شبكة سورية الحدث


من بوح عين مكسوره !!؟ بقلم د. سحر أحمد علي الحارة

إنها عينك ايتها الأنثى ؟!!..نعم ..ربما ينتقدني البعض من الجنسينفيما سأكتبه من وحي قصص الواقعومانشاهده ونسمع به..ولكن أيتها الأنثى في تطلعاتي هذهأرى بعينيك المكسورة كل الحق والحقيقة..ومازال ان لم نقل ثلثي المجتمع فنصفهيتبع هذه التقاليد الاجتماعيهوالاسرويه والعائليه..وصف بعضهم المرأة الشرقيةبأنها لاأكثر من دجاجه تقوقع(عندما تبيض) وعندما لاتبيض تذبح ؟!والبعض عرضها في استخدام موهبته الفنيةمن رسم او شعر أو غناء كلوحةجمالية تعطي الحنان والطمأنينةوالاستقرار فحسب ؟!والبعض الآخر وهم قلة حاول ان ينصفهاويعطيها جزء من حقهافقال بأن الانثى الشرقيةهي حالة اساسية في بناء الحياة ..فهي أم وعاملة وفلاحة ومربيةومسؤولة وطبيبة ومهندسة ومربيةوهي بآن معاشاطئ الأمان لرحلة الإنسان في الحياة..القراء الأعزاء ..مازالت تحاصر ذهني منذ الطفولةوريعان الشباب وحتى يومنا هذا..أمور كثيرة تجحف بحق الأنثى المحكوموالمغلوب على امرها من نظرة المجتمعوكلام الناس وعيونهم التي تحكمعلى افعالها وأفكارها من خلال عقليةلم ولن يتخلصوا منها على مدى العصوروالأزمنة مهما طالت من مراتب ومراكز ونجاح ؟!ايتها الأنثى ..نعم انت ؟!!مازلت أنثى ضعيفة..مازلت أنثى مكسورة..مازلت تسيرين..ولن تخرجي من مأساتك مدى الدهر..مادام الرجل الشرقي ماسكابقبضة يمينه جهاز التحكم المنظورفي كل جيل وكل زمان ..وبقبضة يساره جهاز الرادارالذي يراقب تصرفاتك وطريقة أفكاركوحتى اعمالك عن بعد وعن كثب..ايتها الأخت الانثى..لك انت ..لست قوية كما يزعمون..نعم انت لست قوية..وكل اعتباراتك بتقديم فلذات كبدك للوطنوبتقديم جهودك الفكريه والعقليهفي بناء انسانية الابناء والاحفادالى ان تصل لاجيال العلم ليست الامساهمة محدودة يحددهامن له علاقة بك شخصيا من المقربين..نعم ان طموحك عندما يكون أبعدستقف عنده افكار الرجل الشرقيالضيقة المحمومة من ماسونيةتقاليد وأعراف بالية شطبت عليهاالعصرية الحديثة بألوانها الوهمية ..هي عادات ربي عليهافلم ولن يتخلص منها مدى الدهر..تحضرني الآن حادثة جرت مع سيدة مميزةوكانت بوقتها احدى الوزيرات السورياتفي أواخر القرن الماضي ..كانت مدعوة لمهمة خارج الوطنفي نشاط يعود لعملها الوزاريانذاك وقد طلب من هذه السيدةلبروتوكول سفرها ورقة موجودعليها توقيع الزوج ؟!!فكان ردها بابتسامة بريئه توضحت منهااشارات الاستفهام والتعجبقائلة وانا من يمثل المرأة السورية.المنطلقة ..أكل مابجعبتي من شهادات وموقع هامفي دولتي يؤهلني لاتخاذ القرار بنفسيوتوقفني عند ساحة المطارورقة موافقة الزوج ؟!!.ماذا اراني اقول ..ماذا اراني أفعل ؟؟ طبعا عملت بالقانون ورجعت لتوقيع ورقة السفر..للعلم انا لا أنتقد زوج تلك السيدة فربماكان رائعا وغيره متفهم كما حولي"..ولكني أتساءل من ناحية أخرى أيضاهل هي حالة عامه ام استثنائية عندماتتدخل العائلة عامة والاسره خاصةويقف قرارهم حيال سفر ما لانجاز دراسةأو عمل يعود بالفائدة المرجوة لنفسهاوذاتها ومستقبلها والتي طالما حلمت بههذه الانثى لانه فرصة لن تتكرر..ام هو حكم الزمن الذي مازالتثمرة تخطيات عقلية ناسه تنبت بدون سمادمتطور لنجد انه لايتماشى مع الزمن الجديد ؟؟!! ما أريد ذكره أنك أيتها الأنثى مهماتقدمين وتعلمين وتنشئين وتربين وتعملين ..لن تكوني غير انثى ضعيفة هشة مهزومةنعم لأنك وبكل بساطة لست بصاحبة قرار..تماما كخاوية الفخار..تمتلئين بالماء لتروي كل سائل عطشمن طالبيك ولكن بمقدورهم رمي الحجربمكان ما لبى حاجتهم ..هذا ان لم يكسروها متى شاؤوا او ارادوا ؟؟!هذا مايحدث منذ الأزل وحتى الآن ..مايريد الأخ لأخته يختلف تماما مع زوجته..مايريد الأب لابنته يختلف تماما عن ابنه..مايريد الابن لأمه يختلف تماما عن حبيبته..ماتريده الام لابنتها مثلما ارادته امها لهابالنهاية مايريده مجتمع الذكورةللانثى فقط العطاء الأسروي..مايريده غالبية المجتمع ايضاللانثى بشكل عام .."مكانك راوح "؟!.وكلنا يتذكر في الاجيال السابقةكيف كانت نظرة المجتمع الذكوري نفسهفي الماضي للمرأة العاملةوكيف انه اليوم بدأ يطالب ويحدد نوعيةالأنثى عند طلبها للزواج ..؟!أيتها السيدات والسادةبرأيكم هل نحتاج الى زمن يعادل ذاك الزمانحتى تجد الانثى لنفسها حريتها الشخصيهفي اتخاذ قراراتها ..أتساءل ؟؟!والى متى ..إليك أيتها الأم..أيتها الأخت..أيتها البنت..أيتها الصديقة ..العاملة الفلاحة المسؤولةالوزيرة البرلمانية..ايتها الأنثى المسحوقة..المكسورة..ايتها الانثى المتوفاة..كيف ومتى ستتحررين..؟؟!!**د.سحراحمد علي "الحاره"
التاريخ - 2017-06-03 11:27 PM المشاهدات 890

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم