أنذرت وزارة الصناعة الجمعية العلمية السورية للجودة لإخلاء مقرها في دمشق خلال 48 ساعة، وذلك عبر لجنة خاصة من الوزارة، ذهبت إلى المقر يوم أمس مع تعليمات بإخلاء مقر الجمعية فوراً من دون مراعاة وجود الأعضاء والموظفين ضمن مقر الجمعية، التي طالما دعيت بالذراع الفنية للوزارة في أوقات سابقة!إلا أن الاتصالات بين رئيس لجنة الإغلاق علي يوسف والمعنيين في وزارة الصناعة، انتهت إلى إعطاء الجمعية مهلة 48 ساعة لإخلاء المقر!«الوطن» كانت حاضرة على تفاصيل العملية، وسألت رئيس الجمعية هشام كحيل عن موقفهم حيال ما تقوم به الوزارة، فأجاب: «لم يعد بوسع الجمعية عمل أي شيء إضافي، بعد كل المحاولات والمساعي مع الجهات المعنية كافة لتلافي هذا الإجراء وخاصة أنه تم توجيه مذكرة حول الموضوع لرئاسة مجلس الوزراء مؤخراً التي بدورها طلبت توضيحات إضافية من الجمعية حول الموضوع، وقامت الجمعية مباشرة بموافاة رئاسة الحكومة بها لكن رغبة وعزم الصناعة على تنفيذ ما تصبو إليه لا يحتمل التريث لمعرفة رأي رئاسة الحكومة حول المسألة». وعن هذا الإصرار الذي تبديه الوزارة لإخلاء مقر الجمعية بيّن كحيل أن القصة شخصية وتتلخص بوجود مستشار لدى وزارة الصناعة يقطن بجوار مقر الجمعية، وهو يرغب بترحيل الجمعية وضم المقر لشقته، علماً أن مساحة مقر الجمعية لا يتجاوز 40 م2 هو عبارة عن غرفتين دون حمامات أو أي خدمات على حين تتجاوز مساحة شقة «الجار المستشار» نحو 120 م2.ويوضح رئيس الجمعية أن الحجة التي يبرر به إخلاء الجمعية هو الإزعاجات التي تسببها له الجمعية مثل نقل أو سحب كرسي من مكان لآخر خلال تنفيذ بعض الدورات التدريبية التي تجريها الجمعية. مشيراً إلى أن هذه الدورات لا تتعدى دورتين في الشهر لمدة ثلاثة أيام للدورة، وغالباً ما تكون في الفترة الصباحية أو المسائية «أي خارج أوقات القيلولة التي ينشدها المستشار».مشيراً إلى أن ما كانت تطمح الجمعية لتنفيذه من برامج في مجالات مكافحة الفساد والرشوة وغيرها لم يرق للعديد من المعنيين وخاصة أن الجمعية بدأت بتنفيذ برنامج لتأهيل العديد من مؤسسات وشركات الوزارة، حيث تنفذ برنامجاً لتدريب 24 مديراً في هذه المؤسسات الصناعية، لذا «يحاربوننا لأن لدينا برامج لمكافحة الفساد والرشوة».كما اعتبر رئيس الجمعية أن ما تقوم به وزارة الصناعة من إخلاء للجمعية من مقرها الحالي هو مخالف وإجراء غير شرعي لكون الوزارة غير مالكة للعقار ولا يحق للوزارة من الوجهة القانونية إخلاء الجمعية من مقر لا تملكه بالأساس.وبالعودة مع رئيس الجمعية لما يمكنه القيام به بعد مهلة الصناعة لهم ليومين فقط لتنفيذ الإخلاء أوضح أنه لم يبق أمام الجمعية سوى خيارين إما حل الجمعية وإما نقل مقر الجمعية للرصيف أمام المقر الحالي وهو ما تعتزم القيام به الجمعية لتحقيق ما تصبو إليه الوزارة وعدم إزعاج مستشاريها خلال قيلولتهم على حين المفارقة وجود ملهى مجاور للمستشار لا يمثل أي نوع من الإزعاج، مبيناً أن هناك تفكيراً حقيقياً لنقل مقر الجمعية للرصيف لضمان استمرار عملها وتنفيذ برامجها.وبيّن كحيل أن الجمعية هي إحدى منظمات المجتمع الأهلي التنموي، وتضع كل إمكاناتها وخبراتها لإعادة بناء وهيكلة المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية والخدمية، وتدعو الجمعيات السورية التنموية للعمل تحت مظلة واحدة لنشر ثقافة الجودة وجعلها أكثر فاعلية وحضوراً في المشهد الحكومي العام وخاصة في مسار مرحلة إعادة الإعمار كل ذلك تحت إشراف ورعاية الحكومة.منوه بأن إعادة إعمار ما تم تخريبه وتدميره في سنوات الأزمة لا يتم إلا بالعمل المؤطر وبمعايير الأداء العالمية وضع المبادئ الأساسية لإعداد «إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد» وترسيخ مبادئ النزاهة على المستويين الشخصي والمؤسسي والشفافية والمساءلة وسيادة القانون واستقلالية القضاء والمشاركة المجتمعية.الوطن
التاريخ - 2017-01-17 8:32 AM المشاهدات 781
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا