جميع الأضواء مسلطة هذه الأيام على العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو حيث تقام أكبر تظاهرة رياضية عالمية، في وقت يعيش السوريون داخل بلادهم «أولمبيادا» من نوع آخر. حاول فنّان مجهول تجسيد هذه المقولة عبر تصاميم ورسومات تسلّط الضوء على ما يحدث على الأرض السوريّة.في 16 تصميما مختلفا، وتحت عنوان Syria 2016 نشر الفنان الذي يطلق على نفسه لقب DAALI تصاميمه التي تمزج بين الحرب في سوريا والأولمبياد الرياضية: الهرب من القذائف، لعبة المبارزة، القفز عن الأسلاك الشائكة، السباحة نحو أوروبا، تعذيب المعتقلين والمخطوفين بأسلوب التايكواندو، الرماية بقاذف الآر بي جي، ضرب المخطوفين المقيدين على طريقة الملاكمة. جميعها تصاميم ورسومات حاول الفنان أن يرسخها كرسالة للعالم توضح حقيقة الأحداث في سوريا.انشغل العالم خلال الأولمبياد بفريق اللاجئين، فتحوّل هؤلاء اللاجئون إلى «سلعة إعلامية» رائجة. تمكن الفريق المكون من 10 لاعبين، بينهم سوريون، من كسب تعاطف الجمهور من دون أن يحقق إنجازات تذكر. إلّا أنّ أياً من وسائل الإعلام لم تتعمق في سبب تحول هؤلاء الرياضيين إلى لاجئين، وهو ما فعله الفنان مجهول الهوية «دالي».يعرّف الفنان بنفسه عبر «فايسبوك»: «أنا فنان مجهول مناهض للحرب أعيش في مكان ما على هذا الكوكب، لا أنتمي إلى جنسية معينة لأنني لا أؤمن بالحدود الجغرافية»، ويتابع: «أنا لا أنتمي إلى أي حزب سياسي، وأعتقد أن السياسة هي السبب في كل حروب العالم»، ويضيف: «خطرت لي فكرة هذا المشروع عندما رأيت أن الناس يجهلون تفاصيل الحروب وحقيقتها، ويتجاهلون هذه المآسي أو يتعاملون مع أخبارها كأنها فيلم سينمائي كونها تقع في مكان بعيد عن بلادهم، ولأن القتلى ليسوا من أسرهم والمنازل المدمرة لا تخصهم... لأنهم ببساطة لا يعيشون هناك».تكثيف الأفكار، واستغلال الأحداث العالمية ومقاربتها على ضوء ظروف الحرب هي الطريقة التي يتّبعها الفنان المجهول. في رسوم وتصاميم سابقة له، صوّر مجموعة من النساء المنقبات المقيدات وهن يسرن على مسرح للأزياء، كما قام بإظهار تمثال الحرية مقطوع اليد. وفي أحد تصاميمه استبدل النجمة على العلم التركي برقم 6 مليارات، في إشارة إلى المبالغ التي قبضتها تركيا للحد من موجات اللجوء إلى أوروبا. في سلسلة تصاميم أخرى حاول أن يتخيل كيف سيكون شكل المدن العالمية لو انتقل إليها الإرهاب، فعنون مجموعته: «إذا لم تكن تحدث في بلدك فهذا لا يعني أنها لا تحدث في مكان آخر».تحقق أعمال «دالي» انتشاراً مطرداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه تمكن ببساطة الأفكار من جذب انتباه وسائل الإعلام، لكنّه يرفض استخدام هذه الشهرة في التسويق لنفسه، معتبراً عبر لقاءات عديدة له أن «إيصال حقيقة ما يجري، ومناهضة الحروب هو الهدف الأسمى لهذه الرسوم». ربّما نجح «دالي» في استغلال الأحداث العالمية لتعميق الأفكار المتعلقة بالحروب ونتائجها على الإنسانية، وبشكل خاص الحرب في سوريا، إلا أنّه يبقى عملاً فردياً في عالمٍ ينظر إلى الحرب كحقل استثمار إعلاميّ وسياسيّ واقتصاديّ.السفير
التاريخ - 2016-08-17 5:14 AM المشاهدات 553
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا