تقاليد غريبة قبل انطلاق الرواد الى الفضاء

انطلق روّاد الفضاء الفرنسي توماس باسكيه والاميركية بيغي ويتسون والروسي اوليغ نوفيتسكي مساء أمس، في رحلة الى محطة الفضاء الدولية، في مهمة من ستة أشهر يمضونها في مدار الارض.وصلو الرواد الى بايكونور مطلع الشهر الحالي، ودخلوا مرحلة إعداد نهائية انفصلوا خلالها شيئا فشيئا عن العالم. ومراعاة للتقاليد المتبعة منذ زمن طويل في القاعدة، زرع الرائد الفرنسي شجرة في حديقة مجاورة للفندق الذي يقيم فيه الرواد، لكونه ينفذ أول مهمة له في الفضاء.ويعود هذا التقليد الى العام 1961، حين زرع يوري غاغارين وهو أول انسان ينطلق الى الفضاء، شجرة قبيل الرحلة، ومنذ ذلك الحين زرع عشرات الرواد شجرات قبل رحلاتهم الاولى.ويقول ليونيل سوشيه المسؤول عن الرحلات المأهولة في وكالة الفضاء الفرنسية "هذه التقاليد متجذرة لأن الروس يتوارثون تراثهم الشفهي كثيرا" وقد انتقلت الى كل من عملوا في هذه القاعدة.تكتسب هذه الممارسات، اضافة الى كونها تقاليد متوارثة، أهمية عملية، بحسب الرائدة الفرنسية السابقة كلودي اينيوريه، فالأيام الخمسة عشر الاخيرة مهمة في التحضير النفسي للرواد، كما تقول.وتضيف هذه الوزيرة السابقة التي نفذت رحلتين الى الفضاء انطلاقا في بايكونور "تشكل هذه الايام معبرا الى عالم آخر".أكثر هذه التقاليد تجري يوم الانطلاق نفسه، يغادر الرواد غرفهم ويتناولون الشراب مع الموظفين في الفندق، ثم يعمدون الى تقليد غريب وهو انهم يبولون على الإطار الخلفي للحافلة التي تنقلهم الى قاعدة الانطلاق.هذا التقليد ايضا يعود الى يوري غاغارين، وهو لم يفعله عن قصد، بل انه شعر بضرورة التبول قبل ان ينطلق في رحلته في العام 1961.وتقول اينيوريه "ارى ان الحفاظ على هذه التقاليد جميل جدا، لان رحلات الفضاء تشكل مغامرة استثنائية للبشرية كلها تتجسد فيها كل الاحلام والخيالات". وتضيف "اعتقد انه لا يمكن ان ننطلق تماما الى المستقبل من دون ان نحافظ على ما كان في الماضي".ومع الوصول الى قاعدة الانطلاق، تقع انظار الرواد لأول مرة على الصاروخ الذي سيقلع بهم الى الفضاء، لكن لا يحق لهم ان يشاهدوا اجراءات تحضيره للإطلاق، بل يتركون هذا الامر الى المهندسين المتخصصين.ولا ينبغي ان يشعر الرواد بالقلق، لأن التقاليد تقضي ايضا بان يحضر الى القاعدة رجل دين يبارك الصاروخ قبل انطلاقه، وهذه التقليد هو من الاحدث اذ انه بدا في العام 1993 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.(أ ف ب)