شبكة سورية الحدث


كلنا للوطن كلنا للجيش

سورية الحدث - بقلم : أحمد ضوا  يعتقد الكثيرون أن مؤسسة الجيش والقوات المسلحة السورية تقتصر مهامها على مواجهة العدوان الإرهابي الغربي الأميركي الغاشم وطرد تنظيماته الإرهابية من ربوع الوطن، وفي ذلك ظلم غير مقصود لهذه المؤسسة الوطنية التي قدمت تضحيات عظيمة سجّلها التاريخ ويسجّلها اليوم أيضاً. أول أمس لم يقتصر إنجاز الجيش في المليحة فقط على إعادة الأمن والاستقرار إليها، وإنما زرع البسمة، وعزّز الأمل في نفس كل سوري بأن المستقبل المشرق قادم إلى سورية وفتح الطريق أمام عودة الأهالي إلى منازلهم وأملاكهم بفضل أبطاله الميامين، الذين ما إن وعدوا أوفوا، وما إن حلّوا في مكان إلا واستعاد روحه السورية من جديد.‏ فإنجاز الجيش في المليحة ليس الأول ولا الأخير، والأهم من ذلك أنه يفتح الأبواب لإنجازات أخرى، والمواطن العربي السوري يعرف أهمية الإنجاز، ولكنه يتأكد أكثر عندما تهرع القنوات المعادية لتبرير هزيمة الإرهابيين في المليحة وغيرها، ودائماً ما تكون مصطلحات «الانسحاب التكتيكي والكرّ والفرّ ونقص العتاد… إلخ جاهزة»، متناسية ما روّجت له من قبل عن عجز الجيش العربي السوري عن استعادة المليحة كما قبلها القلمون والقصير و….‏ إنّ الجيش العربي السوري يقوم بواجبه بدرجة ممتازة، ويصنع المعجزات العسكرية بأقل العتاد العسكري، وفي أصعب حرب لم يشهدها التاريخ من قبل، ولكن السؤال الذي لا بد من طرحه من المشاورات التي تجري لتشكيل حكومة جديدة هو.. هل تقوم الدولة والمؤسسات والشعب بكل فئاته بردّ الجميل لهذا الجيش الذي لولاه لما كان هناك دولة اسمها سورية، ولما كان هناك جغرافيا سياسية في المنطقة؟.‏ إنّ الدولة ورغم كل ما تقدمه لمؤسسة الجيش بكل تفرعاتها العسكرية والاجتماعية والصحية لا تزال مقصرة في بعض الجوانب، وخاصة فيما يرتبط برواتب وتعويضات عناصر الجيش، التي من المفترض أن تقترن وتوازي استعدادهم الدائم للتضحية في سبيل الوطن، ومن غير المقبول الاستمرار بمعاملة مؤسسة الجيش كغيرها من المؤسسات في هذا الجانب المهم، والذي يعزز إعادة النظر به من صمود هؤلاء الأبطال ويُبعدهم عن الانشغال الذهني والنفسي بأحوال عائلاتهم وهم في ساحات الوغى، يقارعون إرهابيين قدموا من أصقاع العالم «لمحي اسم سورية من خريطة العالم».‏ وفي المقابل، لا يجب إلقاء المسؤولية على الدولة التي صمدت وما زالت تقوم بدورها، وعلى أوسع نطاق تجاه كل أبناء الشعب السوري، بينما كان أعداؤها ينتظرون سقوطها بين ليلة وأخرى. فهناك شرائح معينة في المجتمع، وخاصة فئات التجار وأصحاب رؤوس الأموال وغيرهم، فمنهم من فرد يديه وقام بدوره في هذا المضمار، وآخرون طمروا رأسهم في الرمال، وهم اليوم مطالبون بالقيام بدورهم تجاه وطنهم وشعبهم، وإلا فلعنة الشعب والتاريخ ستحلّ عليهم إلى أبد الآبدين.‏ في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الانتصارات، ويزرع البسمة والأمل رغم كل التحديات، وتقبض فيه الدولة على كل مقوماتها، المطلوب من كل السوريين أن يكون شعارهم: كلنا للوطن.. كلنا للجيش، ففي ذلك تقريب للنصر المؤزّر الذي بتنا نلمسه مع كل انتصار للجيش، الذي نرنو إبصاره من المليحة إلى الغوطتين الشرقية والغربية وكل الوطن.‏
التاريخ - 2014-08-16 6:15 PM المشاهدات 1443

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا