سورية الحدث - أندريه ديب
يُعدّ اليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف 16 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، محطة محورية لتعزيز قيم التفاهم والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات. إن الاحتفال بهذا اليوم ليس مناسبة رمزية فحسب، بل هو دعوة عالمية لتمكين الأفراد من ممارسة التسامح كمهارة حياتية، وكقيمة نفسية واجتماعية تُسهم في الحد من النزاعات والتمييز، وتدعم السلام الداخلي والخارجي.
الخلفية التاريخية لليوم العالمي للتسامح:
يرتبط هذا اليوم ارتباطاً وثيقاً بجهود الأمم المتحدة واليونسكو في تعزيز ثقافة السلام. ففي عام 1995، أعلنت منظمة اليونسكو "إعلان مبادئ التسامح" مؤكدة أن التسامح ليس تنازلاً ولا ضعفاً، بل هو احترام للتنوع الإنساني والقدرة على تقبّل الآخر دون إلغاء اختلافه.
أهمية التسامح من منظور علم النفس:
من منظور علم النفس، يُنظر إلى التسامح بوصفه مهارة انفعالية إدراكية تتطور عبر الخبرات الاجتماعية والتربوية وتشير الدراسات النفسية إلى أن التسامح يقلل من مستويات التوتر النفسي عبر خفض مشاعر العداء والرغبة في الانتقام ويسهم في تحسين العلاقات الاجتماعية عبر بناء جسور الثقة بين الأفراد والجماعات.
ويدعم الصحة العقلية لأنه يحفّز مشاعر التعاطف،
أهمية اليوم العالمي للتسامح بالنسبة إلى الأمم المتحدة:
ترى الأمم المتحدة أن التسامح هو حجر الأساس في منظومة السلام وحقوق الإنسان. لذلك اكتسب هذا اليوم أهمية خاصة لديها لعدة أسباب
1. تعزيز الأمن والسلم الدوليين
تعتبر الأمم المتحدة أن معظم النزاعات تنشأ من عدم تقبّل الآخر أو الخوف من الاختلاف. ومن هنا يأتي دور التسامح في الحد من التطرف والصراعات، وتعزيز ثقافة الحوار بدلاً من العنف.
2. دعم حقوق الإنسان
يرتبط التسامح بشكل مباشر باحترام الكرامة الإنسانية ورفض جميع أشكال التمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو اللغة.
3. تشجيع التنوع الثقافي
ترى اليونسكو أن التنوع الثقافي هو تراث عالمي يجب الحفاظ عليه، وأن التسامح هو الآلية التي تجعل هذا التنوع مصدر قوة وابتكار.
4. تعزيز دور المؤسسات التعليمية
تؤكد الأمم المتحدة أن غرس قيم التسامح يبدأ من المدرسة والجامعة، عبر برامج تعليمية تساعد على بناء أجيال قادرة على التعايش في عالم متنوع.
5. مكافحة التطرف وخطاب الكراهية
في ظل ازدياد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح تعزيز التسامح ضرورة استراتيجية لمحاربة خطاب الكراهية والعنصرية،
خاتمة
إن اليوم العالمي للتسامح ليس مناسبة احتفالية فحسب، بل هو دعوة عالمية للتأمل النفسي والاجتماعي في الطريقة التي نتعامل بها مع اختلافات الآخرين. وهو تذكير دائم بأن السلام يبدأ من داخل النفس، وأن التسامح ليس حالة طارئة نمارسها عند الضرورة، بل هو أسلوب حياة تتبناه الأمم والشعوب لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا