شبكة سورية الحدث


البوصلة والمراقب

سورية الحدث البوصلة و المراقب   بقلم الرفيق المهندس عماد خميس عضو القيادة القطرية للحزب ـ وزير الكهرباء على أهمية البعد السياسي لنجاح سورية في إجراء الانتخابات الرئاسية، وتجاوز ما كان يحضّر لها غربياً من مشاريع مشبوهة تنال من استقلال البلاد وقرارها الوطني المستقل، إلا أن المشاركة الشعبية الواسعة في تلك الانتخابات فرضت تحديات كثيرة، بعضها مرتبط بطموحات السوريين على الصعيد الوطني ومطالبهم، وبعضها الآخر خاص بمجريات الأزمة وتطوراتها، والتوجه نحو صناعة مستقبل أفضل. وإذا كانت الدولة، بمؤسساتها وأجهزتها المختلفة، معنية بمواجهة تلك التحديات بما يعزز من إيمان تلك الملايين بمشروع الدولة، ومرجعيتها في العمل على صياغة مستقبل أفضل يستحقه كل مواطن سوري، فإن هذا الأخير معني بالدرجة نفسها التي تتحملها الدولة مؤسساتياً حيال تلك التحديات.  ليس هناك من شك في أن المواطن السوري كان أحد ثلاث ركائز أساسية استند إليها صمود سورية الأسطوري، إلى جانب مؤسسة الجيش والقوات المسلحة وحكمة القيادة وصلابتها، الأمر الذي يجعل من دوره في المرحلة المقبلة أساسياً ومؤثراً في جهود إعادة بناء سورية وإصلاح ما خربته سنوات الحرب.. فما هو المطلوب من المواطن السوري للمرحلة المقبلة؟.  بداية.. لابد لنا من التوضيح أنه عندما نتحدث عن المواطن، فإننا نقصد كل من آمن بسورية ويعمل لأجلها، بغض النظر عن وضعه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ومركزه الوظيفي والمهني، ومن هنا تأتي الأهمية الاستثنائية المعطاة لدور المواطن في المرحلة القادمة، هذا الدور الذي يمكن توصيف ملامحه من خلال النقاط التالية: - منذ الأيام الأولى لبدء الأزمة كان قرار القيادة بالمواجهة نابعاً من إيمانها بوعي هذا الشعب وقدرته على تحقيق الانتصار وحماية وطنه، ومع تصاعد وتيرة الحرب على سورية وتطورها من مرحلة إلى أخرى أصبح وعي الشعب هو الأساس، لاسيما مع هذا الغزو الفكري والثقافي القائم على محاولة تزوير التاريخ والحقائق، خدمة لأهداف تقسيمية استعمارية واضحة المعالم والملامح.  - استمرار تمسك المواطن بخيار الدولة الضامن لوحدة البلاد واستقلالها في ضوء المشاريع الإقليمية والغربية الساعية نحو التقسيم وإشاعة الفوضى وتحويل الدول إلى مؤسسات فاشلة..  وكي لا يكون كلامنا نظرياً فإننا نقول إن دور المواطن يتمثل هنا في العمل على تعزيز مؤسسات الدولة وتقويتها وحمايتها، فالموظف عندما يخلص في عمله فهو بذلك يثبت من دعائم وجود الدولة، والمسؤول عندما يكون على مستوى المسؤولية فإنه يكتب مرحلة جديدة في عمر الدولة، وعندما يصر الفلاح على زراعة حقله رغم كل الظروف والصعوبات، فإنه يسهم فعلياً في تدعيم استقلالية القرار الوطني للدولة، وغير ذلك.  - السوريون جميعاً هم شركاء في بناء الوطن وإعادة الإعمار وتحقيق الطموحات الكثيرة التي تعلق على المرحلة القادمة، والشراكة هنا ليست كما قد يتصورها البعض تقاسم في المنافع أو العمل فقط، وإنما تقاسم في المسؤوليات قبل كل شيء، فمثلاً عملية محاربة الفساد تحتاج إلى جهد كل مواطن سوري، والمحافظة على ثروات سورية الوطنية هي رهن بتكاتف الجميع، والبحث عن المستقبل الأفضل واجب على كل مؤمن بهذا الوطن ووحدته. - الدور الأهم للمواطن في المرحلة القادمة هو دور الموجه والمراقب والمشرف والناقد والمحاسب والمصحح لكل السياسات والخطط والاستراتيجيات، التي ستنفذ على مختلف الأصعدة والمستويات، وهذه ثقافة جديدة يجب أن نعتاد على ممارستها وفق أطر وقنوات مؤسساتية تحقق الغاية المرجوة منها.  - إن نجاح المصالحات الشعبية وتوسيع دائرتها لتشمل مختلف المناطق الساخنة يحتاج لجهود شعبية واسعة ترسخ ثقافة التسامح والمحبة والعفو بين أفراد المجتمع، وتضمد جراح المتضررين وآلام العائلات المنكوبة، وهذه مهمة قد تكون مؤثرة أكثر في إطارها الجماعي، إلا أنها تنطلق أساساً من أفكار فردية تتكامل مع بعضها البعض لتعطي في النهاية مبادرات مجتمعية. وعلى ذلك فإن ما ينتظر السوريين من مسؤوليات ومهام يبدو كبيراً، ويحتاج إنجازه إلى تضافر جهود الجميع، من مؤسسات الدولة إلى فعاليات المجتمع الأهلي مروراً بالمواطنين، فالقادم يحمل النصر الأعظم لسورية صفحة وزارة الكهرباء
التاريخ - 2014-08-08 11:32 PM المشاهدات 1213

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا