بدأت علامات الفرقة بين وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وتصريحاته بعد انتخابه بالظهور، فيما سعى هو خلال مقابلتين مع صحيفة «وول ستريت جورنال» وقناة «سي بي اس» ضمن برنامج «60 دقيقة»، إلى اعتماد أنصاف الحلول، لا سيما في ما يتعلق بملف «اوباما كير» الصحي، وقضية المهاجرين، التي تعهد حولها بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وببناء نصف جدار قد لا يكون بأكمله من الحجارة مع المكسيك.واتسمت تصريحات ترامب، بمحاولته إرضاء الأميركيين الذين صوتوا له، فيما بدأت ملامح أولية لإدارته بالظهور، والتي تميزت باعتماد أسماء مهمة في «وول ستريت» بخلاف شعارات حملته التي نددت بممارسات سوق المال، كما باعتماد أفراد عائلته كأبرز مستشاريه، مع جدل بدأ يدور في وسائل الإعلام الأميركية حول دوره المستقبلي في إدارة امبراطوريته العقارية.وفي أول إعلان يتعلق بأسماء فريقه المقبل، أعلن ترامب أنه سمى رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس اميناً عاماً للبيت الابيض، وستيف بانون، الرئيس التنفيذي لموقع «بريتبارت» كبيرا للمخططين الاستراتيجيين وأحد كبار المستشارين.ووعد ترامب امس، بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة بعد تسلمه منصبه، ليستعيد بذلك لهجة التشدد التي ميزت حملته الانتخابية. وقال ترامب، لبرنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي اس» إن «ما سنفعله هو اننا سنطرد المجرمين، والذين يملكون سجلاً إجرامياً وأفراد العصابات وتجار المخدرات، وهم كثر»، متوقعاً أن يكونوا نحو «مليونين على الأرجح أو حتى ثلاثة ملايين»، وموضحاً «سنطردهم من البلاد أو سنودعهم السجن. لكننا سنبعدهم عن بلادنا، فهُم هنا خلافا للقانون».وأضاف الرئيس الأميركي المنتخب ان الجدار الذي يعتزم بناءه على الحدود «قد لا يُبنى بكامله بالحجارة وقد يشمل أجزاء تقتصر على سياج»، موضحاً في هذا الشأن «ربما يشمل بعض التسييج. في بعض المناطق من الأنسب بناء جدار. أنا بارعٌ في هذا العمل الذي يُسمى البناء».وأثار كلامُ ترامب هذا ارتباكاً لدى الجمهوريين، إذ سرعان ما ردّ رئيس الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ بول راين بأن ترامب لا ينوي إنشاء فريقٍ مهمته طرد المهاجرين غير الشرعيين، والأولوية تبقى «لتأمين» حدود البلاد.وفيما كان ترامب قد أعلن في مقابلة «وول ستريت جورنال» أنه سيعمل على تعديل بعض بنود قانون «أوباما كير» الصحي، صرحت كيليان كونواي، مديرة حملته، لشبكة «فوكس نيوز» أن «برنامج اوباما كير سيلغى بكل بساطة»، معلنةً كذلك أنه «يعود الى الديموقراطيين لا الى دونالد ترامب دعوة عشرات آلاف المتظاهرين الى التوقف عن الخروج الى الشوارع ووقف تحركاتهم احتجاجاً على انتخاب ترامب».وخرج عشرات آلاف الأميركيين إلى الشوارع لليوم الخامس على التوالي احتجاجاً على انتخاب ترامب رئيساً، وهي ظاهرة لم تشهدها الولايات المتحدة في العهد الحديث، سوى عندما احتج أميركيون على قضية أصوات ولاية فلوريدا بين جورج بوش الابن وآل غور في العام 2000. ولم تشهد أميركا قبل ذلك تظاهرات احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية سوى لدى فوز أبراهام لينكولن في العام 1860.وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن منظمي الاحتجاجات، وغالبيتهم من جمعيات ولوبيات مدافعة عن حقوق الأقليات، يستعدون لتظاهرات حاشدة في يوم التنصيب، كما إلى خلق مجموعات ضغط داخل الكونغرس للدفاع عن قضاياهم في وجه آلة ضغط مناقضة.في هذه الأثناء، واصل ترامب من البرج الذي يحمل اسمه مشاوراته مع معاونيه حول تشكيلة فريقه الحاكم بعد تسلمه السلطة. واستقبل أول شخصية خارجية، وهو نايجل فاراج، رئيس حزب «استقلال بريطانيا» المناهض للهجرة الذي دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، وردا على سؤال عما اذا كان سيعين مدعيا للتحقيق في استخدام منافسته كلينتون لبريد الكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية، قال ترامب «إنه أمر لن أفكر به كثيراً لأنني أريد حل مشاكل الصحة والوظائف ومراقبة الحدود وإصلاح الضرائب»، فيما اعتبرت كلينتون أن فتح الـ «أف بي آي» لملف بريدها الخاص قبل يوم الانتخاب كان من أهم الأسباب التي أدّت إلى خسارتها.وتطرق ترامب إلى السياسة الخارجية للمرة الاولى منذ انتخابه، قائلاً لـ «وول ستريت جورنال» إنه تحادث مع أغلب زعماء دول العالم ما عدا الرئيس الصيني شي جينبينغ.وتطرق إلى الملف السوري، قائلاً من دون توضيح إنه «كانت لديه نظرة مناقضة حول العديد من الأشخاص في سوريا» لنظرة الرئيس باراك اوباما، ملمحاً إلى تركيز أميركي أكثر حدة على مواجهة تنظيم «داعش» في سوريا بدلاً من التركيز على ضرورة إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد.وقال ترامب «موقفي هو أننا نحارب سوريا، وسوريا تحارب داعش، ونحن يجب أن نتخلص من داعش. اليوم روسيا تقف إلى جانب سوريا بالكامل، ولدينا إيران، التي أصبحت قوية بسببنا، وهي تقف مع سوريا. نحن ندعم المتمردين (ضد دمشق)، وليس لدينا أي فكرة من يكون هؤلاء».وأضاف «إذا قامت الولايات المتحدة بتنفيذ هجمات ضد الأسد، فسينتهي بنا الأمر بمحاربة روسيا، ومحاربة سوريا».وحول الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، قال ترامب «أريد أن أصل إلى اتفاق. فأنا رجل أصنع اتفاقات. أريد أن أصنع الاتفاق الذي لا يمكن صنعه. وأن أصنعه من أجل الإنسانية».إلى ذلك، عقد الاتحاد الأوروبي أمس اجتماعاً لبحث تداعيات انتخاب ترامب، في وقت كشفت وثيقة مسربة حصلت عليها صحيفة «الإندبندنت» كتبها السفير البريطاني في الولايات المتحدة كيم داروش عن نصيحة لحث لندن على استغلال قلة خبرة الرئيس الأميركي الجديد للتأثير على قراراته.وقال داروش في الوثيقة إن «ترامب هو قبل كل شيء دخيل (على السياسة) وغير معروف، وتبوح تصريحاته خلال حملته بغرائزه، ولكن الذي من الممكن أن يتغير، وأن ينفتح على التأثير الخارجي إذا عرف هذا التأثير كيف يمارس». وأضاف «عند الأخذ بالاعتبار أننا بنينا علاقات أقوى مع فريق من أي فرق ديبلوماسية هنا، يعني اننا مؤهلون جيداً للعب هذا الدور من التأثير».وكانت بريطانيا قد طالبت ترامب بتوضيح موقفه حول روسيا وسوريا إثر تصريحاته لـ «وول ستريت جورنال».(«السفير»، أ ف ب، رويترز، ا ب )
التاريخ - 2016-11-14 5:12 AM المشاهدات 689
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا