في إضاءة من جدولة التاريخ نحتاج لحروف تنير لنا الطريق برغم عتمته ..وقد قلبت فهارس الجمال فوقعت عيني على قول ل إبن الرومي( مالم يكن في قلبك نور لن ترى النور في العالم )..لم أكن يوما أعلم أن هوايتي التي حباني الله فيها رسما وخطا والوانا أن تتحول إلى مهنة أخرى وإتقان لحرفة جديدة تسمى الوشم كصناعة تجميل تنسجم مع متطلبات الزمان فصارت لي مساحة عمل جيدة لأستمتع بفني ووقتي فتلك المهنة أتاحت لي مخالطة ثقافات متنوعة وقصص حياتية يومية من خلال لقاءات مع مختلف شرائح المجتمع لتجعلني أقرأ المشهد من حكايا الناس والكثير من الحقائق.وقد اتتني من يومين فتاتين متشابهتين بكل شيءتقريبا شكلا،لباسا،روحا،وثقافة تكاد تكون منسجمة حد التطابق وكأنهما نشأتا ببيت واحد ،مع إن كل واحدة تتبع دين آخر فإحداهن مسلمة والأخرى مسيحية في إختلاف شكلي بالمظهر إلا إن النقاشات والرؤى والأمنيات والتطلعات التي دارت بيننا زادت تأكيدي بالتشابه العجيب ،الذي أبرق لي أفق أمل جديد يبشر بخير قادم ليمحي من ذاكرتنا صور موت،فرقة،قهر،وحرمان عم بلدي سوريا منذ سبع سنوات فقد كان النقاش يرتقي بالإنسان بعيدا عن الأنانية وحب الذات،أسعدت حقا بفكر ناضج من جيل مستقبل عاش في ظل أزمة فكرية كبيرة وشرخ إفتعله الواقع المتطرف.لم انتهي بعد من الوشم للفتاتين حتى أتتني دعوة كريمة لحضور أمسية حول الوحدة الوطنية حاضر فيها العميد الركن 'رجب ديب' تحت عنوان (الإسلام والمسيحية جناحا العروبة) أكد فيها على الوحدة ونبذ الخلافات وبث الأمل كطريق وحيد يمكن أن نجتاز من خلاله المحن ولا يمكن أن يتم ذلك على يد دين أو مجموعة أو ثقافة أو فكر واحد فنحن أحوج مانكون لبوتقة الكل في الكل بأفكار جديدة لضخ الأوكسجين في الأوردة وإعادة الحياة بكل مفاصلها لبلدنا الغالي سوريا بلحمة وطنية ونسيج إنساني وتعايش سلمي،ونحن أحوج مانكون ايضا لمثل تلك المنتديات والفعاليات الثقافية التوعوية لنمسك بيد الوطن لينهض بنا من عتمة طالت ولابد أن تشرق الشمس وتبدد الغيوم ف ( عندما تسقط البراعم تطل الثمار) . بقلم : هيام عوض
التاريخ - 2017-06-21 11:49 PM المشاهدات 686
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا