شبكة سورية الحدث


ستائر أميركا لا تستر عوراتها .. وادعاء حربها على الإرهاب لا يلغي حقيقة تحالفها معه

باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتحت شعارات السلام والأمن والاستقرار تتجه الولايات المتحدة والغرب لخوض حروب عدوانية واسعة عنوانها التفصيلي محاربة الارهاب الذي ما كان عرفه العالم لولا خلقها له؛ ولولا تحالفها معه، ولولا رعايتها المستمرة والمشتركة مع الغرب لأشكاله التي ظهر بها حتى الآن؛ بدءاً من الإرهاب الصهيوني؛ مروراً بإرهاب (القاعدة)؛ وانتهاءً بالإرهاب الداعشي الوهابي.‏ قبل يومين أطل رئيس الولايات المتحدة (باراك أوباما) على العالم ليعلن الاستراتيجية الأميركية المزعومة للحرب على تنظيم داعش الإرهابي؛ وواضح أن دوائر الإخراج الهوليودية المقيمة في البيت الأبيض قد اختارت له 11 أيلول موعداً سياسياً للإعلان؛ في محاولة منها لاستحضار بوش؛ ولعنة (القاعدة)؛ وحدث انهيار برجي نيويورك؛ في محاولة رديئة لاستخدام ستارة الإرهاب ذاتها التي استخدمت في 2001 فما سترت عورة أميركا؛ وما أقنعت أحداً في العالم.‏ كثيرون في هذا العالم يسألون اليوم وبعد مرور 13 سنة على الحرب الأميركية - الغربية المعلنة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي: أين كان تنظيم القاعدة وفكره؛ وأين هو اليوم؟ وبالمقارنة يسألون: ما حجم التهديد الإرهابي في 2001 وما حجمه اليوم؟ ولماذا تضاعف عشرات المرات؟ وكم سيحتاج العالم من الجهد والدم والمعاناة والوقت ليدرك أن اجتثاث الإرهاب لن يتم إلا إذا تركز العمل على تجفيف منبعه (السعودي الوهابي) من جهة؛ والصهيوني العنصري من الجهة الأخرى، وإلا إذا اتحد العالم في مواجهة الدول الداعمة له سواء كانت غربية أم أعرابية؟‏ واضح أن ستائر أميركا لا تستر عوراتها، وثابت بات الأمر بأن شعاراتها لا تشعر أحداً بمصداقيتها، وأصبح مسلماً به أن حروبها عبثية ولا يمكن لأحد نزع سمة العدوانية عنها، وراسخة صارت القناعة بأن سياساتها كارثية ولا يمكن أن تنتج إلا المزيد من الويلات، على أن الوقائع تبقى الشاهد على ما تقدم؛ والدليل الذي يدين أميركا ويستدعي تحركاً دولياً فاعلاً يمزق ستائرها المزركشة بالنفاق والكذب والتضليل، ويوقف حروب واشنطن العدوانية، وينقذ العالم من براثن مخططات ائتلاف الاستخبارات الإسرائيلية - الأميركية - الغربية الشرير الذي يمارس الإرهاب ويسمنه.‏ قبل عقود ربما كان كافياً للعالم أن يثير الشكوك حول أميركا سياسات واستراتيجيات ومسلكيات وممارسات، وقبل سنوات ربما كان كافياً أن يتم الضغط عليها وإحراجها سياسياً لتقبل استصدار قرار دولي يعتبر الصهيونية حركة عنصرية، قبل أن تعود لابتزاز العالم وتمارس أقصى حدود الضغط عليه ليلغيه .. وقد ألغاه في لحظة ضعف / 1991 / أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.‏ وقد يكون كافياً قبل سنوات قليلة أن يسعى العالم لدفع أميركا إلى تسمية الأشياء بأسمائها وليجعلها تتخلى عن المكاييل المزدوجة والمتعددة في تعاطيها مع القضايا المطروحة، لكن أن تستبدل واشنطن ستائرها السياسية الممزقة والمثقوبة بين وقت وآخر؛ وفي الوقت ذاته تتخندق علناً مع الصهيونية وحركات التطرف والتنظيمات الإرهابية الإسلاموية وأنظمة الحكم الجاهلي بالخليج الوهابي في خندق واحد، فمن واجب العالم ألا يكتفي بكل ما تقدم ؛ وعليه أن يحدث تغييراً جذرياً في الأداء وأسلوب التعاطي معها.‏ أميركا - أوباما - بتحالفها الجديد مع الإرهاب وتحت ستارة الخداع بمحاربته تريد اليوم أن تغزو العالم وتؤسس لإمبراطوريتها، فهل يكفي الكبار أن يعقدوا اجتماعاً لمنظمة شنغهاي؟ وهل سيكتفي العالم بالردود الدبلوماسية ولغتها الناعمة؟ أم أنه سيسمع ربان سفينة الشر الأميركية في الوقت المناسب صوتاً آخر لم يسمعه من قبل ، فيردعه ؟‏ سورية الحدث - الثورة -بقلم : علي نصر الله   
التاريخ - 2014-09-13 7:05 AM المشاهدات 1702

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا