شبكة سورية الحدث


الرئيس الأسد لقناة “TV2” الدنماركية: المعارضة المعتدلة خرافة ولا وجود لها.. لن نقبل بأن يسيطر الإرهابيون على أي جزء من سورية

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك إرادة التوصل إلى أي اتفاق بشان سورية ولذلك كنا نعرف مسبقا أن اتفاقها مع روسيا لن ينجح لأن الجزء الرئيسي منه يتمثل في مهاجمة إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” المدرج على القائمة الأمريكية وعلى قائمة الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية بينما هو في سورية ورقة أمريكية.وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة “TV2” الدنماركية.. “إن المعارضة المعتدلة خرافة ولذلك لا تستطيع ان تفصل شيئا لا وجود له عن شيء موجود”.وأوضح الرئيس الأسد ان التوصل الى حل سياسي للازمة يتطلب اولا محاربة الإرهابيين، وقال “لن نقبل بان يسيطر الارهابيون على أي جزء من سورية وليس حلب وحسب هذه مهمتنا وهذا هدفنا وهذه خطوتنا التالية” مضيفا “مهمتنا كحكومة هي التعامل مع الواقع، هناك إرهابيون في سورية وهم مدعومون من قبل قوى وبلدان اجنبية ونحن علينا ان ندافع عن بلدنا”.ولفت الرئيس الأسد إلى أن الشعوب الأوروبية ليست عدوة لسورية وأن هناك فرقا كبيرا بينها وبين سياسات حكوماتها وقال “ثمة فرق كبير بين الشعب الدنماركي الذي كان كمعظم الشعوب الأوروبية صديقا لسورية وبين سياسة الحكومة، الأمر يتعلق الآن بغياب أوروبا بأكملها عن الخريطة السياسية، على الأقل منذ عام 2003 بعد غزو العراق، فقط لأنه كان عليهم اتباع الأمريكيين، وهم لا يجرؤون على اتخاذ مسار مستقل خاص بهم في السياسة”.وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:السؤال الأول:سيادة الرئيس دعنا نبدأ من الوضع الراهن في حلب، في الأسابيع القليلة الماضية نشرت صور مروعة عما يحدث في حلب. أعني أننا نرى سكان الجزء الشرقي من المدينة الذي تسيطر عليه المجموعات المسلحة في وضع سيئ للغاية يبدون منهكين وخائفين، الوضع هناك عنيف جدا، ما الاستراتيجية الكامنة وراء مثل هذا الهجوم العنيف الذي تشنه القوات السورية والروسية في الوقت الراهن؟الرئيس الأسد:في الواقع، نحن لم نشن هجوماً، بل إن الجيش السوري تابع اندفاعته نحو تحرير كل جزء من سورية بما في ذلك حلب أو الجزء الشرقي منها من الإرهابيين، لكن كان هناك وقف إطلاق نار لمدة أسبوع من أجل إعطاء الاتفاق بين الروس والأمريكيين فرصة للتنفيذ إلا أن ذلك لم ينجح،عندما انتهى ذلك الأسبوع تابع الجيش السوري اندفاعته لتحرير الجزء الشرقي من حلب من الإرهابيين لكن في الواقع عندما تريد التحدث عن الوضع السيئ في الجزء الشرقي من حلب فإن هذا الوضع لم تتسبب به الحكومة بل تسبب به الإرهابيون، إنهم موجودون في تلك المنطقة منذ سنوات لكننا سمعنا عن “الوضع السيئ” هناك في وسائل الإعلام الغربية مؤءخراً فقط لأن وضع الإرهابيين بات سيئاً جدا هذا هو السبب الوحيد، بينما إذا أردت التحدث عن الوضع هناك فإننا لم نمنع أبداً دخول أي مواد طبية أو غذائية أو أي شيء آخر إلى الجزء الشرقي من حلب، ليس هناك حصار إذا كان هذا ما تعنيه ودورنا كحكومة هو تطويق الإرهابيين من أجل تحرير ذلك الجزء من المدينة.السؤال الثاني:لكن ما أعنيه أيضاً هو أننا نرى صوراً لأطفال يقتلون، لأطفال في المستشفيات، كما نرى صوراً لمستشفيات مدمرة من الذي يستهدف تلك المستشفيات؟الرئيس الأسد:دعني أخبرك شيئاً عن صور الأطفال تلك بالطبع فإن كل حرب تقع فيها ضحايا، ضحايا أبرياء، ولهذا السبب فإن كل حرب هي حرب سيّئة. لكن إذا نظرت إلى تلك الصور التي تم ترويجها في وسائل الإعلام الغربية ترى أنه تم انتقاء بضع صور لأطفال كي تناسب الأجندة السياسية لوسائل الإعلام تلك، فقط من أجل اتهام الحكومة السورية.. أنت هنا منذ يومين وقد كان هناك قصف يومي مصدره الجزء الشرقي من حلب يستهدف باقي أنحاء المدينة، وكان هناك قتل جماعي ودمار في الجزء الآخر من المدينة وقع جراءه عشرات الضحايا وعشرات الجرحى في حلب لم تتحدث وسائل الإعلام الغربية عنهم، لم يصدر المسؤولون الغربيون بياناً واحداً فيما يتعلق بأولئك الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء بشكل عام وبالتالي فإن هذا جزء من الحملة الدعائية الرامية إلى شيطنة الحكومة السورية، هذا لا يعني أنه عندما تكون هناك حرب لا تسقط فيها ضحايا كما قلت، لكن الحكومة السورية فتحت الباب أمام المسلحين في الجزء الشرقي من حلب كي يغادروا بأمان وبوجود ضمانات، كما أتاحت المجال لسكان تلك المنطقة للعودة إلى منازلهم.السؤال الثالث..لكن السكان في تلك المنطقة وشهود العيان ومنظمات المساعدات الدولية جميعهم يقولون إنه تم استهداف المستشفيات، وعندما أنظر إلى الصور فإني أرى مستشفيات وأسرة داخل المستشفيات، وبالنسبة لي تبدو فعلاً مدمّرة وأنه تم استهدافها، من الذي يستهدف المستشفيات؟الرئيس الأسد:ليست لدي إجابة عن أي مستشفى تتحدث، لأنه ليس لدينا أي حقائق حوله، كل ما لدينا هو مزاعم، وبالتالي فإن الرد على المزاعم ينبغي أن يكون من خلال.السؤال الرابع:لكن الصور تمثل حقائق.الرئيس الأسد:لا يمكن للصور أن تخبرك، ولا حتى مقاطع الفيديو، بات من الممكن اليوم التلاعب بكل شيء، أنا لا أقول إنه لا وجود لمثل تلك الهجمات على أي مبنى، لكننا كحكومة ليست لدينا سياسة لتدمير المستشفيات أو المدارس أو أي منشأة أخرى، والسبب بسيط أولاً، أخلاقي والسبب الثاني هو أنه إذا فعلنا ذلك فإننا نوفر للمسلحين الحاضنة الاجتماعية التي يبحثون عنها، سيكون ذلك بمثابة هدية لهم، وهذا شيء لا نقوم به لأنه يتعارض مع مصالحنا فنكون كمن يطلق النار على نفسه، إذا كان هناك مثل هذا الهجوم من قبل الجيش فإنه يمكن أن يحدث من قبيل الخطأ لكن ليس لدينا أي معلومات بأن ذلك قد حدث، كل ما لدينا لا يتعدى المزاعم وفقط في وسائل الإعلام الغربية وليس من سورية.السؤال الخامس:إذا لم يكن الجيش السوري هو الذي هاجم المستشفيات أو ربما فعل ذلك خطأً كما قلت، هل أنت متأكد من أن القوات الجوية الروسية ليست هي التي تستهدف المستشفيات؟الرئيس الأسد:السؤال الذي ينبغي أن تطرحه عندما تكون لديك جريمة هو، من المستفيد من تلك الجريمة، ما الذي سيحصل عليه الروس أو السوريون إذا هاجموا مدرسة أو مستشفى، ما الذي يحصلون عليه إذا هاجموا مستشفى، لا شيء، لن يحصلوا على شيء، حتى إذا أردت أن تتحدث عن الإرهابيين فإن معظم مستشفيات المجموعات المسلحة تكون عادة في أقبية أبنية عادية وبالتالي فإن قيام الجيش بمهاجمة مستشفى عمداً يستند إلى منطق مشكوك فيه.السؤال السادس:إذا.. هل توافق على أن أياً كان من يهاجم المستشفيات فإنه يرتكب جرائم حرب.الرئيس الأسد:بالطبع إنه كذلك طبقاً للقانون الدولي، للمستشفيات حصانة، كل منشأة أخرى في أي منطقة سكنية يقطنها مدنيون وليس مسلحين لها حصانة ولا ينبغي على أي حكومة أن تفعل ذلك.. بالطبع أوافقك الرأي.السؤال السابع:أنت لديك أطفال، وأنا متأكد من أنك تشاهد التلفزيون، كما تشاهد صور هؤلاء الأطفال في المستشفيات وأطفال يدفنون تحت الأنقاض، كيف يؤثر فيك ذلك عندما تنظر إلى صور هؤلاء الأطفال السوريين؟الرئيس الأسد:بالطبع، لدي أطفال ولدي المشاعر نفسها التي يشعر بها أي أب وأم يكترثان جداً لأطفالهما وما الذي يشعران به إذا فقدا فرداً من أسرتهما، وبالمناسبة فإننا فقدنا أفراداً في أسرنا خلال الصراع بسبب هجمات الإرهابيين، لكن عندما تنظر إلى أولئك الأطفال القتلى تفكر لماذايحدث هذا، لماذا فعل الإرهابيون ذلك؟ لماذا ارتكبت قطر والسعودية وتركيا تلك الجرائم؟ وأنا أتساءل، لماذا قدمت الدول الغربية وبشكلرئيسي الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا الدعم لأولئك الإرهابيين الذين يرتكبون الجرائم في سورية؟ هذا أول ما فكرت فيه وبالطبعكرئيس فإن الأمر الثاني الذي أفكر فيه هو: كيف يمكنني حماية الشعب السوري والأطفال السوريين، وكيف أستطيع حماية الأبرياء من التعرض لنفس المصير في أي يوم في المستقبل.السؤال الثامن:إذاً، أنت تحمل المسؤولية للمجموعات المسلحة في الجزء الشرقي من حلب وتقول بأنهم يقفون خلف تلك الهجمات على أطفال حلب.الرئيس الأسد:يمكنك أن تأخذ كاميرتك إلى حلب، إلى الجزء الآخر من حلب الواقع تحت سيطرة الحكومة، أعني أنك عندما ترى الحقيقة فإنها أكثر مصداقية مما يمكن أن أقوله. لكن بوسعك أن ترى عدد المدنيين الذين قتلوا خلال الشهرين الماضيين في حلب، لقد قتل مئات المدنيين على أيدي المجموعات المسلحة.السؤال هو: لماذا لم نسمع عن هؤلاء في وسائل الإعلام الغربية؟ ذلك هو السؤال. مرة أخرى، أنا لا أقول بأنه ليست هناك ضحايا من المدنيين، لكن عندما يقوم المسلحون بقصف المدنيين بالهاون عمداً فإننا ينبغي أن نتحدث عن هذه الجريمة أيضاً.السؤال التاسع:في الوقت الراهن، هناك طفلة في السابعة من عمرها اسمها بانة العابد من حلب إنها ترسل تغريدات عن حياتها في الجزء الشرقي من حلب وتتحدث عن عمليات القصف الواسعة، إنها خائفة جداً، وكل مرة تستيقظ وتدرك أنها لاتزال حية لحسن الحظ، هل تثق بها كشاهد عيان.الرئيس الأسد:لا تستطيع أن تبني موقفك السياسي على فيديو يقوم بالترويج له الإرهابيون أو داعموهم إنها لعبة الآن، لعبة بروباغندا ولعبة وسائل الإعلام يمكن أن ترى أي شيء ويمكن أن تكون متعاطفاً مع كل صورة وكل مقطع فيديو تراه، لكن مهمتنا كحكومة هي التعامل مع الواقع.هناك إرهابيون في سورية، وهم مدعومون من قبل قوى وبلدان أجنبية، ونحن علينا أن ندافع عن بلدنا، في بعض المناطق يستخدم الإرهابيون المدنيين كدروع بشرية، لكن علينا أن نقوم بعملنا وأن نحررهم، لا نستطيع القول: “لن نفعل شيئاً لأن الإرهابيين لديهم رهائن” هذه مهمتنا، مرة أخرى نعود إلى نفس النقطة. هناك دائماً أخطاء يمكن أن يرتكبها أي شخص، لكن هذه ليست سياسة، ودائماً هناك ضحايا وهم ضحايا أبرياء لهذه الحرب.السؤال العاشر:أي نوع من الأخطاء ارتكب الجيش السوري؟الرئيس الأسد:أخطاء فردية.السؤال الحادي عشر:هل لديك أي أمثلة على هذه الأخطاء؟الرئيس الأسد:لدينا مؤسسات ويمكن معاقبة أي شخص يرتكب خطأً، هذا يحدث في أي حرب، وفي كل جيش، هذا أمر طبيعي.السؤال الثاني عشر:لقد شجعت المدنيين في الجزء الشرقي من حلب كما شجعت المتمردين في الواقع على مغادرة تلك المنطقة، أردت أن تنشئ ممراً إنسانياً. هل بوسعك أن تضمن سلامة أولئك المدنيين والمتمردين إذا غادروا الجزء الذي تسيطر عليه المجموعات المسلحة من المدينة؟الرئيس الأسد:تماماً. هذا ما أعلناه قبل بضعة أيام، كما كنا قد أعلناه قبل شهرين لأننا أردنا أن يغادر المدنيون وأن يبتعدوا عن الإرهابيين.السؤال الثالث عشر:وكيف ستتمكنون من حمايتهم؟الرئيس الأسد:يسمح لهم بالمغادرة. لقد حدث هذا عدة مرات، وفي مناطق مختلفة من سورية، سمحنا للإرهابيين بمغادرة تلك المنطقة من أجل حماية المدنيين، لسنا بحاجة للمزيد من سفك وإراقة الدماء، هذه إحدى الوسائل أو الطرق التي استخدمناها من أجل حماية المدنيين، وبالطبع إذا لم ينصاعوا فإننا نخبر المدنيين بأننا سنهاجم تلك المنطقة، وبالتالي يُمكنهم الانتقال منها، لكن الطريقة المثلى هي السماح للإرهابيين بالمغادرة عندها سيكون المدنيون آمنين ومن ثم يمكننا تتبع أو مطاردة الإرهابيين. يمكننا مطاردتهم في مكان آخر لا يوجد فيه مدنيون.السؤال الرابع عشر:هل تتفهم إذا فكر الناس في مختلف أنحاء العالم ممن يشاهدون هذه الصور المروعة التي تخرج من الجزء الشرقي من حلب بأنك تنكر الحقائق، وأنك تتحمل أيضاً المسؤولية بشكل ما عن وقوع ضحايا وعن قصف المستشفيات، وقصف البنية التحتية المدنية. هل تتفهّم أن بعض الناس قد يعتقدون أنك تنكر الحقائق؟الرئيس الأسد:إذا كنا نتعرض لحملة أكاذيب منذ بداية الحرب على سورية فإن موافقتنا على هذه الأكاذيب واعتبارها حقائق لا يجعل مني شخصاً ذا مصداقية، لن يكون من قبيل المصداقية أن أقول “نعم أنت محق”. ولهذا قلت إن ثمة فرقاً بين القبول بأن هذه سياسة أو القبول بأن هناك دائماً أخطاء، لم أنكر أي خطأ قد يرتكبه شخص ما.. قلت إن الأخطاء تقع دائما، هناك دائماً أخطاء ترتكب في أي حرب.. أنا واقعي جداً.. لكن القول بأن هذا هو هدفنا كحكومة، وأننا نعطي الأوامر لتدمير المستشفيات أو المدارس أو قتل المدنيين، فهذا غير صحيح لأنه يتعارض مع مصالحنا، أعني حتى لو وضعنا الأخلاق جانباً فإننا لا نفعل ذلك لأنه يضر بنا، وبالتالي كيف يمكن لأولئك الناس الذين يقولون إننا فقط ننكر الحقائق أن يقنعوا أي شخص بأننا نقوم بأعمال تضر بمصلحتنا؟ هذا أولاً. ثانيا، إذا كنا نقت السوريين وندمر المستشفيات ونرتكب كل هذه الفظاعات، ونحن نواجه كل القوى العظمى والبترودولارات في العالم كيف يمكن لي أن أبقى رئيساً بعد حوالي ست سنوات من بداية الحرب، أنا لست سوبرمان، لو لم أكن أتمتع بالتأييد لما كنت هنا، ولأنني أتمتع بالتأييد ولأننا ندافع عن السوريين فإننا نحظى بالدعم كرئيس وكحكومة، هذا يفند كل هذه المزاعم، في المحصلة، فإن الواقع يتحدث عن نفسه.السؤال الخامس عشر:هناك معركة شرسة تدور رحاها في حلب الآن.. ما هو التحرك التالي للقوات السورية والروسية لاستعادة الجزء الشرقي من حلب الذي يسيطر عليه المسلحون؟الرئيس الأسد:الاستمرار في محاربة المسلحين حتى يغادروا حلب ينبغي أن يفعلوا ذلك، ليس هناك خيار آخر، لن نقبل بأن يسيطر الإرهابيون على أي جزء من سورية، وليس حلب وحسب، هذه مهمتنا وهذا هدفنا وهذه خطوتنا التالية.السؤال السادس عشر:إذا، هذه الحرب المكثفة التي نراها الآن ستستمر. هذا ما تقولونه؟الرئيس الأسد:لا، إذا كان هناك أي خيار آخر مثل المصالحات التي تمت في مناطق أخرى فإن ذلك هو الخيار الأمثل وليس الحرب.. ولهذا أعلنا ذلك ومنحنا العفو للمئات، بل للآلاف من المسلحين من أجل حقن الدماء وقد نجح ذلك، ولهذا قلنا إننا نعطيهم ضمانات، سواء أرادوا المصالحة والعفو أو المغادرة مع أسلحتهم إلى خارج مدينة حلب بالكامل ويدعون المدينة بأمان ويعود السكان إلى حياتهم الطبيعية.السؤال السابع عشر:لقد أوقفت الولايات المتحدة المحادثات الثنائية مع الروس حول أي شكل من أشكال اتفاق السلام، وقال الروس إنهم يأسفون لذلك. هل تأسفون لذلك أيضاً؟الرئيس الأسد:نحن نأسف لذلك، لكننا كنا نعرف مسبقاً أن ذلك لن ينجح لأن الاتفاق لا يتعلق بالمحادثات بين قوتين عظميين وحسب، لا يتعلق بما ستوقعانه أو تتفقان عليه، إنه يتعلق بالإرادة، ونحن نعرف سلفاً، وكنا نعرف أصلاً أن الأمريكيين لا يمتلكون الإرادة للتوصل إلى أي اتفاق، لأنالجزء الرئيسي من ذلك الاتفاق يتمثل في مهاجمة “جبهة النصرة” المدرج على القائمة الأمريكية وكذلك على قائمة الأمم المتحدة كمجموعة إرهابية بينما هو في الصراع السوري ورقة أمريكية.. دون “جبهة النصرة” لا يمتلك الأمريكيون أي ورقة حقيقية أو ملموسة أو فعالة على الساحة السورية، ولهذا فإننا نأسف لوقف المحادثات حول الاتفاق.. لكننا كنا نعرف أصلاً إن ذلك لن يحدث.السؤال الثامن عشر:لكن من الصعب جداً على الولايات المتحدة أن تفصل ما يسمى “المعارضة المعتدلة” عن بعض المجموعات المسلحة الأكثر تشددا، هذا صعب جداً في الوقت الذي تهاجمون فيه المعارضة المعتدلة طوال الوقت.الرئيس الأسد:أنت على حق، لكن هل تعلم لماذا أنت على حق؟ هل تعرف ذلك الحيوان الذي يشبه الحصان وله قرن طويل؟ إنه حيوان خرافي، والمعارضة المعتدلة هي أيضاً خرافة، ولذلك لا تستطيع أن تفصل شيئاً لا وجود له عن شيء موجود، جميعهم لهم الأساس نفسه الذي كان يسمى “الجيش السوري الحر” قبل أربع أو خمس سنوات، ثم أصبح “جبهة النصرة” ومن ثم أصبح “داعش”. وهكذا فإن الأساس نفسه انتقل من مجموعة إلى أخرى، ولهذا السبب لا يستطيعون فصلها. وهم في الحقيقة لا يريدون ذلك، أي حتى وإن كان هذا واقعاً وليس خرافة فإنهم لا يريدون أن يفعلوا ذلك، لكنهم في الحقيقة لا يستطيعون فعله لأنه غير موجود.السؤال التاسع عشر:لكن لماذا طلبتم منهم ذلك إذا كان غير ممكن؟الرئيس الأسد:لأنهم أصروا على أن هناك “معارضة معتدلة” فقال لهم الروس.. “حسنا، إذا كانت هناك معارضة معتدلة نرجو أن تفصلوا المعتدلين عن المتطرفين”. لن ينجح ذلك لأنه لا وجود للمعارضة المعتدلة.السؤال العشرون:ما هي في رأيكم التبعات التي ستترتب على تعليق الولايات المتحدة للمحادثات الثنائية؟ أعني أنه حتى الآن تجنبت القوات السورية والروسية الصدامات المباشرة مع القوات الأمريكية.. هل تعتقدون أن ثمة مخاطرة أكبر في حدوث هجمات مباشرة بينكم وحلفائكم من جهة والقوات الأمريكية من جهة أخرى؟الرئيس الأسد..العديد من الناس يتحدثون عن التصعيد إذا لم ينجح الاتفاق أو لم يتم تنفيذه، لكن في الواقع فإن هذا التصعيد مستمر منذ مدة، أعني أنه قبل أن يفشل هذا الاتفاق هاجم الأمريكيون قواتنا في دير الزور، والجميع يعرف أن هناك مجموعة واحدة موجودة في دير الزور وهي “داعش”..تقدمت “داعش” وحلت محل الجيش السوري.. وباتت تهدد مدينة دير الزور بسبب الهجمات الأمريكية، وبالتالي فإن التصعيد يحدث أصلاً، أما الحديث عن المواجهة المباشرة فإن ذلك لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية، كان ذلك وشيك الحدوث خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 على ما أعتقد. لكن الوضع مختلف الآن لأنه ليس هناك في الولايات المتحدة رجال دولة من طراز رفيع، وعندما لا يكون هناك رجال دولة من طراز رفيع فعليك أن تتوقع أي شيء وعليك دائماً أن تتوقع الأسوأ، أنا متأكد من أن روسيا تبذل قصارى جهدها من أجل عدم الوصول إلى تلك النقطة، لكن هل يفعل الأمريكيون، أو لنقل جماعة “الصقور” في الإدارة ما في وسعهم لتجنب تلك المواجهة؟ أم أنهم على العكس يفعلون ما في وسعهم لحدوث هذه المواجهة مع روسيا، هذا ما يقلقنا.السؤال الحادي والعشرون:الحديث عن حادثة دير الزور في 17 أيلول، زعم أن المقاتلات البريطانية والأسترالية والأمريكية والدنماركية هاجمت الجيش السوري، وقالت الدنمارك كالدول الأخرى إن ذلك كان خطأً. هل تقبلون هذا التفسير؟الرئيس الأسد:إننا نقبل التفسير، لكن ذلك لا يعني أننا نقبل الخطأ ولا يعني أننا نبرره، يمكن القول بحدوث خطأ.. ربما لحصولكم على معلومات خاطئة خصوصاً وأنكم تنفذون مهمة أمريكية، أنا متأكد من أن لا الدنماركيين ولا البريطانيين قرروا طبيعة الهدف الذي ينبغي أن يهاجموه، أنا متأكدمن أن الأمريكيين قالوا: “هذا هو هدفنا وداعش موجود في هذا المكان”.. إنهم يخدعون الآخرين بالطبع ويقولون لهم: “سنهاجم داعش”.قد تكون تلك هي الحقيقة، لكن هل يقبل الشعب الدنماركي أن يقوم جيشكم بتنفيذ مهام عسكرية لبلدان أخرى دون التحقق من الهدف ومعرفة الاتجاه الذي يمضون فيه؟ هل تستقل باصاً دون أن تعرف إلى أين يتجه ذلك الباص؟ إنك لا تفعل ذلك. ولهذا فهو غير مقبول. قد يكون ذلك خطأ،هذا صحيح لكن الخطأ غير مقبول.السؤال الثاني والعشرون:هل تعتقدون أن الدنمارك كانت تساعد “داعش” بشكل غير مباشر؟الرئيس الأسد:في واقع الحال فإنهم ساعدوا “داعش” بسبب هذا الهجوم لأنهم قتلوا عشرات الجنود السوريين الذين يدافعون عن مدينة دير الزور ومنع وقوعها تحت سيطرة “داعش” والآن استولى “داعش” على ذلك المكان، واستولى على التلال المطلة على المدينة، وبالتالي قد يتمكن “داعش” يوماً ما من السيطرة على دير الزور بسبب ذلك الهجوم.يتبع…
التاريخ - 2016-10-06 2:37 PM المشاهدات 696

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا