سورية الحدث - حسين صقر سواء قتل المدعو أبو بكر البغدادي متزعم تنظيم داعش الإرهابي أم لم يقتل، فالأمر سيّان طالما الفكر المتطرف لا يزال موجوداً، إذ ليس المهم أن يختفي ممثل هذا الفكر إن كان قتلاً أم إنهاء مهمة، المهم وجود الفكر الذي حمله والعقيدة التي اعتنقها، والتي قامت على القتل وارتكاب الجرائم وقتل النفوس البريئة، وهذا ما حرمته الأديان والشرائع السماوية على اختلافها.فتنظيم داعش الإرهابي الذي ولد من رحم الوهابية التكفيرية، بعملية قيصرية أميركية أجرتها أجهزتها الأمنية، جعلت الغرب برمته يوقع على شهادة الميلاد تلك، فيما الأعراب يغسلون للمولود الجديد ثيابه محاولين إزالة أوساخه دون جدوى، لغرقه في بحر النجاسة والقذارة شكلاً ومضموناً.وزارة الحرب الأميركية قالت: إنها لا تمتلك أدلة مؤكدة عن مقتل الإرهابي أبي بكر البغدادي، ليس لأن واشنطن لا تمتلك المعلومات، بل لأنها تعرف أن دور المدعو انتهى، ولابد من التروي والتحضير لإعلان الموت، بهدف تجهيز تكفيري بدلاً عنه والترويج لوجوده، وبأي شكل سوف تظهره بعد تداعي التنظيم وانهياره في العراق وقرب نهايته في سورية، ولاسيما أن أنباء كثيرة تقول عن استبداله باسم آخر، قد يتم الإعلان عنه في الفترة المقبلة، وذلك بالتزامن مع إيجاد أماكن أخرى للتنظيم القديم الجديد، ربما في دول أخرى تريد الولايات المتحدة زعزعة الأمن والاستقرار فيها، وتخريبها بعد أن فعلت عبر مرتزقة داعش ما فعلته في سورية والعراق.لن نفاجأ بعد شهر أو سنة أن تنظيماً جديداً، بدأ بالظهور وربما يفعل أكثر مما فعلته التنظيمات المدحورة، وذلك على وقع تغيير سياسة أميركا الاستثمارية في الإرهاب رغبة منها في إعادة الهيكلة، ورفع مستوى الأداء التكفيري، حيث يكون هذا التنظيم مزيجاً من فلول ( النصرة و داعش) المهزومين، وعدد من الجماعات والتنظيمات المتطرفة العالمية و المحلية في العراق وسورية، قد ترتبط تلك المجموعات بطريقة رقمية لإعادة تشكيل الصفوف والانطلاق إلى ساحات الحروب في الوقت الذي تراه واشنطن مناسباً.الشتاء السوري القادم سوف يكون بارداً بالفعل، ولن يكون هناك ارتفاع بحرارة المعارك، وسوف تبدأ المناطق السورية باستعادة عافيتها، حيث ستتخلص من الوباء الإرهابي بعد معاناة طويلة معه.
التاريخ - 2017-07-13 2:00 PM المشاهدات 479
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا