شبكة سورية الحدث


الشقيق يتظاهر بالمرض لأكل حق شقيقه فانتقم منه بأصيص الأزهار

خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي منذ الأزل والصراع على الأموال يعتبر سبباً أساسياً في كثير من الخلافات التي قد تصل إلى حد الجرائم، والمؤسف أن تكون هذه الجرائم بين الأهل والأقارب، حيث شهد التاريخ مآسي كثيرة كانت بسبب تقاسم الميراث، لكن أن ينشب النزاع بين الأخوة طمعاً بأجرة عمل إضافي فقلما سمعنا بها، لكن هذا ما حدث بين المدعوان (توفيق) وشقيقه (حسان) لتكون النهاية مؤلمة عندما تجلى الغضب بأسوأ صوره..صنعة بائدةحياة مادية صعبة عاشها الأخوان مع زوجتيهما وأولادهما في منزل عربي مستأجر ضمن حي قديم بدمشق، وما سبب شرارة الخلاف بينهما كونهما يعملان بمهنة الطرق على النحاس التي انحسر الطلب عليها، ما دفع بعمهما صاحب المحل إلى إغلاق المحل بحثاً عن مهنة جديدة، الأمر الذي دفع كلاً من الشقيقين إلى البحث عن مصدر رزقٍ جديد، وكونهما لا يعرفان مهنة سوى الطرق على النحاس كان مهمة إيجاد عمل جديد شبه مستحيلة، فلم يجدا بد من توجههما إلى سوق الخضار لجر العربات والتعيش منها، ورغم أن المردود المادي لكليهما كان ضئيلاً إلا أن همهما انحصر بقوت يومهما وأجرة المنزل المستأجر، ومع ذلك لم تدم تلك النعمة المتواضعة بعد تكاثر الشبان الذين امتهنوا تلك المهنة وقاموا بطردهم من السوق إذ أنهما كانا يقبلان بأي أجرة تعرض عليهما، وهذاما جعل الزبائن يقبلون عليهما دون غيرهما، لتعود المأساة من جديد في رحلة البحث عن عمل...عمل مشؤوم  ما هي إلا أيام حتى علم الشقيقان أن هناك مستودعاً برسم التسليم، وأن صاحب المستودع يريد إفراغه من البضاعة، وعلى الفور توجها لمكان المستودع واتفقا مع صاحبه على إفراغه خلال خمسة أيام، وفعلاً راح الشقيقان يبذلان قصارى جهودهما للإيفاء بوعدهما قبل أن يتظاهر (حسان) بإصابته بآلام حادة في ظهره نتيجة الأحمال الثقيلة وقال لشقيقه إنه سيرتاح ليوم أو يومين، وكان كلما سأل عنه صاحب المستودع أخفى توفيق أمر مرض شقيقه خوفاً من أن يأتي صاحب المستودع بآخرين يقاسموهما رزقهما.. وهكذا انقضت الأيام وبذل (توفيق) جهداً جباراً مكنه من إفراغ المستودع في الوقت المناسب، وقبيل موعد التسليم جاء (حسان) إلى المستودع وأرسل شقيقه إلى الصيدلية ليحضر له الدواء تزامناً مع قدوم صاحب المستودع، لكن هذا الأخير تباطأ في دفع الأجرة قليلاً ليعود توفيق ويرى شقيقه من بعيد وهو يعد المال..عاد الشقيقان إلى المنزل وانتظر توفيق شقيقه ليعطيه نصيبه من أتعابه وهو ينوي اقتسام المبلغ معه مناصفة رغم أنه عمل لوحده يومين متتالين وفوق طاقته، لكن الطمع أعمى بصيرة (حسان) الذي نقد أخيه ربع المبلغ المتفق عليه وهو يدعي أن الرجل نصاباً ولم يفِ بوعده، لتعلو أصوات توفيق وشقيقه وينشب خلاف بينهما لأول مرة في حياتهما، وسرعان ما تطور الخلاف إلى شجارٍ بالأيدي لتتدخل زوجتيهما بدايةً قبل أن يتطور الخلاف ويفقد الشقيقان السيطرة على أعصابهما ما استدعى تدخل الجوار الذين أحضروا صاحب المستودع ليتبين كذب (حسان) ويجن جنون (توفيق) بعد أن تأكد من كذب شقيقه عليه، وليتضح أنه كان مدعياً المرض أيضاً عندما علم من أحد الجوار أنه كان يحتسي عنده القهوة في اليومين الماضيين، ومع ذلك أتى بكل وقاحة ليقاسمه الأجرة التي كان ينوي أن يعطيه نصفها، وهنا فقد (توفيق) أعصابه والدم يغلي بعروقه ليتناول أصيص الزرع الذي بجانبه ويلقي به نحو أخيه ليشج رأسه..وقد تم إسعاف حسان الذي دخل في غيبوبة إثر نزيفٍ داخلي حاد ألم به، بينما أوقف (توفيق) على ذمة التحقيق ريثما يستعيد شقيقه لوعيه...
التاريخ - 2017-02-18 1:39 PM المشاهدات 711

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا