خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي ضمن إحدى الورش التي تعمل في مجال (التريكو) وجدت جثة المدعو (حامد) والدماء تحيط بها من كل جانب، وكان أول من شاهد جثته هو صاحب الورشة التي يعمل بها القتيل، حيث قام صاحب الورشة بالاتصال برجال الأمن وإعلامهم عن الحادثة، وعلى الفور تحركت دورية من فرع الأمن الجنائي إلى المكان المنشود وتم إجراء مسح كامل لمسرح الحادث، والاستماع لروايات الشهود وإفادات ذوي القتيل وزملاءه في العمل، كما تم رفع البصمات ومعاينة المكان بدقة حيث عثر على (مشرط) أزرق اللون وعليه دماء متخثرة بالقرب من جثة القتيل..روايات وإفاداتتفيد مصادر مطلعة حول القضية أن أهل (حامد) قاموا بداية بالادعاء على صاحب ورشة سابقة كان ولدهم يعمل لديه قبل الانتقال إلى الورشة الجديدة التي وجد مقتولٌ فيها، وأفادوا أن ولدهم تلقى عدة رسائل من صاحب الورشة القديمة حملت بين طياتها التهديد والوعيد، وأن (حامد) أخبرهم بتلك التهديدات لكنه لم يفصح لهم عن الأسباب الموجبة لتلك التهديدات، فيما أشار البعض ومنهم زملاء (حامد) في الورشة الجديدة أن هذا الأخير كان انطوائي على نفسه ودائم الشرود، عدا عن أنه كان قليل الزيارات لأهله، وأنه كان ينام ضمن الورشة، بالإضافة إلى أنه كان قليل الطعام وشهيته ضعيفة ما أثر على صحته بشكلٍ كبير..تحرياتمن خلال المتابعة والبحث ظهر رأيٌ أن العامل ربما يكون بوضعٍ نفسيٍ غير مستقر دفعه للانتحار، إلا أن أهله نفوا هذه الفرضية وأكدوا أن ولدهم لا يعاني من أي شيء، ولكن التحريات دلَّت أن المشرط الذي عثر عليه بجانب جثة (حامد) والذي كان يحمل بصماته، والعائد له أساساً حسب إفادة عدة شهود كونه يحمله بجيبه لضرورة عمله عزَّزت فرضية الانتحار وهذا ما أكده الطب الشرعي...القول الفصلالطبيب الشرعي أشار أن الكشف على الجثة أكد عدم وجود آثار شدة أو عنف على جسد القتيل أو أي شيء تحت أظافره، بل شوهد آثار للدماء المتخثرة على أصابع اليد اليمنى، وهذا يدل على الأرجح أن عملية الذبح كانت بفعل ذاتي، ولا توجد شبهة جنائية، كون مكان الإصابة على طرف الرقبة وليس من مكان المذبح من الأمام بشكلٍ مباشر، و أن سبب الوفاة عائد إلى النزف الحاد والغزير نتيجة قطع الأوعية الدموية بآلة حادة (المشرط)، وهذه المنطقة خطرة جداً وتفضي إلى الموت السريع، وفي مثل هذه الحالات بقضايا الانتحار وفي حال ثبوتها يكون المنتحر مريضاً نفسياً، أو يكون غالباً تحت العلاج النفسي والعصبي، وتأثير الأدوية النفسية والعصبية تعرض صاحبها للضغط الشديد ما يفضي بصاحبها إلى الانتحار، و يشكل المريض خطراً على من حوله، وفيما لو كان الأهل يعلمون بالوضع النفسي والعصبي لمريضهم فيتوجب عليهم مراقبته وتوخي الحذر في التعامل معه وعدم تحميله أي مسؤولية...نقطة نظام قضية توضَّحت أبعادها، وربما يكون الرأي الطبي والعلمي قد وضع النقاط على الحروف فيها، واعتبار هذه الحادثة مجرد حادثة انتحار رغم شكوك الأهل كما ذكرنا آنفاً، ليقفل التحقيق عند هذا الحد، اللهم إلا إذا ظهر في المستقبل أمرٌ آخر يستدعي فتح ملف هذه القضية من جديد.. احتمال وارد رغم ضعفه، لكن المنطق والعقل يفترض وضع كل الاحتمالات على طاولة البحث بغية الوصل إلى الحقيقة، ولينال كل ذي حقٍ حقه...
التاريخ - 2017-03-11 2:07 PM المشاهدات 1628
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا