعداء الأسد السوريين؟ أم تُرى هؤلاء يأسوا مواقيت واشنطن المعدودة لرحيل الأسد؟ففي حزيران/يونيو من العام 2011 وبعد مجزرة جسر الشغور التي راح ضحيتها العشرات من عناصر مفرزة الأمن العسكري، توجهنا إلى هناك مجموعة من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية برفقة عدد كبير من سفراء الدول الغربية والإقليمية. في طريق العودة إلى دمشق دُعينا لتناول الغداء في أحد مطاعم حمص، اقتحمتُ على السفير الأمريكي روبرت فورد جلسته واستأذنت بالجلوس على طاولته لبضع دقائق وإلى جانبه السفير التركي عمر أونهون وسفراء آخرون، طلبت إلى فورد أن يُعطيني تعليقاً على ما شاهده في جسر الشغور فرفض بشكل قاطع، أعدت سؤالي بطريقة أخرى وطلبت تعليقاً «إنسانياً» بعيداً عن الموقف السياسي فأجابني بكلمتين: «انه أمر فظيع». سألته مَع من ستقفون، مع الذين قتلوا عناصر الأمن العسكري أم مع السلطة التي يتبع لها هؤلاء العناصر؟ أجاب وهو غير راغب: «الوضع السوري معقدٌ جداً، نحن نحلل الموقف بشكل مستمر وعلى ضوء تحليلنا ستكون قراراتنا».في اعتقادي مازال الوضع معقداً وما زالت واشنطن تحلل الموقف السوري، لكن واشنطن نسيت أن اليأس أصاب قلب المعارضة السورية، أحد صقورها يُلمّح إلى فقدان الأمل بواشنطن ويشعر بخذلانها لهم، ربما يكون ميشيل كيلو قد نطق بلسان معظم المعارضة التي تقول الآن وبصوت واحد: لم تُسقطوا الأسد كما وعدتمونا ذات يوم. ألم يكتب كيلو بالأمس أن «صديقنا الأمريكي المخلص نجح في الضحك علينا وخداعنا طوال السنوات الخمس الماضية».بعد ست سنوات من الحرب… ما زالت تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد دمشق العاصمة رمز الدولة وأجزاء كبيرة من ضواحيها وريفها، اللاذقية مدينة وريفاً، طرطوس مدينة وريفاً، السويداء مدينة وريفاً، حمص مدينة وأجزاء كبيرة من ريفها، حماه مدينة وأجزاء كبيرة من ريفها، أكثر من نصف مدينة حلب وأجزاء من ريفها، مدينة القنيطرة وأجزاء كبيرة من ريفها، أجزاء من مدينة درعا وريفها، أجزاء من الحسكة وريفها، وأجزاء من مدينة دير الزور.فعلياً لا شيء يستحق الذكر بيد المعارضة، الرقة بيد تنظيم «الدولة» وإدلب بيد النصرة، للمعارضة بعض الأحياء في مدينة حلب، وحي الوعر في حمص وبلدات عدة في ريفها ومثلها في ريف دمشق ودرعا والقنيطرة وحماه. فبمنتهى الواقعية وإذا تجاهلنا المساحات الشاسعة غير القابلة للحياة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة فإن المعادلة الميدانية لصالح الأسد.لم تستطع المعارضة السورية أن تشكل كياناً مسلحاً ينضبط تحت قرارها أو قيادتها، لم تستطع تلك المعارضة ان تحصّن من تعتبرهم مقاتليها من داء التطرف فذهب معظمهم إلى نادي المتشددين. حتى الآن لم يشأ خصوم الأسد الإقرار بحقيقة لا شك فيها وهي أن المقاتلين الذين حاربوا تحت راية الجيش الحر هم أعداء الجيش السوري لكنهم في الوقت ذاته ليسوا حلفاء المعارضة ولا تمثلهم المعارضة… في أعماق معظمهم نزعة إلى راية «النصرة» أو «داعش» وأخواتهما، هل تذكرون المبايعات الكبيرة التي حصلت في العامين 2013 و2014 من فصائل الجيش الحر إلى «جبهة النصرة» أو تنظيم «الدولة»… اسألوا عن كتائب الفاروق أولى الكتائب المبايِعة.أغلب الظن أن واشنطن سئمت المعارضة السورية وأن الأخيرة يئست من الشركة (الإدارة) الأمريكية التي لا تتحرك إلا على قاعدة الربح والخسارة، أما علي بن يلدريم رئيس الوزراء التركي فيقول بالأمس: «أنا متأكد من أننا سنعود إلى العلاقات الطبيعية مع سوريا». لم يقل بن يلدريم أن هذه العلاقات الطبيعية ستكون بدون الأسد.كامل صقر
التاريخ - 2016-07-17 7:51 PM المشاهدات 656

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا