شبكة سورية الحدث


الدرس و القراءة خير جليس في هذا الزمان

كما يحتاج الجسد البشري إلى الغذاء فإن العقل يحتاج أيضاً إلى الغذاء لكنه ليسغذاء اللحوم و النباتات بل هو القراءة و الدرس لتنمية الفكر و رفد العقل بكلمتطلبات العلم و المعرفة التي تواكب متغيرات العصر و تجاري مختلف الأحداثالطارئة على المجتمع خاصة و أنه يشهد ثورة علمية عملاقة تقودها العديد منالمجتمعات البشرية التي أحدثت قفزة نوعية في طرق التدريس و تطور مناهج العلم والارتقاء البعيد المدى في مناهجها العلمية و تقدم أدواتها الفكرية مما جعلهاتقف عند مصافي الدول ذات التقدم العلمي و التطور الفكري وهذا كله عائد إلىالقراءة و الدرس التي لها الفضل الكبير في تقدم عجلة المجتمع إلى الأمام فيمختلف نواحي الحياة فضلاً عن الدور الكبير الذي لعبته الدراسة في رسم الخطوطالعريضة لانفتاح الإنسان نحو آفاق الحياة و معاصرة لشتى الأمور المتعلقة بمنهجحياته و ترتبط كثيراً بثوابت معتقداته و مبادئه و قيمه النبيلة و تحاول النيلمنها ، فالقراءة في حقيقتها هي غذاء صحي للروح وهواء نقي للعقل وحياة مهنيةللضمير، كرمها الله تعالى بأن جعل أول كلمة نزلت على نبيه الأمي العربي القرشيالهاشمي المكي المدني الحجازي في القرآن الكريم هي اقرأ ، حتى تُبنى بمضمونهاالنفوس وتحيي بديمومتها الضمائر، لتعيد أمجاد حضارة إسلامية عريقة شعارهاالسلم والسلام وثروتها العلم والقراءة والمعرفة ، وعنوانها النبيل هو الدرسكونه روضة من رياض الجنة ، بمتعته التي فاقت كل الملذات المحسوسة ، فما زالرواده ورموزه يتصفون بالزهد والورع والتقوى ، ليكونوا بحق قادة المجتمع ودعاته، المعول عليهم في خلاصه من براثن الأفكار المنحرفة التي أهلكت الحرث والنسلفي ظل الظروف الراهنة ، التي عاث فكر داعش التيمي بالبلاد والعباد الفسادبمجمل خرافاته ووثنياته وخزعبلاته وإجرام عصابات الخوارج المارقة ، فالقراءة والدرس هما سلاح الإنسان الواعي المثقف القادر على مواجهة الأفكار المنحرفةوكشف حقيقة أجندات التنظيمات الإرهابية الساعية إلى قتل العقل البشري و تحجيمدوره الكبير من خلال سياسة المكر و الخداع فتلمع صورتها ظاهراً و تلعب دورالثعلب الماكر في الخفاء وصولاً إلى تحقيق أهدافها القذرة بالإضافة إلى جعلالإنسان جاهلاً متخلفاً منزوياً في خانة الجهل و الظلام و التخلف الفكري والعلمي و المعرفي فلا يفقه شيئاً من الثقافة و المعرفة عن طريق عمليات غسلالدماغ بالسموم الفكرية الهدامة و نشر الآراء السقيمة البعيدة عن قيم و مبادئديننا الحنيف وهذا ما يحتم على الفرد المسلم بأن يتسلح بالعلم و المعرفة والفكر الرصين حتى يتمكن من مواجهة الفكر المنحرف بالفكر الإسلامي الأصيل ولايعتمد كلياً على لغة السلاح ولسنا هنا في معرض التقليل من أهمية الآلةالعسكرية لكنها تبقى حلول ترقيعية لا جدوى منها إذا لم تقترن بالسلاح الفكريليكونا دائماً كالسيف ذو حدين وهذا ما يجعلنا في أمن و أمان من خطر الإرهاب ونيرانه المستعرة و أدواته الفاسدة القادمة من خلف الحدود .بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة العبيدي
التاريخ - 2017-08-20 1:49 PM المشاهدات 767

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم