بعد يبرود.. ما مصير عرسال؟ ....بقلم امين حطيط
سوريا الحدث
بعد السيطرة على مدينة يبرود من قبل الجيش السوري تتجه الأنظار اليوم الى عرسال اللبنانية التي يرى مراقبون انها من اخطر المناطق باعتبارها مصدراً لمعظم السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق لبنانية مختلفة وكونها كانت ولا تزال قاعدة خلفية لمسلّحي المعارضة السورية، فهل آن الآوان لدخول الجيش اللبناني الى عرسال لاخراج المسلحين منها؟ وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط انه “في المنطق الأمني أصبح دخول الجيش اللبناني الى عرسال ضرورة ملحّة لأن بقاء المسلحين فيها يشكل ثغرة عميقة في البنية الأمنية اللبنانية ويستدرج تدخلا وردّاً سورياً بطريقة او بأخرى، ولكن المسألة ان الدولة اللبنانية لا تملك القرار الموحّد لاعطاء الضوء الأخضر للجيش اللبناني خاصة مع وجود نهاد المشنوق وزيرا للداخلية الذي يتصرف وكأن له دويلته الخاصة، فهو يتصرف خارج قرار الدولة حتى الان”. وأضاف حطيط في حديث خاص لوكالة أنباء آسيا “اعتقد ان دخول الجيش اللبناني سيكون مؤجلا الا اذا حصل ضغوط من الأهالي واجراء مقايضة بين الامن الرسمي داخل عرسال مقابل الامن الرسمي خارجها عندها سيكون هناك دخول للجيش الى عرسال”. واستغرب حطيط كيف “يُضمن للارهابيين حركتهم خارج عرسال ويُمنع عن الجيش اللبناني دخوله اليها!”، قائلاً: “هذه معادلة مختلّة والدولة مسؤولة عنها”. وقال حطيط أنه “في السابق عندما تعرّض الجيش اللبناني لكمين داخل عرسال كان هناك قرار سياسي، وتيار المستقبل كان يرعى العملية الإرهابية اما اليوم فهو المسؤول مباشرة عن الامن في لبنان”، في إشارة منه الى تولي “المستقبل” وزارتي الداخلية والعدل، معتقداً أن “دخول الجيش هذه المرة الى عرسال، إنّ حصل، لن يُقابل بنفس الطريقة”. وعن تداعيات بقاء المسلحين داخل عرسال البقاعية، قال “يُخشى ان تستلم عرسال وظيفة يبرود وتصبح هي المعمل والمصنع لسيارات الموت، وان حدث ذلك فان الدولة اللبنانية هي المسؤولة وعندها سيكون الامن في كل البقاع الشمالي متفجرا ولن يسكت عن هذا الموضوع”. وحول كيفية ضبط الحدود اللبنانية – السورية لمنع دخول المزيد من الجماعات التكفيرية، أشار الى أن “ضبط الحدود من جانب واحد أمر مستحيل، وهو بحاجة الى آلية مشتركة بين سوريا ولبنان”، مضيفاً “من المعروف أن لبنان لا ينسق امنيا مع سوريا بالشكل الفعلي لذلك الحديث عن ضبط الحدود لا يمكن ان يحصل”. وكان عضو المكتب السياسى في تيار المستقبل علي حمادة قد أشار في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، الى إن ظلما كبيرا يتم إلحاقه بمدينة عرسال، وتحميلها كل المصائب التي تحصل في لبنان، ويتم تصويرها، وكأنها تورا بورا (أحد معاقل حركة طالبان خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان)”. وفي السياق نفسه، أكد عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي في حديث صحفي “عدم دخول مسلحين تابعين للجيش السوري الحر إلى عرسال, بحسب ما أكده له رئيس البلدية”، محذراً “من أي مغامرة مذهبية باتجاه البلدة, أكانت من حزب الله أو من غيره, لأن ذلك سيؤدي حتماً إلى حرب أهلية, لا أحد يعرف كيف تكون نهايتها”. يشار إلى أن الطريق الرئيسي الذي يربط بين عرسال وبين باقي الأراضي اللبنانية أصبح يتعرض للقطع بشكل متكرر من قبل أهالي بلدة اللبوة احتجاجا على الصواريخ التي تتعرض لها بلدتهم، ويتهمون عرسال بأنها مصدر لهذه الصواريخ وممر للسيارات المفخخة والإرهابيين. وكانت طائرات سورية شنت أكثر من ١٧ غارة جوية استهدفت المناطق الجبلية المحيطة بعرسال وراس بعلبك داخل الأراضي اللبنانية وقرى محاذية للحدود سوريا. وفي ظل هذه التطورات، يتساءل مراقبون عن مصير المسلحين اللذين فروا الى مدينة عرسال ومكثوا في جرودها، ويتخوفون من تفجير الوضع الداخلي في لبنان نظراً للعادات والتقاليد والاحكام الاسلامية التي يتبعها هؤلاء المسلحين في تمركزهم في الجرود ذات الطبيعة الوعرة الذي من شأنه ان يضفي على المشهد العام المزيد من القلق.
الحدث
التاريخ - 2014-03-20 12:27 AM المشاهدات 1474
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا