اشكال وصور ومظاهر واسباب الفساد والعهر الاداري - خونة الداخل – دواعش الادارات –عبد الرحمن تيشوري / خبير اداري سوري / عضو مجلس خبراء وزارة التنمية الاداريةان الإدارة فن وعلم ومدارس وقواعد واصول ونماذج وتطبيقات لا يمتلكه الجميع، وعلى من لا يجيده البحث عن سبل تعلم فنونها أنها علم وفن ومدارس وتطبيقات معروفة في الدول التي تطورت وجعلت من الادارة مهنة راقية محترمة منظمة مقوننة لها معايير واسس واعلى رواتب ، إنها "لغة الحياة" فـ كل منا يرغب في تحقيق النجاح والتميز على مستوى الفرد والأسر والمجتمعات، ومن أهم هذه النجاحات أن ننجح في أعمالنا التي هي مظهر من أعظم مظاهر حياتنا، وواجب ورسالة من أعظم رسالات الحياة.. وللنجاح طريق.. ومن أهم معالم هذا الطريق الإدارة الناجحة، فنجاح الفرد الشخصي وراءه إدارة ناجحة لذاته، ونجاح الأسرة خلفه قائد ومدير لها ناجح، ونجاح المؤسسة وراءه إدارة ناجحة وقيادة فعالة. وقد روي عن المأمون "عبد الله بن هارون الرشيد" أنه قال: إني التمس لأموري رجلاً جامعاً لخصال الخير قائدا نزيها امينا رصينا، هذا عفة في خلائقه واستقامة في طرائقه، قد هذبته الآداب، وأحكمته التجارب، إن أؤتمن على الأسرار قام بها، وإن قُلد مهام الأمور نهض فيها، يسكته الحلم، وينطقه العلم، وتكفيه اللحظة وتغنيه اللمحة، له صولة الأمراء، وأناة الحكماء، وتواضع العلماء، وفهم الفقهاء، إن أحسن إليه شكر، وإن ابتلي بالإساءة صبر، لا يبيع نصيب يومه بحرمان غده، يسترق قلوب الرجال بخلابة لسانه وحسن بيانه، هذه حال أجدادنا في صفة "مدرائهم" بالأمس البعيد، فكيف أصبحت حال بعض مدرائنا اليوم؟ إن سوء الاختيار في مناصب المديرين والمحافظين والوزراء هو المسؤول الأول عن فشل الإدارة السورية وترنح الاقتصاد السوري، وعن الخسائر وعن ضياع الملايين والمليارات من الليرات السورية، وغير صحيح أن الصغير يتعلم ويكبر، فهو يبقى دائماً صفراً مهما رقيناه ورفعناه ونفخنا فيه ونسبنا إليه الأمجاد. ولقد رأينا ما أصاب سورية الحبيبة الابية الصابرة من سياسة تفضيل أهل الثقة والولاء على أهل الخبرة والاداء والعلم والكفاءة، مما جعلنا لا نطمئن إلا للضعفاء المطيعين الذين يصلحون للتخريب والسرقة وهدر المال وتهميش الكفاءات السورية ولا يصلحون للبناء والتعمير والتطوير والتغيير، فالمدير الفعال الذي لا احبه ولا استلطفه خير ألف مرة من المدير الجاهل الذي استخف دمه واستريح إلى ملقه ونفاقه وكذبه، والمسؤول الذي يضع الجهلاء الاغبياء اللصوص في مناصب العلماء والخبراء والكفاءات، إنما هو أشبه باللص الذي يسرق خزانة بنك أو المختلس الذي ينهب أموال الشركة! فالمدير الجاهل هو قنبلة زمنية تنفجر فجأة في أي مؤسسة وتحولها إلى خراب وسورية بحاجة الى بناء وتصحيح واعمار وتطوير وتغيير وليس الى هدر ودمار وخراب وفساد وسرقة
التاريخ - 2016-11-20 9:14 PM المشاهدات 914
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا