بعد سلسلة تطورات يمكن القول أن شهر العسل بين الرئيسين الأميركي والروسي قد إنتهى لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات المتوترة، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية في أكثر من منطقة في العالم.فبعدما قدم بوتين بادرة طيبة للرئيس الأميركي في كانون الأول عندما آثر ألا يرد على طرد الولايات المتحدة دبلوماسيين روساً ومصادرة مجمعات دبلوماسية روسية، جاء قرار روسيا طرد مئات الدبلوماسيين الأميركيين ووضع يدها على مجمعين أميركيين كاعتراف من موسكو بأن قدرة ترامب على تحسين العلاقات محدودة في أحسن الأحوال وبداية مرحلة جديدة من تراجع العلاقات.واتخذت روسيا تلك الخطوة بعدما بعث مجلس الشيوخ الأميركي الخميس الماضي إشارة مثيرة مفادها أنه لا يثق في ترامب بشأن روسيا، وذلك بإقراره مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على موسكو ويقيد يدي الرئيس إذا حاول تخفيفها.ولم يوقع ترامب حتى الآن على مشروع القانون ولم يوضح الإجراء الذي سيتخذه بشأنه.وعلى رأس قائمة الأمنيات الروسية تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة بسبب ضمها القرم من أوكرانيا وزعزعتها الاستقرار في شرق أوكرانيا، وهو أمر مستبعد بعد تحرك مجلس الشيوخ. ثمة مطلب ثان غير متصور وهو الاعتراف الأميركي بسيادة روسيا على القرم.فرغبة ترامب، التي عبر عنها كثيراً خلال حملته الرئاسية في 2016، تحسين العلاقات مع روسيا عرقلتها نتائج توصلت إليها أجهزة المخابرات الأميركية بأن روسيا تدخلت لمساعدة المرشح الجمهوري على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.وجعل تحقيق أجرته إحدى وكالات إنفاذ القانون الاتحادية والعديد من تحقيقات الكونغرس في تواطؤ حملة ترامب مع روسيا من الصعب على ترامب فتح صفحة جديدة مع بوتي، في حين تنفي روسيا تدخلها في الانتخابات ويقول ترامب إنه لم يحدث تواطؤ.وقد أمهلت روسيا الولايات المتحدة حتى أول أيلول المقبل لخفض عدد موظفيها الدبلوماسيين في روسيا إلى 455 شخصا، وهو عدد الدبلوماسيين الروس الذين أبقتهم الولايات المتحدة بعدما طردت واشنطن 35 روسياً في كانون الأول بسبب اختراق الانتخابات المزعوم.كما قالت إنها ستصادر مجمعاً روسياً يستخدمه دبلوماسيون أميركيون وكذلك مخزناً للبعثات الدبلوماسية الأميركية.وقال بعض المسؤولين السابقين إن روسيا قد تتخذ خطوات أخرى مثل السعي لمساعدة القوات المدعومة من موسكو للسيطرة على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا أو محاولة الحد من العمليات الجوية الأميركية في سوريا في حين قال آخرون إن أي رد فعل ربما يكون أقل حدة.
التاريخ - 2017-07-30 11:53 AM المشاهدات 452
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا