شبكة سورية الحدث


وزير التربية : الطفولة تجسّد معنى الحياة

في الطفولة يتجسّدُ معنى الحياةِ، ومنها تستمدُّ الحياةُ روحَها، ويكونُ للروح وجودُها، روحِ كلّ وجودٍ: الأسرةُ، والمجتمعُ، والدولةُ. في الطفولةِ يتحقّقُ الكمالُ، بل الاكتمالُ: اكتمالُ الرجلِ بالمرأةِ، واكتمالُ المجتمعِ بالأسرةِ، واكتمالُ الدولةِ بالمجتمع. جاء ذلك خلال افتتاح الدكتور هزوان الوز وزير التربية الملتقى الأول لواقع  الطفولة المبكرة في سورية (واقع وتداعيات ) في مكتبة الأسد الوطنية حيث قال:  الطفولةُ، الكلمةُ المبدعةُ للمعنى في الحياةِ منذُ كانتِ الحياةُ.. الكلمةُ الخَفْقُ، ضحكةُ الروح، وماءُ الخلْق، صلصالُه، وطينُه، وعطرُه، وفردوسُه المشتهى. الطفولةُ، الضوءُ الحقُّ حينَ ضوءٍ، والضوءُ الأحقُّ حينَ ظلمةٍ. وفي كليهما، الضوءِ والظلمةِ، الطفولةُ: المبتدأُ والخبرُ، والراهنُ والمستقبلُ، والمقدّمةُ والنتيجةُ. الطفولةُ: النقاءُ، الطهرُ، البياضُ بمطلقِ بهائهِ، الفرحُ الشهْدُ، الأغنيّةُ السلامُ، المشتهى منْ فاكهةِ القلبِ، نورُ العالَمِ، وردُهُ، ومجْدُه، وتراتيلُه وترانيمُه المبدعةُ للحياةِ، مُقدَّسُ أسرارهِ، وعطرُ الرهافةِ في بستانِ معناه. وأضاف سنواتٌ، وسنواتٌ، قبلَ هذهِ الأربعِ الجراحِ، الدمِ، الدمارِ، والطفولةُ في سوريةَ، ولاسيّما الطفولةُ المبكّرةُ، متنٌ لا هامشٌ في سياسةِ الدولةِ التي أعطت الطفولةَ ما يليقُ بها من الاهتمام والرعاية: تنشئةً، وتربيةً، وتعليماً، وإعداداً، فكانت رياضُ الأطفالِ، وكانَ هذا المركزُ الإقليميُّ لتنمية الطفولةِ المبكّرةِ، ومن قبلُ ومن بعدُ، كانت سوريةُ، مهدُ الإيمانِ بالإنسانِ المجدّدِ والمتجدّدِ، والمبدعِ للحياة مهما ادلّهمتِ الأحداثُ، وفحّتِ أفاعي القطب الواحدِ سُمَّها، بل سمومَها، في هذا الكوكبِ المثخنِ من جهاتهِ كلِّها بمخالبِ الدول المتناقضاتِ، الدولِ المدافعةِ عن قيم الضوء والتنوير صوتاً، والدافعةِ للظلام ما يلزمُ لبقائه على قيد الحياة، بل ما يمكّنهُ من تنفيذ إراداتها، واقعاً. وحول واقع الطفولة في سورية في ظل الأزمة؛ بين وزير التربية أن المستهدفُ الأوّلُ في سورية إرداةُ الإنسانِ، بل تدميرُ هذه الإرادة شأنَ الإرهابِ الذي يدمّرُ الحجرَ، ويبيدُ الشجرَ. وبالمقابل كانت لسوريّة قناةٌ لا تنكسرُ، وقوةٌ لا تنهزمُ، وثقةٌ بالانتصار لا تتردّدُ. وأضاف ونحنُ في وزارةِ التربيةِ صامدونَ في خندقِ المقاومةِ الممجدةِ للطفولة، والمبدعةِ لها، والحاضنةِ لأحلامها وآمالها في غدٍ لا بدَّ سيكونُ مضيئاً، بل سوريّاً بامتياز، كما كانتْ سوريّةُ منذُ كانتِ الحياةُ، وحتى يلفظَ هذا العالَمُ الطاعنُ في جراحاته عن روحهِ ما شاءَ، وما يشاءُ، عبيدُ الظلام من الظلام. أربعٌ، أو تكادُ تصيرُ أربعاً، والطفولةُ هدفٌ مباشرٌ لجنونِ القتلةِ منَ السوريينَ بالهويّةِ فحسبُ، ومنَ الذئاب التي تداعتْ على سوريةَ من مستنقعاتِ العماءِ من جهاتِ الأرضِ كلِّها. الطفولةُ المسفوحةُ أحلامُها على مذبحِ الزيفِ باسمِ الحرّيةِ، والمطعونةُ أيّامُها، بنهاراتِها ولياليها، بالخوفِ والقلقِ من موتٍ يترصّدُ بها قذائفَ مجنونةً، وحاقدةً على الحياةِ، وقبلَ ذلكَ وبعدَهُ سالبةً للطفولةِ نفسِها، ومدمّرةً لها، ونافيةً لقيمهَا التي أبدعتها السماءُ فيها، قيمِ الطهرِ، والنقاءِ، والصفاءِ، لافتا إلى أن الطفولة  صارت ضحية ثقافةٍ شائهةٍ ومشوِّهةٍ، ثقافةٍ تسلبُ الطفولةَ معناها، وتدفعُ بها إلى أتونِ العتمةِ فكراً، ووعياً، وسلوكاً، وتغدرُ ببياضها، وتلوّثه بالشعارات الزائفة، وترغمها على ما ليس فيها ومنها، كما لو أنّها، بل هي كذلكَ حقّاً، تبتكرُ طفولةً على هواها، بل أهوائها، وأوهامها، والزيف الذي ارتضته لنفسها، وإلى الحدّ الذي دفعت بها إلى حمل السلاح، والمشاركة في مواجهة كلّ عاشق للضوء، وكلّ مدافع عن سورية. وأكد وزير التربية أن هذه الثقافة لم تكتفِ بتشويه معنى الطفولة وقيمها فحسبُ، بل تجاوزت ذلك إلى تدميرها أيضاً، وليس بعيداً عن الذاكرة اللقاحاتُ الفاسدةُ التي أودتْ بحياة عشرات الأطفال السوريين من شمال ادلب، وكذلك مشاهدُ العبث برؤوس بعضِ رجال الجيش العربيّ السوريّ المدافعين عن سوريةَ الحضارةِ، سوريةَ التنويرِ، سوريةَ الوطن الباقي ما بقيتِ الحياةُ، لقد أصبحت ثقافةٌ تغتالُ الطفولةَ، وتمضي بها إلى عالَم لا يعنيها، عالَمٍ ملوّثٍ بالقبح، والظلمةِ، والدماء، عالَمٍ لا أمنَ فيه ولا أمانَ، عالَمٍ مدجّجٍ بالفقر والجوع والحرمان. ثقافةٌ طاعنةٌ في عمائها بصراً وبصيرة، ثقافةٌ قاتلةٌ، وغادرةٌ، ومدمّرةٌ للحياة. واختتم حديثه قائلا في هذا الملتقى الذي يجمعنا، شأنَ ما أنجزنا في وزارة التربية فيما مضى من السنوات الجرحِ، نؤكّدُ انتماءنا إلى الحياةِ، إلى الطفولة الحقّ، إلى قيم الضوء، ونشاركَ زملاء أعزاء لنا في غير جهة رسمية وأهلية، وفي غير منظمة دولية، في تعزيز وعينا جميعاً بأهمية الطفولة، وفي ضرورة استعادة قيمها المهدورة، وفي تثمير وجودها الحقيقيّ والحقّ، وجودِها الذي يليقُ بها كما ارتضته السماءُ لها، وكما يجبُ أن تكونَ، وكما يليقُ بهذا الوطنِ أن يكونَ. ويهدف الملتقى الذي يمتد على مدار يومين إلى توضيح جهود الحكومة السورية في مجال الطفولة المبكرة في ظل الأزمة، والمقارنة بين واقع الطفولة المبكرة في سورية قبل وأثناء الأزمة، ووضع رؤية مستقبلية لحماية مستقبل الطفل السوري، وخلق رؤية وطنية مشتركة حول كيفية حمايته، ورسم سياسات مشتركة لتحصين الطفولة وضمان حمايتها من المخاطر. ويتناول الملتقى رصداً لجميع البيانات والمعطيات المتعلقة بواقع الطفولة المبكرة في سورية وتوثيقها من خلال تقديم أوراق عمل من قبل الجهات المشاركة توضح المشاريع التي قامت بها في مجال الطفولة المبكرة قبل الأزمة وأثنائها، والمشاريع التي تخطط لها، ومناقشتها وصولاً إلى توصيات ومقترحات تساهم في وضع سياسات وبرامج للارتقاء بواقع الطفولة المبكرة . ويشارك في الملتقى ممثلون عن وزارات :/التربية - الثقافة - الشؤون الاجتماعية –الإعلام- الصحة – الأوقاف- التعليم العالي/ ومحافظة دمشق، ومنظمتي طلائع البعث والاتحاد النسائي، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية في سورية /اليونسكو-اليونيسيف-الهلال الأحمر– الآغا خان /. كما يشارك في الملتقى ممثلون عن الأمانة السورية للتنمية، وهيئة التخطيط والتعاون الدولي، والهيئة السورية لشؤون الأسرة، ومنظمة آمال للمعوقين.  
التاريخ - 2014-11-23 6:21 PM المشاهدات 1008

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا