شبكة سورية الحدث


سوريا تصفع "إسرائيل".. و رسائل في الزمان و المكان

سورية الحدث - المهندس : ميشيل كلاغاصي  شيئا ً فشيئا ً تنهار حروب الوكيل الكاذبة,ويعود المشهد إلى مربعه الأول, في حروب الأصيل الأساسية المباشرة , مشهدٌ لم يعد يحتمل وجود الكومبارس على المسرح, فالأقنعة سقطت وظهر أصحاب المشروع الصهيو - أمريكي الحقيقيين صراحة  ًو وقاحة ً.. فأمريكا تدعم وتُهادن و"إسرائيل" تدعم وتُهاجم .. هي ذاتها السبعون عاما ً للتاّمر على فلسطين والتي توّجها خونة العرب ومشغليهم في حروب الأصيل والوكيل, عبر نسخها الثلاث, والتي حاولت في النسختين الأولى والثانية كسر المقاومة الفلسطينية واللبنانية, فيما خُصصت النسخة الثالثة لضرب رأسُ حربة ِ المشروع المقاوم في سوريا.. وسط تاّمر ٍعربي وخليجي غابت  فيه القدس والمقدسات وحائط البراق وانصرف "العرب" نحو الخندق الإسرائيلي لإسقاط سوريا.فبعد ساعات على بدء تطبيق وقف إطلاق من خلال الإتفاق الروسي – الأمريكي , قامت الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرتان, حربية إسرائيلية من طراز F16, وطائرة إستطلاع , قامتا بإختراق الأجواء السورية , تلاها بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة يؤكد قيام طيران العدو الإسرائيلي بالاعتداء على أحد المواقع العسكرية في ريف القنيطرة، وتصدي وسائط الدفاعات الجوية السورية , ويؤكد – البيان - إسقاط الطائرة الحربية في جنوب غرب القنيطرة وطائرة الاستطلاع غرب سعسع .. وسط صمت رسمي إسرائيلي ونفي ٍ إعلامي , أتبعته بإعتراف بإستهداف الطائرتين ونفت إسقاطهما.. كما اعتمدت فيه على نفي المجموعات الإرهابية التي تتواجد في الجنوب السوري والتي تعمل تحت أمرتها وبدعم مباشر من جيش إحتلالها وحكومتها.. نفي ٌ دحضه الوزير لافروف بتصريحه :"  نحث الطرفين السوري والإسرائيلي على ضبط النفس وعدم إستخدام الوسائل الإستفزازية" , بما يشكل تأكيدا ً روسيا ً لإسقاط الطائرات المعادية.إن العدوان الإسرائيلي الجديد على سوريا , ليس الإعتداء الأول من نوعه, ويأتي في سلسلة إعتداءاتها المتكررة , في سياق الحرب المفتوحة, والذي يتماشى مع طبيعتها العدوانية , و دورها الأساسي في الحرب الدولية على سوريا, و أنها صاحبة المصلحة الأولى و اليد الطولى فيها .و يأتي هذا العدوان بعد الانهيار الكبير للمجموعات الإرهابية في الجنوب السوري, وفشلها في كافة المعارك و الهجمات الإرهابية التي خاضتها هناك منذ اليوم الأول للحرب على سوريا ,خاصة ً بعد فشل معارك " عاصفة الجنوب" و"قادسية الجنوب", وتعزيز الجيش السوري وحلفائه مواقعه في الجولان المحرر وكافة المواقع العسكرية في ريف القنيطرة. والأهم..  إدراك العدو الصهيوني الإنهيار الكامل لنظرية الردع الإسرائيلي, وحديثها عن ما دعته "الجدار الطيب" أو"المنطقة العازلة", خاصة ً بعد فشل محاولات العدو الإسرائيلي اليائسة لرفع معنوياتها ومرتزقتها المنهارة بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفائه.. على الرغم من تقديمها المساعدات المعنوية واللوجستية للمجموعات الإرهابية المسلحة , ودعمها الناري و المدفعي و الجوي المباشر, بالإضافة إلى فتح مشافيها ومراكزها الطبية لعلاج الإرهابيين الجرحى، لمنع الجيش السوري من ملاحقتها في ريف القنيطرة.إن إقتراب الدولة السورية وحلفائها من إعلان النصر شيئا ً فشيئا ً, و تضارب المصلحة الإسرائيلية ومصلحة الإدارة الأمريكية الباحثة عن الهدنة و استمرار استنزاف الدولتان السورية والروسية ,عبر التحول إلى جولة جديدة للإشتباك السياسي في جنيف بهدف إستهلاك الوقت الذي يسير سريعا ً نحو إنهيار كافة أركان الحرب على سوريا , فإسرائيل تراقب صمود سوريا وتنامي قدرات وخبرات وقوة الجيش السوري وحلفائه , الأمر الذي يدفعها نحو الجنون والصراخ في بحثها عن أمنها المهزوز ,عبر دفع المجموعات الإرهابية لعدم قبول الهدنة واستمرار القتال لحين إنتهاء تحضيرها سلم النزول الذي سبقها إليه الكثيرون ,عبر قطار الحل السياسي السريع , و الدفع إلى جولة مباحثات "سلام ٍ" جديدة – تعتقدها مضمونة بغياب سورية – مستفيدة من الواقع الجديد للتخاذل العربي وسباقهم نحو حضنها " الدافئ" – بحسب وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي-.إذ تدرك إسرائيل أن الأسد باق ٍ و سوريا انتصرت.. و أن جبالها و مستودعاتها لم تُفتح بعد ولا زالت تحتفظ بأسرارها, وأن المقاومة باقية وحاضرة وصواريخها موجهّة و قادرة., وأنها لاتزال تمتلك وبعد ست سنوات من الحرب أقوى منظومات الدفاع الجوي الفعّالة في المنطقة , والتي لطالما كانت وراء رفض الولايات المتحدة الأمريكية إقامة منطقة حظر جوي بطلب من تركيا و نظام الكيان الوهابي والدول الداعمة للإرهاب.. و تدرك أن أعداء سوريا يتراجعون وبعضهم يترنحون ويُهزمون في سوريا والعراق واليمن ولبنان.. و تدرك أن قواعد الإشتباك كُسرت , وأن فلسطين لن تبقى للأبد عند حدود الرابع من حزيران 67 , و تحوّلت إلى حدود قرار المقاومة , بعد أن أوقف نصر سوريا العبث والتنازلات , و ُأوقفت معه جريمة بيع فلسطين الجديدة , و ُأستعيد جسدها و سُحب من على مذبح الخيانة العربية و سكاكين التشريح الإسرائيلية في سوق النخاسة الأمريكي .و تدرك أهمية بيان محور المقاومة الذي أصدره القائد العسكري الميداني العام , و أرادت إختبار مدى جديته بعد أقل من 48 ساعة لإعلانه !, بالإضافة إلى رمزية زيارة رئيس أركان القوات المسلحة السورية العماد علي أيوب للقنيطرة , وأن سوريا وحلفائها اتخذوا قرارهم بوضع الحد للإعتداءات الإسرائيلية المتكررة , والذي دخل بإسقاط الطائرتين اليوم حيز التنفيذ الفعلي.إن وجود المجموعات الإرهابية في الجنوب السوري و سماح العدو الإسرائيلي لهم بالدخول إلى الجولان السوري المحتل بعد طرد قوات الإندوف , في محاولة يائسة للإستحواذ على فرصة ٍ جديدة لقضم المزيد من الأراضي السورية , واستخدام هؤلاء المرتزقة كجيش" لحد" على الحدود اللبانية – الفلسطينة , كحزام و كخط دفاع أول عن جيشها المتهاوي , والذي بات يخشى مواجهة ً حقيقية مع الجيش السوري وحلفاؤه خصوصا ً مع إنطلاقة المقاومة السورية في الجنوب السوري العام الفائت , و الذي لا بد وأنه سيشكل عنصر مفاجئة كبير كما فعلت المقاومة اللبنانية , بعد فترة وجيزة من انطلاقتها.- رسائل الزمان و المكان:1- فاليوم ترسل دمشق رسالة ً قوية وواضحة لكل من يعتدي على السيادة السورية و يستهدف جيشها و شعبها و بناها التحتية و أمنها. 2- هي رسائل ٌ لمن يرفض التعاون الثنائي معها, ويتذرع بمحاربة الإرهاب.3- رسالة ردع ٍ لجنون فرنسي, على غرار ما فعلته في ليبيا.4- رسالة كبحِ جموحِ الشبق الأردوغاني للعدوان على سوريا , خاصة ً بعد أن تذوق مرارة إسقاط طائراته , إذ لم تتأخر خارجية الدولة السورية بتحذيره من أي عمليات ٍ حربية في الأراضي السورية دون التنسيق معها.5- رسالة حقيقية و مباشرة لوزارة الخارجية تطالب مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة لإتخاذ كل ما يلزم لمعاقبة "إسرائيل" وإجبارها على وقف عدوانها و دعمها وحمايتها للإرهابيين .5- رسالة ُ تحذير ٍ استباقية لعملاء الخليج لمجرد التفكير بتحليق طائرات قطر و السعودية بحجة تحرير الرقة.6- رسالة ختامية لإدارة أوباما و التي تبدو كجثة ٍ تلفظ أنفاسها الأخيرة ما قبل دفنها , كقائدة ٍ لتحالف ٍ ستيني بمئات الطائرات.إن إسقاط الدفاعات السورية اليوم الطائرة الإسرائيلية المعادية , هو بمثابة إسقاط مئات الطائرات , و رسالة ردع ٍ لكل غاز ٍ و معتدي.1316
التاريخ - 2016-09-14 5:46 PM المشاهدات 1004

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا