رحاب الإبراهيم تنفس السوريون ومن خلفهم المسؤولون الصعداء مع رسم تلك الفرحة المكللة بعلائم النصر على الوجوه بعد انتهاء فعاليات معرض دمشق الدولي، الذي أثبت بالدليل القاطع وبشهادة الغريب قبل القريب نجاحه اللافت وإن حصلت بعض الأخطاء التنظيمية هنا وهناك، لكن تبقى محدودة الأثر عند النظر إلى حجم الأثر الكبير الذي تركه في نفوس السوريين، والأهم إصرارهم الكبير على حضور فعالياته ليس رغبة في زيارة هذا الجناح أو تلك الفعالية بقدر إرسال رسالة إلى العالم بأن سورية بلد حي لا يموت وأن اقتصادها قادر على النهوض من كبوته من جديد مهما ألمَّ به من مصائب، وهو ما أكدته آراء وجيوب رجال الأعمال القادمين من 43 دولة، حضرت لعلمها بأهمية ومكانة سورية، التي تحتاجها كل بلدان الدنيا، كما قال أحد المغتربين, حقيقة أيضاً أشار لها وزير ماليتنا بكل ثقة حينما قال إن الكل يكسب في التعامل مع سورية، فليس هناك مستثمر دخل إلى سورية ولم يكن رابحاً.سورية ربحت مجدداً لا شك من إقامة درة معارض الشرق الأوسط بعد غياب دام ست سنوات، أقله اقتصادياً لناحية كسر الحصار الاقتصادي عليها عبر إعادة تشبيك دول كثيرة علاقاتها الاقتصادية وإعلان رغبتها في الاستثمار على أرضها وخاصة في مرحلة إعادة الإعمار، عدا عن مكسب أهل الصناعة من توقيع عقود تصديرية، مع الدول المشاركة بعد إعجابها بالمنتج السوري، مدفوعين بميزة الشحن المجاني، وهنا لن ندخل في جدلية قيمة العقود الموقعة، وحتى تقديرها سواء أكانت بملايين الليرات أو الدولارات، حيث يفترض ترك ذلك للقادمات من الأيام، التي ستكشف حقيقتها وصحتها بدقة دون تطبيل وتزميز، لهذه الجهة أو تلك، ولنا في حوادث مشابهة أمثلة تجعلنا نتفادى الوقوع في هذا المطب، الذي لا ينفي حجم العمل الجماعي الكبير، والذي تكلل بإنتاج دورة استثنائية لمعرض دمشق الدولي، أبطالها كان السوريون أنفسهم عبر حجّهم بأعداد كبيرة إلى زيارته مدفوعين فقط بحب سورية ورغبتهم بإعادة إعمارها.إذاً، دعونا لا نلتفت إلى تلك القضايا الصغيرة التي ستظهر لاحقاً ونهتم في المرحلة الجديدة التي ستشهدها سورية بعد انتهاء حدثنا الاقتصادي الهام، فكما أجمعت جميع الفعاليات الاقتصادية والصناعية والحكومية على أن سورية بعد معرض دمشق الدولي لن تكون كما قبله، ما يتطلب ورشة عمل كبيرة كما حصل عند تنظيمه، مع خطة استراتيجية لقطف ثماره وعكس فائدته على الاقتصاد المحلي والمواطن، الذي كان الحكم والفصل في إنجاز هذا الاستحقاق الهام، ما يوجب إنصافه وتقديم العطايا والجزايا أقله مستقبلاً.
التاريخ - 2017-08-29 9:49 AM المشاهدات 662
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا