خاص سورية الحدث بقلم رولا نويساتي كانت حياتهما مليئة بالآمال والسعادة, ما أدى لظهور الحسد من بعض الأقارب والأصدقاء على علاقتهما الهادئة وما تحمل من تفاهم بينهما, لكن القدر دائماً يضع عثرات في طريقنا, فإما أن نتعثر ونقع لتنتهي حياتنا للأبد, وإما أن نقف من جديد لنتعلم من قساوة تلك الدنيا... وهذا ما حدث مع (غنوة) فقد قررت الدنيا خطف سعادتها منها على حين غرة, بعد أن تعرض زوجها الذي وعدها أن لا يفرقهما أحد سوى الموت, إلى حادث سيارة توفي فوراً على إثره, تاركاً خلفه طفلين صغيرين ومنزل في منطقة المزة بدمشق إضافة إلى مبلغ لابأس به من المال.اغتنام فرصةكان الحمل ثقيلاً على كاهل (غنوة) وخاصة بعد أن انفض الأقارب والأصدقاء من حولها بسبب عودتهم لانشغالهم بأعمالهم بانقضاء أيام العزاء, باستثناء شخص واحد بقي واقفاً إلى جانبها يلبي لها طلباتها ويجلب لها جميع احتياجاتها, بحجة أنه يخفف عنها عناء وحدتها ويساعدها بالعناية بأطفالها باعتبارهم من ريحة المرحوم, و ذلك الشخص لم يكن إلا (أغيد) الصديق الحميم والمقرب لزوج (غنوة), وهذا ما كان يطمئن الأخيرة التي لم تكن تشك بأي تصرف من تصرفاته, لم يدم ذلك الحال طويلاً مع (أغيد) فقد استطاع بخبثه ودهاءه التقرب من (غنوة) واستمالة قلبها, لتنشأ بينهما علاقة حب تطورت رويداً رويداً لتتحول لعلاقة آثمة... كانت اللقاءات الحميمة تتم في شقة (غنوة), بينما كان (أغيد) يفكر بطريقة تتيح له النيل من بعض الثروة التي تركها صديقه لزوجته وطفليه.نية مبيتةبدأ (أغيد) بنسج خطة يتمكن من خلالها النيل من مبتغاه, وبعد تفكير طويل عرض على (غنوة) أن يستأجر لها شقة, حتى يتمكنا من أن يأخذا راحتهما بعيداً عن طفليها, بعد أن تذرع بأن طفليها يقومون بإزعاجهما ليلاً, لم توافق (غنوة) بدايةً على عرض (أغيد) كون طفليها لايزالا صغيرين ولن تستطيع أن تدعهما وحدهما في المنزل, إلا أنها سرعان ما غيرت موقفها مبدية موافقتها بعد أن أخبرها بأنه وجد لها شقة في ذات البناء الذي يوجد به منزلها وبذلك ستكون قريبة من طفليها... لم تكن تدري (غنوة) بنية (أغيد) المبيتة لها, لكن سرعان ما انقشعت الغيوم لتنكشف شمس الحقيقة, فبعد شهر من استئجار (أغيد) للشقة الجديدة طلب من (غنوة) بعض المال, ودون أن تستفسر عن حاجته للمال قامت بإعطائه مبلغ (25000) ليرة سورية, تظاهر (أغيد) بامتنانه لها وبأنه سيعيد لها ذاك المبلغ بأقرب فرصة.الحبل عالجرارلم يمضي شهر آخر على أخذ (أغيد) المال من (غنوة) حتى طلب منها مبلغاً آخر, الشيء الذي جعل الأخيرة تشك بتصرفاته، وبأن حبه لها ما هو سوى للاستيلاء على مالها, لكنها لم تظهر له شكوكها بل لبت له طلبه هذه المرة أيضاً, إلا أن تمادي (أغيد) في طلباته بأخذ المال من (غنوة) دفع بها لصده بالمرة الأخيرة, وخاصة بعد أن طلب منها مبلغ (150000) ليرة, متذرعاً بأنه يريد أن يفتح مشروعاً وقد نقصه هذا المبلغ من المال, لكن (غنوة) رفضت طلب (أغيد) كونها لم تصدق ما قال وقد اعتبرت شكوكها بأنه يريد الاستيلاء على ثروتها بكاملها, ما جعل الأخير يجن جنونه وبدأ بتهديدها بافتضاح علاقتهما أمام جميع أقرباءها ومعارفها, بعد أن أظهر لها الورقة الرابحة والتي تمثلت بشريط فيديو كان قد سجلها لها خلال ممارستها للجنس معه, بعد تثبيت كاميرة مراقبة لذاك الغرض عند استئجاره للشقة.نواياه الدنيئة أوقعته بشباك العدالةلم تصدق (غنوة) ما سمعت وما شاهدت من تصرفات (أغيد), لكنها لم تجد حلاً سوى الرضوخ لأمره خوفاً من افتضاح أمرها, ما جعله يتمادى في ابتزازه لها... رغم خوف (غنوة) من تهديدات (أغيد) لها إلا أن الأخيرة لم تعد تحتمل رضوخها لطلباته وخاصة بعد الإفصاح عن نواياه الدنيئة, ما اضطرها للتفكير طويلاً والبحث عن خطة جهنمية للإيقاع به و الانتقام منه... فلم تجد أفضل من التوجه لقسم الشرطة وسرد تفاصيل ما حدث معها منذ البداية إلى الليلة الماضية, عندما طلب (أغيد) منها ممارسة الجنس معه فرفضت, ما دفع به لضربها ضرباً مبرحاً على كافة أنحاء جسدها, ورغم محاولاتها الفاشلة بإبعاده عنها إلا أنها لم تستطع مقاومته, ليقوم باغتصابها عنوةً, وهذا ما أكده تقرير الطبيب الشرعي عند فحصه للضحية.محاولة إنكار فاشلةعلى الفور تم إرسال دورية شرطة إلى الشقة التي قام (أغيد) باستئجارها بدلالة من (غنوة), وبعد نصب كمين محكم تم إلقاء القبض عليه واقتياده للقسم... بالتحقيق حاول (أغيد) بدايةً إنكار التهم الموجهة إليه والإشارة بأن (غنوة) هي من راودته عن نفسها, إلا أن آثار السحجات التي كانت بادية على جسد (غنوة) من جراء تعرضها للضرب المبرح, إضافة إلى الخلايا اللحمية التي كانت موجودة على أظافر الضحية, والجروح الموجودة على رقبة (أغيد) دحضت كلام الأخير وأثبتت بأن الضحية كانت تقاومه, ما دفع بـ(أغيد) للاعتراف بالتهم الموجهة ضده وبأن بريق المال أعمى بصيرته, ما دفع به لتلك التصرفات الرعناء اتجاه زوجة أعز صديق كان عنده, ليتم تنظيم الضبط اللازم بحقه وإحالته للقضاء لينال جزاء ما اقترفته يداه الآثمتين.
التاريخ - 2016-11-05 2:07 PM المشاهدات 1777
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا