شبكة سورية الحدث


رمح دمشقي يرتفع على ضفاف النيل .. بدلا من الثرثرة فوق النيل..

 بقلم: نارام سرجون ليس عندي شك ان اصعب مقابلة أجراها عمرو أديب في كل حياته هي هذه المقابلة مع الفنانة الهام شاهين .. فقد حاول جاهدا أن يروج دعاية سوداء في الأسئلة الموجهة لها وأن يردد علينا الموشحات السعودية والخليجية المملة والممجوجة عن (البراميل المتفجرة وعن الكيماوي والرجل الذي يقتل شعبه) .. ولكن تحولت المقابلة مع الفنانة الهام شاهين الى جلسة محرجة له لأنها كشفت أنه ليس في مواجهة شخصية ساذجة ويمكنه أن يحاصرها ببساطة بأن يلقي عليها بعض العناوين والموشحات الاعلامية المسبقة الصنع ويجعلها تتراجع وتحس بتأنيب الضمير .. ووجد أنه لم يكن في مقدوره ان يحول الجلسة الى محاكمة شعبية كما كان يظن .. بل ظهرت حقيقة ساطعة كالشمس هي أن هذا الرجل الجالس على الكرسي منذ ست سنوات يشتم في الحكومة الوطنية السورية ويردد عبارات مسكوبة في تل أبيب وتوزعها الجزيرة والعربية لم يفكر مرة واحدة بالقدوم الى سورية لكي يتأكد من أنه يقول الحقيقة لجمهوره ولايخدعه طوال ست سنوات ولايقدم له مائدة مغشوشة مسمومة .. فهو أمام الهام شاهين كان امام شاهد عيان يقول له مارأى وسمع وتيقن منه فيما هو اعلامي مصبوب من الاسمنت ينكر ويصر على الحنث العظيم رغم الحقائق الدامغة .. كما أنه يتلعثم عندما توجه اليه الفنانة الهام سؤالا في منتهى المنطق عندما بدأت صد تدفق الأكاذيب التي بدأ يفيض بها لسانه .. وهو: من اين تأتي بهذه المعلومات وكيف تيقنت منها؟؟ طبعا لايعرف عمرو أديب كيف تيقن منها ولايعرف ماذا يحمل في صناديقه التي يحملها للناس كل يوم ولاماذا يسكب في اطباقهم .. فهو يأكل مايسكب له ويلبس مايحاك له وهو لايدري ان أطباقه مملوءة ببول البعير وأن ثياب الدراويش التي يرقص بها مبللة ببول البعير .. وهو لايبالي ان كان يلبس جمهوره من ذات الألبسة ويطعمهم من ذات الأطباق .. أما من أتي له بها ومن حملها اليه ومن صنعها ومدى نظافتها وطهارتها من بول الأمراء وابلهم فهو لاعلم له به على الاطلاق .. وهو لايبالي ان كان من قتل المصريين الأقباط هو ذات العدو الذي يقاتله الجيش السوري وهي ذات البنادق وذات الرؤوس واللحى المبللة بالدم على أنها مبللة بحنّاء الحرية والديمقراطية النبوية ..ومن يتابع المقابلة بتفاصيلها يجب أن يتوقف عند لحظة احتجاج صارم ومهذب لالهام وهي توبخ عمرو أديب على سؤال في منتهى الصفاقة عندما يسألها ان كانت تقاضت أموالا على هذه الزيارة .. والجواب الذي تلخصه بكلمة: عيب ياعمرو !! يدل على انسانية ورقي أمام عقل ابتذالي يعتقد أن العالم حوله يتصرف بطريقته الابتذالية .. ومن يقارن بين هذه المقابلة ومقابلة عمرو أديب مع الصبي المعجرة سعدو الحريري سيدرك الفارق الهائل الذي ظهر بين انصياع عمرو أديب لسعد الحريري وعدم تجرؤه على الاعتراض وبين اصراره مع الهام على ترديد الدعاية الغربية والصهيونية مع فقرات دعائية الزامية .. لأن عمرو أديب كان أمام سعد الحريري مستمعا لايقاطع ولاينبس ببنت شفة .. صاغرا .. طائعا .. يوافق على كل مايرمى اليه من كلام دون اعتراض بل يستقبله بمديح واطراء .. مهمته ان يلقي السؤال فقط ثم يترك الحريري يصول ويجول دون أن يزعجه حتى باستفسار أو فاصلة .. أما هنا فانه يعاند ولايقبل ويختلف ويصر على الانكار .. بل ويتفوق على جميع تقديرات العالم في عدد ضحايا الحرب السورية التي قرر انها أودت بحياة بمليوني سوري ..ولايخفى على أحد منكم أنني لم استطع في يوم أن أحب المذيع المصري عمرو أديب فهو من مزامير الخليج والابل الاعلامية التي تركض في سباق الهجن .. وأحسه متكلفا ولاأصدق كلمة واحدة يقولها .. ولاتزول من ذاكرتي كيف كان من المنافحين عن حكم الرئيس حسني مبارك وعندما سقط الحكم في مصر ظهر في اليوم التالي ليبكي على الشاشة ويقول انه كان يرغم على قول مالايحب أن يقول وأنه فرح لسقوط الرئيس الظالم .. كان عمرو يبكي ويستدر العطف ويتسول الغفران .. فأحسست أن المشكلة التي بيني وبين هذا الشخص لم تعد قضية مودة أو محبة من الله أو كيمياء أو فيزياء أ رياضيات .. بل القضية هي ان كنت قادرا على احترامه أم لا .. وهو ببساطة شخص لايمكنك أن تحترمه بعد هذه السيرة الذاتية والسرعة في تغيير الجلد .. ولايمكنك أن تأمنه ..ربما كان أصعب شيء في الحياة أن تكسب احترام الناس من دون رياء أو تملق .. وأن يقتلك خصمك بالسيف وهو يبكي على فروسيتك .. ويترجل عن جواده احتراما لرحيلك العظيم عندما تموت مضرجا بدمك .. ومايخرج به المشاهد من هذه المقابلة هو ان الهام شاهين شخصية فنية استثنائية وتملك حس الفروسية وأنها شخصية ذكية متفوقة انسانيا وحضاريا ومعرفيا وأخلاقيا .. فهي تطوعت لتكون أول مثقف وفنان عربي يقرر أن يكسر الصمت ويكسر حاجز الخوف بعد ست سنوات لم يجرؤ فيها فنان ولامثقف عربي على أن يرفع صوته ضد صوت القطيع الذي يقطع نهر الربيع العربي بين تماسيح الثورات الوهابية .. ولكن الأهم أن من يستمع اليها يعرف أن أعظم شيء يحققه الانسان هو ان يكسب احترام الناس له وخاصة احترام أعدائه له .. فهي لاشك أرغمت جميع من استمع اليها على أن ينحنوا لجرأتها وشجاعتها وصدقها .. دون رياء أو تملق .. وأن كثيرين من زملائها ممن كانوا يتابعونها ويلقبون بالفرسان دون وجه حق يعرفون أنهم فرسان مسرح العرائس وأنهم في الحقيقة ليسوا فرسانا أمام فروسية هذه السيدة .. وأنهم جميعا يتوجب عليهم أن يترجلوا عن صهوات جيادهم وأن يقدموا لها سيوفهم التي لايستحقونها .. ففرسان هذا الزمان اشباه فرسان صنعهم زمن اشباه الرجال واعلام أشباه الرجال ومال أشباه الرجال .. وجميعهم لايضاهون امرأة مصرية تحمل رمحا دمشقيا ممشوقا عاليا .. وتغرسه بقوة على ضفاف النيل ليرى مثل منارة أو مئذنة .. بعد أن كان مايزرع طوال ست سنوات في بعض القنوات مجرد "ثرثرة فوق النيل" حيث كان الهروب من الواقع الى الهذيان الوهابي والنفطي دوما .. بلا سيوف ولارماح .. بل عواء ونباح ..
التاريخ - 2017-05-30 10:16 PM المشاهدات 836

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم