أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن التطورات المتسارعة في المنطقة وفشل أعداء سورية المدوي في تحقيق غاياتهم رغم كثرة الأموال التي سخروها لتدمير شعب سورية وحضارته وبناه التحتية أعادت إلى الظهور مجدداً أجواء “حرب نفسية” توجهها بتفاصيلها إسرائيل بهدف إعادة الثقة لعملائها في السعودية وغيرهم في المنطقة وخارجها.
وقال المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم إنه وفي هذا السياق عادت النغمات النشاز للتشكيك في قدرة سورية على الاستمرار في مواجهة الهجمة، وفي علاقاتها مع حلفائها وأصدقائها ناهيك عن قرارها المتخذ منذ بداية الأزمة للوصول إلى حل سياسي للأزمة يبعد القتل والدمار عن شعبها.
وأوضح المقداد أن أعداء سورية في الداخل والخارج لم يتركوا وسيلة إلا واتبعوها لقتل هذا البلد الرمز فالهدف ما زال واضحاً لصمود هذا الوطن الأسطورة وهو عدم الانحناء والتنازل عن الحقوق وتسليم المقدرات لأعداء الإنسانية لافتا إلى أنه إذا كانت لغة الشرف والكرامة والإباء، قد غادرت منذ وقت طويل ألسنة وممارسات الكثير من الأنظمة المتهالكة في بلداننا العربية لمصلحة إسرائيل والولايات المتحدة والغرب فإنها ما زالت خبز وتطلعات سورية شعباً وحكومة وقيادة.
وبين المقداد أن عملاء إسرائيل والغرب لا يعرفون مفردات السيادة والاستقلال والحرية والكرامة التي تربط سورية بحلفائها وأشقائها والتي تستند في جميع جوانبها إلى التاريخ المشترك والمصالح المشتركة وانطلاقا من هذه المبادئ بنت سورية لبنة فوق لبنة علاقاتها المشرفة مع روسيا التي أضحت راسخة في ضمير الشعبين الصديقين.
وأشار إلى أن الأسلحة التي ترسلها تركيا والسعودية والدول الغربية إلى الإرهابيين لم تحمهم من نيران أبطال الجيش العربي السوري ووصولهم إلى كل جحر يختبئ فيه هؤلاء الإرهابيون سواء في حمص أو في حماة وإدلب وحلب.. والجيش العربي السوري آتٍ لإنهاء وجود وحياة الإرهابيين الذين تدعمهم إسرائيل وأنظمة عربية وأوروبية في القنيطرة ودرعا وريف دمشق وإذا توهموا أن أيامهم ستكون مديدة فإنهم يكذبون على أنفسهم فقط.
ولفت المقداد إلى أنه تم الاتفاق مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا على أن المهمة الملحة في هذه المرحلة لأي جهد دولي هي مكافحة الإرهاب من جهة والاستمرار في تحقيق المصالحات المحلية من جهة أخرى والتوصل في نهاية المطاف إلى عملية سياسية ذات صدقية لوقف هذه الحرب ووضع حدٍ للأزمة مجددا التأكيد على أن الهاجس الأساسي لدى القيادة في سورية منذ بداية الأحداث وحتى الآن كان الحفاظ على أرواح السوريين التي استباحتها التنظيمات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها.
وتابع المقداد إنه كان من الطبيعي التوصل إلى فهم متبادل مع دي ميستورا لحقن الدماء والتشجيع على استمرار المصالحات الوطنية والدخول لاحقاً في عملية سياسية تضمن لسورية سيادتها واستقلالها ووحدة شعبها وأرضها بما يليق بتطلعات السوريين.
وأكد المقداد في ختام مقاله أن سورية ستتعامل مع مبعوث الأمم المتحدة بكل انفتاح ومن دون قيد أو شرط لتحقيق هذه الأهداف وهي ستبذل كل ما تستطيع من جهد لإكمال المشوار بنجاح رغم أن البعض قد يبدأ بوضع العصي في دولاب تحرك دي ميستورا فالمهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة “وأن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة”.
التاريخ - 2014-11-15 10:05 AM المشاهدات 673
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا