حلب - فارس نجيب اغا مباراة مثيرة تعاون على تقديمها فريقي الاتحاد والمحافظة في اللقاء المؤجل من بطولة دوري المحترفين ، الفريق الضيف قدمه نفسه بصورة غير متوقعة وأحرج الاتحاد الذي هو بالأساس دخل المواجهة ووضعه محرج ما صعب الموقف وزاد الأمور تعقيداً مع ضوضاء حدثت على المدرجات حين تقدم المحافظة بهدف السبق دون أي ردة فعل حضرة لأصحاب الأرض الذين دخلوا المباراة بتشكيلة خليط غير مقنعة مع الإبقاء على المدافع أحمد كلاسي ضمن بنش الإحتياط لأسباب مزاجية لا تخضع للمنطق على الإطلاق تصدر بطولتها المدرب محمد ختام وكاد الفريق يدفع الثمن نتيجة سوء التمركز وغياب التغطية في الخط الخلفي الذي ضربه المحافظة بمناسبات كثيرة وإنفرادات حضرت بالجملة والمفرق وسط غياب واضح للإنسجام ومساحات جيدة لعب عليها الضيف الذي بدأ يمتد ويبسط سيادته على المباراة في ظل ضياع لوسط الاتحاد وتوهان للمهاجمين ودفاع متصدع مفكك ومع مرور الوقت إكتسب المحافظة ثقة عبر نشاط ملحوظ لخط وسطه الذي لعب برتم عالي وسرعة لم يستطع الاتحاد حيالها من مجاراته وأدى أسعد الخضر أبرز اللاعبين دور كبير في الربط بين خط الوسط والمهاجمين وكان مفتاح فريقه في الوصول لمناطق الأحمر عبر غارات متلاحقة أرهقت الدفاع الاتحادي وأجبرته على إرتكاب الأخطاء فيما تكفل جلال الدكر والجبلاق بعمليات التمهيد مع طلعات متعددة لحسام سمان وعمر الترك من الأطراف وعكس الكرات لمنطقة العمليات وتحركات خطرة لسليمان رشو .كل ذلك والاتحاد مستسلم بإستثناء محاولات خجولة بغية نزع ثوب الإرباك عنه ومساعي لمجارات الضيف لكن معركة وسط الملعب ربحها المحافظة كونه الفريق الأكثر تنظيماً مع قراءة موفقة للاعبيه في التحرك والتمركز والضغط على حامل الكرة وهو ما زاد من سوء الأداء الاتحادي في الشوط الأول ليظهر الفريق بصورة رمادية غير واضحة المعالم اللهم بعض الهبات الفردية لعدم الترابط واعتماد نقل الكرة الطويلة التي جاءت جميعها لصالح مدافعي المحافظة .شريط الأحداث جاء لسرور الاتحاد الذي هرب في واحدة لكنه فشل بهز الشباك بعد أن لعب الكرة خفيفة تمكن الكنعان من التصدي لها بسهولة ، ثم توالت فرص الضيف حين سدد الخضر كرة ماكرة تعاون الحميدي والعالمة في ردها لركنية ولأن الدفاع الاتحادي كان ممر عبور سالك تجاوز الخطاب الخاصرة اليمنى و واجه العالمة لكن الأخير أنقذ فريقه من هدف محقق وجاءت الثالثة لتكون ثابته هذه المرة بعد أن استغل أسعد الخضر فراغ بالجدار الدفاعي وسوء بالتغطية ليجد نفسه منفرداً بالمرمى وليضعها من تحت العالمة هدف ترجم به أفضلية فريقه .الاتحاد بقي ينسج على نفس المنوال مع حيرة كبيرة رسمت على وجوه الجماهير وحالت من الغضب وفلتان الأعصاب وموشحات تمهيدية أدت لعدم خروج المدرب محمد ختام من مكانه والبقاء تحت سترة دكة الاحتياط وكأن الأمور خرجت من يديه في ظل ضياع وعدم إنجسام بين اللاعبين وبات المشهد محير جداً لفريق مازالت جماهيره تمني النفس ببطولة الدوري وتراهن عليها لكن الحسابات هنا تبخرت أمام فريق عنيد ربح مجمل الكرات في عمليات الإلتحام ورجحان كفته بوسط الملعب وسط هدوء وإتزان ولعب على المرتاح ، ولم يستطع المتابع أن يجد أي تفسير لهذا الوضع وفي زحمة الركام صوب الصلال كرة بعيدة إلتقطها الكنعان من فوق الجميع وبقي الخضر يؤدي دور البطولة من خلال التحضير لرفاقه ومع إنكشاف خاصرة الاتحاد اليمنى مراراً وتكراراً عاد عمر الترك ليدخل جزاء الاتحاد دون أي مضايقة وليعود العالمة ويتدخل في الوقت المناسب ويبعد هدف التعزيز للمحافظة . كل ذلك يحدث والختام مازال جليس بنش الاحتياط ولم يبرح مقعده خطوة واحدة للأمام لتقديم أي إرشادات لتصحيح ما وقع به فريقه من أخطاء قاتلة تبين أنه تاه نهائياً وفقد البوصلة وجاءت الدقيقة ( 42 ) لتظهر خروج محمود خدوج ودخول يوسف أصيل الذي كان من المفترض أن يبدأ اللقاء كأساسي في التشكيل كما يفترض من خلال مران الفريق قبل يوم لكن المدرب غير رأيه وتركه جليس دكة الاحتياط في تخبط يعكس صورة الفريق والمستوى المتواضع الذي ظهر به الاتحاد وهو يلاعب المحافظة الذي لا يملك أي لاعب من العيار الثقيل وجلهم من العناصر المغمورة ويحتل موقع متوسط على سلم اللائحة ويصول ويجول في الملعب ضد فريق متخم بالنجوم لتظهر الفوارق بين عمل المدربين من خلال المظهر العام والشكل على البسط الأخضر مع قراءة صحيحة لفجر ابراهيم وضعت الختام بموقف صعب ويبدو أن الإستمرار على هذا النهج من تصفية الحسابات ورمي الاتهامات ضد بعض اللاعبين تركته صريع وباتت الإستقالة تلوح في الأفق دون أدنى شك لمدرب صاحب تجارب غير محمودة سابقاً مع الاتحاد ويمتلك لاعبين من الطراز الفريد لم يستطع تسخير طاقتهم بالشكل الأمثل وهو يعاني ما يعانه لتأتي صافرة النهاية رحمية وتنهي حالة اليأس التي طوقت الجماهير الاتحادية على المدرجات و تنتظر الشوط الثاني عل الوضع ينصلح ويعوض الاتحاد تأخره ويظهر بحالة أكثر إيجابية .جولة ثانية جاءت ممتعة وساخنة لدرجة الغليان وسط إرتفاع وتيرة المباراة بعد أن رمى الاتحاد بثقله وتقدم بشكل كبير لمناطق خصمه مع ضغط مبكر صاحبه حالة من عدم التنظيم والإستعجال في طرق المرمى وهدوء ومثالية للمحافظة عبر إفتكاك الكرة من مناطقه ونقلها بسرعة كبيرة للأمام وضرب من خلالها العمق والخصارتين الإتحاديتين مستغلين إنكشف ظهره نتيجة ترك مساحات شاسعة لعدم تمكن لاعبيه من العودة السريعة في ظل البطء الذي لازم أداء الأحمر على عكس المحافظة الذي بات يصل لمرمى العالمة بأسهل الطرق ودون أي تعقيد مع تلويح بين الحين والآخر بغارات خطرة أوقفت القلوب على المدرجات نتج عنها حالة لعب نموذجية من خلال ثلاث تمريرات داخل الجزاء للسمان والرشو والخضر حيث وصلت الكرة للأخير والمرمى مكشوف ويحتاج للمسة واحدة حتى يزيد الغلة لكنه لعبها برعونة وسط تنفس الاتحاديين الصعداء من هدف كاد ينهي المواجهة مبكراً . المباراة دخلت منعرج جديد مع انخفاض وتيرة المحافظة وإصرار الاتحاد على التعديل وتكثيف الضغط من كافة الأطراف وخروج بداعي الإصابة لمدافع المحافظة مصعب سوادة الذي يتمتع بطول فارع لكن نقطة التحول الحقيقة جاءت بإشراك حسام الدين عمر الذي شكل بالجبهة اليمنى حالة رعب لمدافعي الخصم نتيجة المهارة العالية وعدم التمكن من إحتواء تحركاته حيث أفلت من واحدة وأرسل كرة على أبواب المرمى لم يجد المندفع عبد اللطيف سلقيني أي صعوبة في إداعها شباك الكنعان والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما الهدف من الإبقاء على حسام الدين عمر على دكة الإحتياط وهضم حق هذا اللاعب في المشاركة ولماذا لا يتم تقديم مصلحة الفريق بدلاً من حسابات خاطئة وإستنتاجات تبين أن المدرب وقع في مطبات كثيرة وسوء قراءة بجمل القضايا الفنية والفريق أكبر من إمكانياته بكثير وهذا واقع لا يختلف عليه أحد بدليل عدم إستقراره حتى الآن على تشكيل ثابت ما يعني وجود حواجز كثيرة تفصله عن لاعبيه مع شيء من فقدان الثقة بين الطرفين . هدف التعادل فتح المواجهة على مصراعيها وزاد الاتحاد من شهيته الهجومية وبقي المحافظة يضرب بكرات مرتدة خاطفة أربكت دفاع الاتحاد المربك بالأساس والذي لم يستطع تنظيم نفسه ليجدد عمر الترك رحلة السيران المعتادة ويخترق الخاصرة اليسرى للاتحاد ويدخل الجزاء ويسدد كرة تمر من بين الجميع لتأتي برداً وسلاماً وليبقى الاتحاد مواصلاً هجماته التي إفتقدت للمسة الأخيرة ولاعب يستطيع إحداث الفارق بالكرات البينية التي تضرب الخط الدفاعي كما يفعل خصمه حتى جاء الفرج بقدم ربيع سرور الذي أرسل كرة طويلة داخل الجزاء أخطاً الكنعان في تقديرها لتسقط من خلفه بالشباك ويتقدم الاتحاد بالدقيقة ( 79 ) ويتمكن في ما تبقى من الحفاظ على الفوز رغم محاولة الخصم أخذ زمام المبادرة عبر عدة هجمات لم تمنحه التعادل .
التاريخ - 2017-04-14 4:53 PM المشاهدات 671
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا