يبدو ان تركيا ما قبل الانقلاب ليست كما قبله ، اشياء كثيرة تغيرت وتبدلت ، ويبدو ان العلاقة مع سوريا ستكون هي المتغير الاكبر ، نظرا لانعكاسها على المنطقة وخصوصا امنيا .تركيا قبل الازمة في سوريا كانت تتمتع بجو من الاستقرار والتقدم الاقتصادي وتفاخر بان ليس لديها مشاكل مع احد ، علاقات جيدة مع سوريا وتبادل للزيارات بين الرئيسين الاسد واردوغان ، اضافة الى تبادل تجاري مع طهران يتخطى العشرة مليار دولار ومرشح للوصول الى 30 مليار وايضا ملايين السياح الروس الذين يزورون تركيا وتبادل تجاري بمليارات الدولارات ، كل ذلك كاد ينتهي بسبب الازمة السورية ، عمليات ارهابية في تركيا ونزوح اضافة الى ازمة مع روسيا كادت تؤدي الى نشوب حرب بعد اسقاط تركيا لمقاتلة روسية .لكن بعد الانقلاب اكتشف اردوغان بان هناك من حلفائه من يساعد معارضيه على النيل منه خصوصا اميركا والموقف الاوروبي الملتبس من الانقلاب لذلك سارع اردوغان الى الانفتاح على ايران وروسيا وزار روسيا واندلعت حرب حلب ما يوحي بان هناك ما يجري في الغرف السرية وبدات بشائره تظهر على الارض.وقد اثبتت سياسة اردوغان بانه رجل براغماتي وعند مصالحه ممكن ان يغير سياساته والمثال واضح مع اسرائيل وروسيا والتودد لمصر حتى وتخليها مبدئيا عن اخوان مصر ، فما لمانع من ان تغير سياستها تجاه سوريا الاسد وخصوصا وان اردوغان يبحث عن علاقات مميزة مع حليفي سوريا روسيا وايران .وليس من المستبعد ان يلتقي ردوغان الرئيس الاسد خصوصا بعد مصالحته مع اسرائيل بدون الحصول على شيء الا بعض المكاسب الاقتصادية ، وايضا اعتذاره لبوتين على اسقاط المقاتلة الروسية لا بل بعد المجاهرة والافتخار باسقاط المقاتلة الروسية بعد الانقلاب شيع بان رجال الانقلاب هم من اسقطوا الطائرة دون اوامر من القيادة السياسية التركية لكسب ود الرئيس الروسي ، اردوغان رجل براغماتي يفهم لغة المصالح فقط.فقد قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن خطوات السياسة المعتدلة التي تشهدها السياسة الخارجية التركية خلال الفترة الأخيرة ستمتد لتشمل سوريا أيضا مؤكدا أن تركيا ستحل الأزمة مع سوريا مثلما حلت مشكلاتها مع كل من روسيا وإسرائيل..وأضاف يلدريم في كلمة أمام نواب حزب العداله والتنمية بالبرلمان التركي اليوم الثلاثا ” إنه يؤمن بأن بلاده ستحل مشاكلها مع سوريا والعراق مثلما حلتها مع كل من روسيا واسرائيل وأن هناك شرطين لتحقيق هذا، أولهما حماية وحدة أراضي تركيا وسوريا. إذ أنه لا يمكن حل مشاكل هذه المنطقة في ظل مساعي تأسيس دولة كردية في سوريا مشيرا إلى أنه لن تُفرض إدارة تعتمد على أساس مذهبي في سوريا.”كما ذكر يلدريم أن تركيا وإيران هما أفضل من يدرك طبيعة هذه المنطقة وأنهما ستحققان أفضل حل للأزمة قائلا: “بعد تحقيق الشروط السابقة ليس هناك مانع لحل المشكلة. وأن تركيا ستسعى من أجل تحقيق هذا مع شركائها في المنطقة. فأنا على ثقة أننا سنشهد معا تطورات مهمة في هذه القضية خلال الأشهر القليلة المقبلة”.وأفادت وكالة أنباء رويترز في تحليل نشرته قبل فترة قصيرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يقلل من حدة خطاباته تجاه بشار الأسد التي ظل ينتقده بعبارات شديدة اللهجة لسنوات.يُذكر أن يلدريم أعلن مسبقا أن الستة أشهر القادمة قد تشهد تطورات مفاجئة في القضية السورية موضحا أن تطبيع علاقات جيدة مع سوريا هو هدف أساسي لتركيا. كما صدرت آخر إشارة في هذا الصدد من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي صرّح بأن تركيا ستعمل في تناغم مع روسيا، التي بدأت تطبيع العلاقات معها مؤخرا، فيما يتعلق بالقضية السورية.وداخليا ذكر يلدرم في كلمته أنه يدين بشدة جميع التنظيمات الإرهابية التي تُزهق أرواح الأبرياء وتسفك الدماء. كما تقدم بالتعازي شهداء من رجال الشرطة الذين سقطوا أمس الإثنين في هجوم للعمال الكردستاني في مدينة ديار بكر التركية.كما تطرق يلدرم في حديثه إلى قضية إعادة الداعية فتح الله كولن إلى تركيا ونقاشات عقوبة الإعدام بقوله: “سيعود فتح الله كولن المتهم بالتورط في محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز إلى تركيا وسيدفع الثمن. على حد تعبيره، وأضاف يلدريم أنه أثناء دفعه الثمن لن ندع مشاعر الانتقام تسيطر علينا. فالعدالة التركية ستأخذ مجراها. الإعدام هو الموت مرة واحدة أما بالنسبة لهم فهناك طرق للموت أشد وطأة من الموت ذاته”.وذكر خبراء سياسيون أن الحكومة التركية، التي نفّذت حملات تصفية على نطاق واسع في صفوف القضاء عقب محاولة الانقلاب وتعيين القضاة المقرببن من الرئيس أردوغان، لن تستطيع تحقيق محاكمة عادلة في أي متهم في القضايا الحالية.وفي سياق متصل لم تُصدرالحكومة التركية حتى الآن أي رد على دعوة الأستاذ فتح الله كولن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تتولى تحقيقات محاولة الانقلاب الفاشلة.الديار
التاريخ - 2016-08-17 5:42 AM المشاهدات 863
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا