ترامب يريد انتصارات قبل لقاء القمة مع الرئيس الروسي

بقلم جوزيف أبو فاضل أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينفذ كلّ ما أعلنه في برنامجه الانتخابي، مشيراً إلى أنّه أتى عن قناعة راسخة لديه أنه يجب إصلاح الوضع الأميركي وأن تعود أميركا لسياسة القطب الواحد في المنطقة.وفي حديث إلى تلفزيون "سما" من دمشق ضمن برنامج "نبض الشرق" أدارته الإعلامية هناء الصالح، لفت أبو فاضل إلى أنّ ترامب لم يغير عن سياسة أحد ولكنه يختلف تماماً في أسلوبه وطريقته في التعاطي، وهو لا يمثل، معتبراً أنّه عندما يمنع دولاً إسلامية من الدخول إلى أميركا ويسمح لدول إسلامية أخرى بذلك فهو يشكّل حلفاً معيّناً في وجه حلف آخر.ورأى أبو فاضل أنّ حرب ترامب هي حرب يمينية، موضحاً أنّ الرجل يميني متطرف على طريقة مارين لوبن في فرنسا، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ المشكلة أنّ أوروبا تتداعى كلها بهذا الاتجاه.ترامب يريد انتصاراتورداً على سؤال، جدّد أبو فاضل القول أنّ الأميركيين هم من خلقوا داعش وهذا الإسلام التكفيري مع الصهاينة، وهذا ما أقرّت به وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في وقت سابق، علماً أن ترامب اتهم صراحة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وكلينتون بخلق داعش خلال حملته الانتحابية.ولفت أبو فاضل إلى أنّنا اليوم أمام إدارة جديدة تريد اجتياح المنطقة وإقامة توازن ولكن هذا الأمر يحصل على حساب أوروبا والصين، وأشار إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضع نفسه أمام مهلة زمنية معينة هي مهلة التسعين يوماً حتى ينجز أشياء معينة قبل لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليفرضها عليه، بمعنى أنّه يريد انتصارات قبل لقاء القمة مع الرئيس الروسي.الاتجاه لا يزال تفتيت سورياورداً على سؤال، جزم أبو فاضل أنّ الاتجاه لا يزال هو نفسه وهو لم يتغير، في إشارة إلى تقسيم سوريا وتفتيت سوريا وضرب دور سوريا وموقع سوريا، وأوضح أنّ الذين يقفون إلى جانب سوريا في هذه الظروف معروفون وهم روسيا والصين وإيران وحزب الله والدول العربية التي ترسل رسائل خلف الكواليس ولا تستطيع كشفها وكذلك الجزائر.ولكنّ أبو فاضل لفت إلى أنّه مقابل هذا الحلف هناك أحلاف كثيرة تظهر، مشيراً إلى أنّ المناطق الآمنة يراها كل فريق على طريقته، شارحاً أنّ التركي على سبيل المثال يريد مناطق آمنة في الشمال السوري يكون له نفوذ فيها. وإذ أكد أنّ ترامب رئيس أعظم دولة ويتصرف بطريقة يمينية متطرفة جداً، لاحظ أنّ الروس قالوا أنّه يجب أن نرى أولاً إذا كانت الدولة السورية تقبل بالمناطق الآمنة بحيث لم يسأل أحد عن رأيها، مستنتجاً أنّ المناطق الآمنة تحصل إذا وافقت عليها الدولة السورية فقط.المناطق الآمنة بداية تقسيم سورياوفي سياق متصل، اعتبر أبو فاضل أنّ المناطق الآمنة تخضع للمزاج الروسي الأميركي والسوري، مشيراً إلى أنّه بحال حصل هذا الأمر، يمكن أن تحصل مناطق آمنة من أجل النازحين، لكنه لفت إلى أنّ المناطق الآمنة تعني بداية تقسيم سوريا، مشكّكاً بإمكانية أن يحصل ذلك.ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الاعتداء على سوريا مستمر من قبل الأتراك، في إشارة إلى الهجومات الحاصلة برياً وجوياً، وكذلك من قبل العدو الصهيوني، كما انتقد ما أسماه بالمستنقع العرباني، معتبراً أنّه إذا كانت الدول العربانية مستعدة لتفريغ خزائنها ونفطها لاقامة مناطق آمنة في سوريا فهذا يعني أنهم مستعدون للمراهنة بكل شيء.السعودي أخرج من المعادلةوأشار أبو فاضل إلى أنّ مؤتمر أستانة أخرج الخليج من المعادلة وأدخل تركيا مكانها، معرباً عن اعتقاده بأنّ السعودي لن يكون له ورقة قوة وضغط بيده، وقال: "انتهينا من فصائله المقاتلة في حلب، والفصائل كلها اليوم انطلقت من تركيا وتسكن في تركيا، فيما المعارضون الذين يسكنون في فنادق الخمس نجوم لا يقدّمون ولا يؤخّرون".ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ الروسي والتركي والايراني اليوم لا يريدون إشراك السعودي والخليجي بأي مفاوضات حول سوريا ولا يريدون أي مكان له على الطاولة، وإذ لفت إلى أنّهم لا يستأثرون بسوريا، شدّد على أنّ كل واحد منهم يراعي مصالح الآخر في سوريا، مشيراً إلى أنّ الوضع الرئيسي هنا أنهم استطاعوا إخراج الخليج بأكمله من هذا المشهد.أردوغان بحاجة لمشاكلمن جهة ثانية، اعتبر أبو فاضل أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحاجة لمشاكل خارج تركيا ليستطيع أن يبقى في الحكم كرئيس، بل أكثر من ذلك هو بحاجة لمعارك، وهو مؤيد مليون بالمئة للمناطق الآمنة ولكن لا يريد إشراك السعودية.ورداً على سؤال آخر، لفت أبو فاضل إلى أنّ أردوغان لا يمكن استيعابه بشكل كامل، موضحاً أنّ كل الإخوان المستسلمين، كما وصفهم، لا أمان لهم وهذا معروف، مجدّداً القول أنّ كل قاذورات العالم تأتي عبر تركيا.توتر أميركي إيراني في المنطقةوعلى الرغم من تأكيده بأنّ المعارضات المنتشرة خارجاً لا تقدّم ولا تؤخّر، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ فيها شخصيات وازنة يمكن إيجاد حل معها على أن تعود للبلد وتكون شريكة بالعملية السياسية ونهوض البلد.ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّه لن يكون هناك اتفاق بين الفصائل المسلحة، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما يقول أنه يريد التعامل مع السعودية لانشاء مناطق آمنة فهو يريد ادخال السعودية والخليج بالمفاوضات مجدّداً وابتزازهم.وختم أبو فاضل قائلاً: "في ظل تصريحات ترامب نحن ننتظر اللقاء الذي سيحصل بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن هناك توتر أميركي إيراني في المنطقة سوف ينعكس على الوضع في سوريا".