"الوطن الدامي يخجل من عيونكم"، كتب أحد الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مُعلقاً على صورةٍ لأهالي شهداء الجيش الذين خطفوا على يدّ تنظيم "داعش". ما إن أُعلن عن وجود جُثث في إحدى مغاور الجرد العرسالي، يرجّح أنها تعود للعسكريين المخطوفين، حتى امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الأسى والحزن.سنواتٌ من الانتظار الثقيل خُتمت بالدم. أمضى أهالي العسكريين سنواتهم الثلاث الماضية يتنشقون الأمل. لم يبارحوا خيمتهم. تمسّكوا بآمالهم وأحلامهم بالرغم من مرارة الواقع. لم يستكينوا في التذكير بقضيتهم مراراً عبر رفع صور أبنائهم في كل مكان. واجهوا بعزمٍ. قاوموا الشوق إلى أن غلبهم. تبلّغوا بالأمس أن العسكريين استشهدوا. ببساطة هكذا. أبناؤهم لن يعودوا. لا انتظار بعد الآن. لا مكان للحُلم بالعودة أو اللقاء. قُضي الأمر. إنهم أموات.كان وقع الخبر مُفجعاً. وبالرغم من قساوته تحوّل إلى منصة جدالٍ بين اللبنانين على مواقع التواصل الاجتماعي. طالب بعضهم بمحاسبة كل المسؤولين عما جرى أثناء "غزوة عرسال" في العام 2014، وطالب آخرون باستقالة الحكومة وإعلان يوم حدادٍ على أرواح الشهداء، في حين بقي جزء آخر منتشياً بالانتصار.وحدها صورة حسين يوسف، الوالد المُنهك من الحنين، أدمت القلوب. تناقل الناشطون صورة صاحب الوجه الموجوم وهو يتكئ بهمومه على كتف ماري خوري، شقيقة العسكري جورج خوري الذي كان مخطوفاً لدى تنظيم "جبهة النصرة". يصمت العالم أمام دمعة في عينيه. ربما تحوّل حسين أيقونة للنضال ومثالاً للصابرين.على مواقع التواصل، عبّر عدد من الناشطين عن امتعاضهم من سياسة التسويف والمماطلة التي اعتمدتها الدولة اللبنانية حيال هذه القضية منذ سنوات. كتب الصحافي عبد الرحمن عرابي عبر صفحته على الموقع الأزرق "الواسطة اللي بتنقل عسكري من الحدود للخدمة بالمدينة كمان بتقتل. والتمديد لقائد جيش نأسرو عساكرو كمان بتقتل. وإعادة الثقة لسياسيين مسؤولين عن كل اللي صار على الحدود كمان بيقتل. وأكتر شي بيقتل إنو منطق الدولة انعدم". فيما غرّد شاب على موقع "تويتر" قائلاً: "الكل كانوا عارفين إنو العسكريين المخطوفين استشهدوا من زمان وما خبروا أهاليهم، والكل فاوضوا وزايدوا وتنازلوا وتخازلوا وما خلّصوهم".وكتب الصحافي هيثم خوند تنشيطاً للذاكرة: "بداية العام 2015 أعدم تنظيم "داعش" الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا أمام أنظار العالم. وما هي إلا ساعات حتى أعلنت عمّان إعدام القياديين في التنظيم الإرهابي ساجدة الريشاوي وزياد كربولي مع عدد من العناصر، كما قام سلاح الجو الملكي بعشرات الغارات على مواقع الإرهابيين. عندنا يقوم تنظيم مسلح بالتفاوض على تحرير أسراه عبر إخراج الإرهابيين معززين مكرمين بالباصات إلى الوجهة التي يختارونها. ولا مين شاف ولا مين دري". أما الموسيقي زياد سحاب فكتب متهكماً: "وضح الفرق بين السلك العسكري والسيرك العسكري".بدورها، غرّدت الصحافية ديانا مقلد قائلةً: "منذ العام 2006 وحتى اللحظة، كلما كانت الأثمان فادحة كلما كان صراخ النصر الكاذب عالياً. كل الاحترام والتقدير لأهالي العسكريين الأسرى ولكل أهالي مفقودي منطقتنا المنكوبة بانتصارات وهمية".من جهته، غرّد الشاب محمد إدريس "بطلنا حضارة وإنسانية. تسلم إيد كل شاب من آل حمية أخد بثأره وما نطر ليسمع خبر مبارح". وكتبت حسنا فرحات: "كل عسكري في الجيش معرّض للاستشهاد في سبيل قضيته، يكفينا أننا تحررنا". وعبّر حسين عليق عن موقفه مغرداً: "دحر الإرهابيين عن بلادنا يعوّضنا عن كل شيء". في حين كتب أحمد ياسين: "لم يغادر الدواعش أرضنا طالما أن أبو طاقية وأبو عجينة أحرار بلا محاسبة".إلى ذلك، تداعى عدد من الناشطين إلى الاعتصام نهار الأربعاء الساعة الخامسة في ساحة رياض الصلح للمطالبة بمحاسبة كل من قصّر في ملف العسكريين المخطوفين.
التاريخ - 2017-08-28 12:28 PM المشاهدات 848
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا