في كل بلاد العالم وفي كل الأطياف،يوجد الصالح والطالح سواء بشكل فردي أو جماعي،وفيهم العلماء والأعلام وشيوخ الدين والأدباء..فلا نقدر تجاوزا أن ننعت بالمطلق بلدا ما شذ بعضهلغايات أنفس أو انجراف مع تيار آخر أو إستبدال كلمةأو انحياز عن ثبات ومبدأ بإغراءات مالية أو معنويةفي ظل وحشية هذه الأزمة في سوريتتا،مما أفرز منسقا هنا ومنظرا هناك بما في ذلكالتكفيريين ممن استهدفوا البلاد والعباد بشكل لافت..ذلك مما يرينا مؤامرة سياسية كبرى حبكت سلقالتنفذ من البدايات- لكافة المدن السوريةوكان أشدها حمص وادلب والجميع كان بصورة الحدثفكم عانت هاتان المدينتان أشر معاناةفي بداية الأحداث كما غيرهما لاحقافي جميع الأراضي السورية(من ظلم وقهر وتمثيل وحرق وخطف وتشريد وتفتيتوكل مايخطر ببال الإنسانمن شرور العذاب وأفانين التعذيب)!!لن أطيل الحديث فقد أصبحت حكايات الظلم الوحشيهذه معلومة سماعية مرئية معا لكل بلدان العالمخلال هذه الأزمة، بغض النظر عن بحر الدماءالتي اريقت في كل المدن السورية بلا استثناء-واللافت ان نسبة الوفيات بالجلطات- والسكتات القلبيةتراكمت بنسبة كبيرة، حتى نسبة الأمراض المستعصيةزاد انتشارها بشكل ملحوظ !!- جلست في احدى العيادات الحكومية أنتظر دوري بينمجموعات من المرضى- من الطبيعي- وفي أغلب الأحيان-أن تجد كل شخص يتكلم مع من بجانبه،وأحيانا يكون الحديث بداية معرفة جديدة عبر عبارات مثل:"الطبيب كتير شاطر"-"خيرشو صاير معك""شو الاسم الكريم" وبات السؤال الرابع والأهم"من أين حضرتك- حضرتك من هون" ؟!!وكانت إحداهن المعنية بالسؤال..صبية جميلة في عقدها الثاني من العمر"سبور"،كانت ترتدي حلة رياضية كاملة..أجبتها أنا من نفس المدينة"اللاذقية هي محافظتي"وماكان مني إلا أن أبادلها السؤال ذاته..فهل أنت حلبية؟! ردت وكلها حياء وخجل-بل حاولت أن تتهرب وتتمنع من الجواب بطبيعة الاستحياء،هذا ماجعلني أندهش،وأعاود سؤالها من جديد:خير إنشاءلله لماذا الخجل.."في شي" ..ردت ناكسة الرأس وبصوت خافت فيه تلعثموقد تلونت خدودها بألوان متضاربة.. لاا أبدا..كنت سأقول..أنا من ادلب.. أنا من ادلب !!..فسارعتها الجواب ولم الحرج أختي..أنت في كل حال من شعبي السوري..وماكان منها إلا أن أطرقت رأسها إلى الأرض ثانيةملتزمة الصمت !!فالتزمت الصمت إلى أن رجعت تتساءل ..هل قلت "أختي"؟! أجبتها نعم ومالغرابة في ذلك،أجابتني: ونعم الأصل منك، وياريت كل الناس مثلك !!؟.قلت لها- وهم كذلك..ردت ياريت ياأختي.. ياريت !!وانقطع الحديث.. وذهب فكري إلى بداية الأزمة..عندما توافدت جموح المهجرين من مدن مختلفةإلى مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة،التي جمعت معظمأشراف المدن الساخنة "ادلب، حلب، حمص، حماة،الرقة، دير الزور، الحسكة، القامشلي"وقلت في نفسي:لئن كانت حثالة من أتباع الضلاليينفي هذه المدن المذكورة قد فعلوا مافعلوا،ودمروا مادمروا، وفرقوا ما فرقوا،فهذه القساوة والبطش لايؤثر على اسم المدينةولايعم على سكانها بالمطلق وتحديداعلى من هجر قسرا من قبل حثالة شاذةاحترفت الخطف والقتل والذبح والسرقة والتهجير..واخطرها التكفير!!؟أحسست بوجع في قلبي وغاصت دمعتي في مقلتي..حاولت ان أعاود التحدث معها وأفهمها: لم الخجل ياأختيوالجميع كان مستهدفا.. حتى هذه المدينة وريفهاالتي انت فيها الآن "اللاذقية" قد ذهب المئات والمئاتمنها ضحية الإرهاب التكفيري !!وفيها أبيدت قرى بالكامل بالحرق والذبح..وإلى الآن تعاني وحدودها لم تنظف بشكل نهائي بعد؟!!فهل يعني أننا متهومون جميعا باسم حثالتها التي جرفتهامنظومة الارهاب المتوحش ومندسيه..وهل نخجل من ذكر منبتنا ومهدنا..إنها"ادلب الخضراء" الغالية بلد الموسوعي أبي العلاء المعري. وحمص العدية بلد الصحابي" ابن الوليدوديك الجن- ولحد ابي فراس الحمداني" ..لاتخجلي ولاتستحي أختي ليس ذنبك ولاذنب الكثيرين مثلك-هي خطة مدروسة لفعل ماتبصرينه أنت وغيرك،هدفها بث الكره والحقد والتفريق التكفيريحتى في الطيف الواحد وحتى بين قرية وقرية وحارة وأخرى،هي خطة وضعها مخططون جهنميون-كان حجمها بحجم خجلك النبيل نبل الشام..وللأسف لم ينكشف ذلك كليا في الوطن إلا مؤخرا !!نحن السوريين جمعتنا أرض واحدة هي أرض المحبة..أرض القداسة التي تعطرت ورودها من بحيرات دماء شهدائهاومنذ الأزل القديم عبرحضاراتها العريقةوآثارها يشهد لها بذلك التاريخ العظيم !!(لذلك وحتى الآثار لم تسلم من وحوش هذا التكفير)!!؟ثم ماكان لهذا الذي خطط وفرض علينا الحربإلا غايات تسللت من غابات وحوش ونعوشعبر استبدال الفكر بالكفرلتستقطب أكبر عدد من ذوي "المناعة الضعيفة"حتى انها نالت من أصحاب شهادات علمية عاليةكما ظهر لنا في الآونه الأخيرة-إلا أن قلوبهم وعقولهم لم تستوعب حجم المؤامرةوشدة الخطر الداهم فانجرفت معمشةمن تيار الفكر التكفيري الظلامي الضلالي..إن حياءك أختي يؤكد لي ولجميع الوطنيينكم كانت انعكاسات هذه الحرب ظالمةعلى معظم أفرادهم..فلنتجاوزها بالوعي واعادة انتاج الجيلبأي شكل من الأشكال لأنها باتتتؤثر على الأجيال والآمال..سنسعى يا أختاه إلى وطن إلى سورية بلا سياج شائكة..بل سنمزق هذه الأسلاك الشائكة بإرادتنا، بهمتنا،ولنكن عونا بل جيشا ثانيا لحماة الديار.... لتكن سورية واحدة بأشبالها السواء"الأربع عشرة محافظة" ولتدم أواصر المحبة ..على أرض المحبة والسلام.د.سحرأحمدعلي الحارة
التاريخ - 2017-09-26 10:07 PM المشاهدات 868
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا