على ضوء النظرة المتشددة لصانعي القرار الأمريكيين تجاه نظام كيم بأنّه ليس أكثر من "شرير خسيس" وميول صانعي القرار للقول إنّ التكلم مع كوريا الشمالية يعدّ جائزة، مضيفين أنّ فتح قناة لا تلفت الانتباه مع المفاوضين الكوريين الشماليين يجب أن يكون من أولويّات. في الأثناء، يجب أن تدعم إدارة ترامب الحوار مع كوريا الشمالية. وقد عُقدت محادثات غير رسمية عديدة في العام 2016 وكانت بيونغيانغ قد أرسلت مسؤولين رفيعي المستوى للمشاركة في جلسات الحوار. بيد أنّ الاهتمام بهذه المحادثات من قبل المشاركين الأمريكيين يشير إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية صادقة في التفاوض من دون شروط مسبقة. ولكن، عند التوصّل إلى اتفاق تجميد الأسلحة النووية على المستوى الرسمي يجب أن يركّز الطرفان الأمريكي والكوري الشمالي على إيجاد سبل لتطبيق اتّفاق التجميد والانتقال إلى نزع الأسلحة النووية. في هذا السياق، سيستطيع المشاركون الأمريكيون أن يطلبوا من نظرائهم الكوريين الشماليين إيضاح ما يشيرون إليه ب "سياسة أمريكا العدائية" والأهم من ذلك هو فهم استراتيجية بيونغيانغ. كما يمكن أن يساعد هذا التفاهم التزام واشنطن الرسمي مع كوريا الشمالية.لا شيء يضمن أنّ نظام كيم سيقبل بعرض واشنطن للتفاوض. علاوة على ذلك، إذا قررت كوريا الشمالية أن تتفاوض، لا شيء يضمن أنّ نتيجة المفاوضات ستكون تجميد تطوير الأسلحة النووية. كما يجب إحكام العقوبات على بيونغيانغ إلى حين التوصّل إلى اتّفاق. وما دام الخيار العسكري غير مطروح على الطاولة، فالتحرك من خلال العقوبات سيكون الخيار الأخير إن فشل الخيار الدبلوماسي. بذلك، سيمثّل تصعيد العقوبات أكثر من إقفال منافذ خطيرة بما في ذلك "الإعفاء من كسب العيش" وفرض سلسلة من العقوبات الأحاديّة.ومن المؤسف أنّ فعالية العقوبات لن تكون كبيرة من دون تعزيزات من الصين. كما أنّ هذه المساعدة ستحصل فقط عندما تشعر بكين أنّه سيتمّ احترام مصالحها، أي بعد انهيار كوريا الشمالية. ذلك يعني أنّه على الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية أن تقوما باتصالات مكثّفة وأن توقّعا صفقة مع الصين. وكما كانت الحالة في قرار نشر منظومة دفاع جوي صاروخي في كوريا الجنوبية، من المؤكّد أنّ الصين سترفض هذه الإجراءات المشددة التي ستثير شكوكها حول نوايا الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية. ووسط التنافس الصيني-الأمريكي المكثّف، على إدارة ترامب أن تجد طريقة لإقناع بكين لأنّ نظام كيم يراهن على العكس.من الجدير بالذّكر أنّ إدارة أوباما قد ورّثت إدارة ترامب "كوريا الشمالية" أكثر خطرًا من قبل وذات إمكانيات نووية كبيرة. ومن المرجّح أنّ بيونغيانغ لديها الآن أكثر من 20 سلاح نووي. إضافة إلى ذلك، إنّ إتقان كوريا الشمالية لتكنولوجيا الصواريخ البالستية العابرة للقارّات هو مسألة وقت. كلّ ما ذُكر في هذا السياق يشير إلى أنّ كوريا الشمالية أصبحت خطرة أكثر من أي وقت مضى. ذلك يعني أنّه على واشنطن أن تتحرّك وعلى الخطوة الأولى أن تكون إعطاء فرصة للدبلوماسيّة.الحدث - الديار
التاريخ - 2017-02-10 4:37 PM المشاهدات 1007
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا