سورية الحدث - كتب ديب علي حسن دخلت الحرب الإرهابية على سورية مرحلة الاستعصاء الذي سد الأفق على الجماعات المسلحة من كل حدب وصوب, فمن نقلت إليهم مئات الأطنان من السلاح عبر مطارات عالمية, وبإشراف مباشر من الإدارة الاميركية وأذرعها الطويلة,وتم ضخ المليارات في سبيل أن يحققوا ما كلفوا به, هؤلاء الآن في المرحلة الأخيرة من النزع النهائي, احتراب فيما بينهم على الغنائم وماتبقى من مال السحت الذي جاءهم من فحش ثراء الخليج, وقد فضحتهم الوقائع من خلال ما قام به قادتهم الإرهابيون ممن اكتنزوا المال ليهربوا به إلى الخارج .وليس التلي إرهابي جرود عرسال آخرهم, ولن يكون, فكل يوم ثمة خبرعن إرهابي يفر بعد أن أمّن على نصيبه من ثمن الخيانة, وعلى ما يبدو أن التقاسم الآن يبدو ضروريا فيما بينهم, لأنهم يعرفون أن الساعات الأخيرة من عمر جنونهم وغدرهم بدأت تنفد, فلا الإعلام العالمي بقادر على ضخ المزيد من الاكاذيب, وصناعة التقارير المفبركة, ولا الدعم المباشر من كل من رعاهم ومولهم مجديا, لأن الملعب صار مكشوفا تماما, والرأي العام العالمي على الرغم من عدم مصداقيته, لكنه يعرف أن الاضاليل لم تعد مجدية.احتراب داخلي فيما بينهم على أن ينفذوا الأسوا في قائمة العمالة والأدوار, والملاحظ أن الفريق النائم من صف الدعم الخلفي, وممن يسمون أنفسهم (استئلال وحرية وكرامة) قد استيقظ وظن الصغار أنهم قادرون على تغيير الوقائع وإخراج العصابات الإرهابية من مستنقعها, وهم لايختلفون في نسق العمالة والاستخدام بشيء عن داعش والنصرة ومن في القائمة, فما عجزت عنه دول عظمى بقوتها الغاشمة, لن يستطيعوا هم تحقيقه في الربع الاخيرمن المشهد، والتفسير المنطقي لغبائهم هذا أنه إعلان طلب مكافأة نهاية الخدمة, والغريب في الأمر أنهم أيضا لا يحسنون قراءة المشهد, فالمكافآت التي يقدمها المشغلون في أحسن أحوالها هي ترك المستعمل يلقى مصيره دون تدخل منهم, أما الحقيقية فهي اجتثاثهم من قبل من شغلهم لئلا يبقوا عبئا عليه, أو دليلا على ما قدمه من دعم لهم.لا يختلف المشهد هذا ما بين دويلة عاشت على فقاعات النفط, أو مملكة بنيت على الرمال المتحركة, أو جماعات وتيارات فالكل في ميزان الاميركي متساوون في أنهم أدوات حان وقت التخلص منها, وليس من الحكمة عند المشغل أن يخسر شيئا من أجل ترحيلهم, فليواجهوا مصيرهم بأنفسهم, وهاهم أمام الحتف النهائي, من عرسال إلى دير الزور، وإلى كل بقعة جغرافية في سورية يدحرون, والدائرة تتسع لتصل إلى من موّل وسلح, وهو الآن لعبة في مهب الشد والرخي الاميركي.
التاريخ - 2017-07-26 9:51 PM المشاهدات 569
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا