من مقابلة السيد الرئيس مع صحيفة الوطن السورية سيادة الرئيس، سأنتقل من حلب إلى العلاقات الدولية.. حتى الآن في الغرب يصورون العلاقة السورية – الروسية كعلاقة تبعيّة.. أن سورية تابعة لروسيا وأنه لم يعد هناك قرار مستقل في دمشق، بل القرارات تصدر كلها من موسكو. ما ردّكم على هذه الادعاءات؟أولاً، دعنا نقُل بأن الغرب يُفكر بهذه الطريقة لأنه يعيش هذه الحالة، أنت تعلم بأن كل الدول الغربية الآن هي تابع لسيد واحد وهو الأميركي، وفجأة هذا المايسترو الأميركي يُحرك العصا، فيتحرك الكل باتجاه واحد سياسياً أو عسكرياً أو حتى إعلامياً، ما هذه المصادفة أن يكون الإعلام الغربي من أقصى أوروبا إلى أقصى أميركا يتحدث برواية واحدة، ما هذه الديمقراطية؟ وما هذه الحرية؟ فإذاً، هم يعيشون حالة تبعية وعلاقتهم بالدول الأخرى في منطقتنا أيضاً علاقة تبعية، المعروف أن أغلب الدول في هذه المنطقة هي تابعة لدول ومحاور غربية بشكل أو بآخر، فهم يتحدثون بهذا المنطق، أما بالنسبة لروسيا فنحن تعاملنا مع كثير من الروس الآن وفي الفترة الأخيرة، عدا عن معرفتنا بهم خلال عقود، عبر تاريخ العلاقة مع الاتحاد السوفييتي وروسيا لاحقاً، وخلال الظروف المختلفة التي مرت بها هذه العلاقة، وهي ظروف حملت تبدلات جذرية، لم يحدث مرة واحدة أن الروسي حاول أن يفرض علينا شيئاً، حتى في لحظات الخلاف ومنها كان الدخول إلى لبنان، ورغم اختلافنا مع الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، ولكن لم يحاول أن يفرض علينا قراراً معيناً مع أننا كنا نعتمد عليه كثيراً وخاصة في موضوع السلاح، واليوم الشيء نفسه بالنسبة لجمهورية روسيا الاتحادية، هو ليس فقط مجرد أسلوب يعتمده الرئيس أو القيادة الروسية، هي ثقافة شعبية بالنسبة إليهم، عندما تلتقي بكل المستويات الموجودة لديهم وبمختلف القطاعات، لديهم ثقافة واحدة تقوم على الأخلاق.. وعلى احترام للذات وللسيادة، لذلك السياسة الروسية اليوم ترتكز على المبادئ، لأن هذه المبادئ هي حالة شعبية وثقافية موجودة. فعندما يقولون إنهم يؤكدون على قرارات مجلس الأمن، على سيادة الدول، على احترام الآخرين، على احترام إرادة الشعب السوري أو غير السوري، فهم يعكسون ثقافتهم ويطبقونها بشكل يومي ومستمر، لذلك أستطيع أن أؤكد مرة أخرى أنهم لم يقوموا بخطوة واحدة بسيطة أو معقدة أو أساسية أو كبيرة، بغض النظر عن التسميات، إلا وكانت بالتشاور مع سورية. طبعاً أغلب هذا التشاور يكون بشكل غير معلن، ولأن اللعبة اليوم هي لعبة دولية بين الغرب الذي يريد تحجيم وإحراج روسيا، وبين روسيا وحلفائها، لذلك تقوم روسيا بالإعلان عن خطوة أو اتفاق ما. وهنا قد يظهر بالنسبة للبعض أن القرارات تصدر من روسيا ولكن الواقع مختلف والعلاقة هي علاقة احترام متبادل، طبعاً، هم يخوضون الآن معنا معركة حقيقية ضد الإرهاب، في هذه الحالة نحن وهم شركاء ولا يمكن أن نقول إن القرار هو سوري فقط، والروس ليس لهم علاقة. أيضاً هذا كلام غير منطقي، هناك تشاور يومي، هناك اتفاق واختلاف ولكن بالمحصلة نتفق على قرار واحد، ونأخذ قراراً واحداً.الوطن: سيادة الرئيس، في هذا الموضوع، هناك من يتساءل هل هناك ثمن ستدفعه سورية للمساعدة الروسية أو للتدخل الروسي على سبيل المثال؟ هذا حديث يدور في الشارع، هل الروسي يطالب بمقابل لتدخّله في سورية؟نهائياً، لم يطالبوا بأي شيء، بالعكس نحن نريد أن نعزز هذه العلاقات وندعو قبل الأزمة وبعد الأزمة لاستثمارات روسية في سورية، وهم في المقابل لم يحاولوا استغلال هذا الموضوع من قريب ولا من بعيد. كما قلنا الجانب المبدئي هو أساسي في سياساتهم، وبالوقت نفسه الحرب على الإرهاب، هي ليست فقط حرباً من أجل سورية. هي حرب من أجل روسيا، وحرب من أجل العالم بشكل عام وأوروبا والمنطقة. الروسي واعٍ لهذا الموضوع على المستوى السياسي وعلى المستوى الشعبي، لذلك أعتقد إذا تحدثنا عن المبادئ فهي موجودة وإذا تحدثنا عن المصالح فهي أيضاً مصالح مشتركة بين البلدين. وهم قالوا هذا الكلام علناً، نحن نُدافع عن الشعب الروسي من خلال منع الإرهاب من المجيء إلى روسيا. قالوها في أكثر من مناسبة.
التاريخ - 2016-12-08 2:18 PM المشاهدات 594
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا