شبكة سورية الحدث


رد سوري عنيف على الاعتداء الأميركي !

ليس من باب المصادفة، أن يتزامن تقريبا الهجوم الذي شنته “جبهة النصرة” وبعض المجموعات التي تدور في فلكها، بمؤازرة “إسرائيلية” مباشرة على القنيطرة، الذي أطلقت عليه أسم “قادسية الجنوب”، مع الهجوم الآخر “لداعش”، على جبل الثردة في دير الزور، والمطل على مطارها العسكري، وبتدخل مباشر من الولايات المتحدة، حيث قام سلاح الجو الأميركي بقصف مواقع الجيش السوري في المنطقة المذكورة، وتأمين الغطاء الجوي اللازم للتقدم الداعشي نحو “الجبل” ثم السيطرة على المطار.وكان سبق ذلك بقليل، الاحتلال التركي لجرابلس وسواها أيضاً، كل هذه التطورات الميدانية والعسكرية، جاءت في سياقٍ واحدٍ، هو إيجاد توازنٍ عسكريٍ، ليس على الأرض السورية فحسب، بل في المنطقة باسرها، في وجه تحالف روسيا- ايران- الصين وسوريا، أي القوة الاوراسية الناشئة، لكي يستثمرهذا التوازن لاحقاً في أي تسوية سياسية، قد يتم التوصل اليها بين القوى الفاعلة في المنطقة، لحل القضايا العالقة فيها، بحسب ما تؤكد مصادر سياسية سورية.وتعتبر المصادر أن الغارات الأميركية على دير الزور، هي تعبير عن رفض “البنتاغون” للتعاون مع روسيا في عملية مكافحة الارهاب، وفصل مسلحي “المعارضة المعتدلة”، عن تنظيم القاعدة، وملحقاته، وما يؤكد استمرار واشنطن في وضع العصي في عجلات الحل المرتجى، هو الطلب الأميركي من موسكو، بمنع تحليق الطيران الحربي السوري، في أجواء حلب.وتشير الى أن روسيا حاولت أن تنطلق من الهدنة السابقة في سورية التي جاءت غداة عيد الأضحى، للتوصل مع الولايات المتحدة الى رؤى مشتركة، تشكل منطلقا للحل، في ظل الإدارة الأميركية الراهنة، فجاء الرفض الأميركي المذكور آنفا.في المقابل جاء الرد الروسي- السوري على الاعتداء الأميركي، باعلان القوات السورية عزمها على استعادة الأحياء الشرقية الحلبية، ما يؤكد سقوط الهدنة السابقة نهائياًوتعقيباً على بدء تقدم الجيش السوري نحو شرق حلب، تعتبر مصادر سورية معارضة، أن هذا التقدم، قد يكون أحد وسائل الضغط على مقاتلي المعارضة، لدفعهم الى الخروج من حلب الشرقية الى مناطق أخرى، على غرار ما حدث أخيرا في حي الوعر الحمصي، ودارايا في ريف دمشق.ويؤكد الباحث الاستراتيجي الدكتور جمال واكيم بدوره لـ موقع المرده: أن تقدم الجيش السوري في أحياء حلب الشرقية، يعزز موقع محور القوة الأوراسية في أي عملية سياسية في الجارة الأقرب والمنطقة، غير أنه لن نتهي الصراع على سورية بالكامل.ويلفت واكيم الى أنهنا بداية بشائر تغييرٍ أميركي حيال الأزمة السورية، بدليل ما أعلنه رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال جوزف دانفورد أمام مجلس الشيوخ بأن الرئيس السوري بشار الأسد عزز من موقفه خلال عام، وأصبح أقوى بكثير من العام الفائت، مؤكداً أن كلام الجنرال هو اعتراف اميركي بقوة الحكم السوري، ولكن لا يعول لحل الازمة.ويرجح واكيم استمرار واشنطن وحلفائها في استنزاف سورية عسكريا واقتصاديا، وفي الوقت عينه اسهمت وتسهم الحرب على سورية في تطوير قواتها المسلحة، وأدخلت اليها نمط قتال جديد، مماثل لنمط قتال حزب الله، كذلك صقلت الجيش السوري بخبرات وتجارب قتالية عالية، لاسيما بعد خوضه المعارك الى جانب حلفائه، أدى ذلك الى إعادة تأهليه من جديد، على حد قول واكيم.ويتشاطر واكيم الرأي مع المصادر المعارضة المذكورة آنفا، ألا حل في سورية والمنطقة في ظل الإدارة الأميركية الحالية، بالتالي من المرجح أن يبقى الحال على ما هو عليه، حتى تسلم الإدارة الجديدة الحكم، والتثني لها متابعة ملفات المنطقة، يختم واكيم.
التاريخ - 2016-09-26 4:31 PM المشاهدات 699

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا