سورية ..اتحاد الفاسدين

ثمة اتحادات اقتصادية تستحق هذه التسمية و أظن أن ميثاقها هو ميثاق فساد.. و شعاراتها هي شعارت الفاسدين .. و لدينا نموذج عنها سنتحدث عنه في مرة قادمة مع كثير من التفاصيل. لكن اليوم ننحدث عن اتحاد الفاسدين الذي يزداد نشاطا و حيوية في هذه الأزمة ... و في كل مرة يتغير أعضاء نادي الفاسدين .. قسم يخرج منه بحكم انه خرج من منصبه و يخرج معه  حاشية الفاسد حوله و شبكة الفاساد التي يعمل معها و من خلالها .. فنحن نتحدثغالبا عن المسؤولين فقط لكن هناك رجال أعمال هم أكثر المستفدين من الفساد و هم الذي يفسدون الكثيرين من المسؤولين و في كل مرة يتم التركيز على المسؤولين و تجاهل رجال الأعمال و أعتقد أن تجاهل ذكر رجال الأعمال هو جزء من الفساد ... هل تذكرون الذين تم الحجز على أموالهم و التي وصلت إلى ستة مليارت نتيجة عدم دفع الرسوم الجمركية من لينان .. لا أحد يتذكر ماحل بهم و هل دفعوا هذه المبالغ أم ناموا عليها أو على جزء منها ... وزيرالصناعة التي تم الحجز على أمواله لم يكن وحيدا و هناك رجل أعمال متورط في الموضع لكنه لا زال خارج المحاسبة ..و أمثلة كثيرة يمكن أن نوردها عن أطراف كثيرة من الفاسدين تنجو بفعلتها في كل مرة .اتحاد الفاسدين أتحاد غير معلن لكنه من أقوى إن لم يكن أقوى اتحاد موجود في سورية ...يتبادل أعضاؤه المنافع و المفاسد على حساب الكثيرين و الأهم من ذلك أنهم يجدون طرقا مختلفة  لحماية بعضهم  و مساندة من حصلوا على عضوية نادي الفاسدين .السؤال كيف يمكن محاصرة نادي الفاسدين ؟؟الهيئات التي تكافح الفساد حتى هذه اللحظة غير مؤهلة و العقوبات التي تمر بمراحل كثيرة من التراخي ساهمت في زيادة الفساد كما ان وجود مراكز قوى فاسدة تحمي الفاسدين و تذافع عنهم و تمنحهم الغطاء هي جزء رئيس من تنامي قوة اتحاد الفاسدين .. لهذا فإن مساهمة الإعلام في نشر أسماء الفاسدين يساعد في كبح جماحهم ... نحن مجتمع يخاف من الفضائح اكثر مما يخاف من أي قوة أخرى ..و يتأثر بكلام الناس أكثر مما يتأثر بكلام الأنبياء .بقي أن أعيد التذكير أن ثمة أتحادات فاسدة فعلا و سنكون معها قريبا .صاحبة الجلالة