لم تكن التحولات العسكرية التي فرضها الجيش السوري في المنطقة الشرقية إلّا واقعاً جديداً يفرض نفسه في المنطقة الشرقية، فالجيش السوري أصبح قوة جديدة حاضرة شرقاً على اعتبار أنه خلال عدة سنوات غاب عن المشهد في المنطقة، وتفرد تنظيم "داعش" الإرهابي حتى بدأت العمليات العسكرية على عدة محاور من قوات سورية الديمقراطية "قسد" والجيش السوري الذي تقدم بسرعة تجاه دير الزور، الأمر الذي كان يحتم على القوتين الصدام ولو بشكل غير مباشر فيما بينهما، وهو ما جرى عندما استهدفت قوات "قسد" بالمدفعية الجيش السوري ليأتي الرد الروسي بحزم عليها مهدداً القوات الأميركية الداعمة بضرب ذراعه الكردية في حال تكرر السيناريو.الضفة الشرقية بوتيرة متسارعة للعمليات العسكرية، لا يتوقف الجيش عن استعادة القرى على محور الضفة الشرقية لنهر الفرات خاصة بعد إعلان السيطرة على قرية مراط وبلدة التبني وقرية البويطية في الريف الغربي لدير الزور وإعلانها محررة بالكامل، حسب مصدر عسكري.المصدر العسكري أشار إلى أن الجيش توسع في عملياته بالريف الغربي تجاه بلدة خشام وحويجة صكر، بعد أن سيطر على قرى ومزارع محيطة ببلدة التبني، لافتاً إلى أنه كان لسلاح الطيران الدور الأبرز في كسب المعارك في تلك المنطقة.فيما تستمر عمليات الجيش في الريف الشمالي بعد تحرير كل من قرى حوايج ذياب شامية، وزغير شامية، والسعدات الحمد، والمسراب، وعنابة، وتل سالم، و جبل طريف، وجميعها نقاط استراتيجية.أما بالنسبة للوضع العسكري للتنظيم المتطرف فلا تزال انهياراته في ريف دير الزور متلاحقة، حيث أشارت مصادر أهلية إلى أن "داعش" بات أكثر ضعفاً منذ تأسيسه ومؤخراً نقل أغلب الإرهابيين مع عائلاتهم من أحياء مدينة دير الزور إلى الريف الشرقي.الجيش يقترب من المدينة فيما يؤكد مصدر صحفي أن الجيش تقدم باتجاه الرقة من شمال غرب دير الزور وبات على بعد 20 كم من قرية معدان التابعة للرقة، فيما يشير المصدر إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي انسحب باتجاه البوكمال والميادين، كما تقدم الجيش بشكل ملحوظ على اتجاه الموحسن إلى معمل "كونيكو للغاز" وبات على بعد 7 كم للموحسن، ويسيطر على الطريق مابين دير الزور والرقة.وحول الوضع في محافظة الحسكة، فقد شهدت المحافظة انتشاراً أمنياً كثيف للقوات الكردية خاصة حزب العمال الكردستاني وقوات الـ ypk والأسايش بسبب التحضيرات لانتخاب المجالس المحلية."قسد" تأخذ مدينة الرقةوفي الوقت الذي يواصل الجيش السوري سيطرته في ريف دير الزور، تدخل قوات سورية الديمقراطية "قسد" مدينة الرقة بعد معارك دامت نحو 4 أشهر مدعومة بالقوات الأميركية حسب مصدر كردي في المنطقة الشرقية.وحسب المصدر الكردي، فإن قوات "قسد" بدأت عمليات التمشيط لكامل مساحة المدينة، حيث تبطئ كثافة الألغام المزروعة من "داعش"، من إنهاء عمليات التمشيط بشكل سريع، كما أن الدمار الواسع الذي طال أكثر من 80 % من الرقة، يعوق وصول "القوات" إلى كامل أزقة وشوارع المدينة، التي تختبئ فيها فلول "داعش".وحول المعارك داخل المدينة، أشار المصدر إلى أن عناصر من "داعش" لا يزالون في الأقبية وملاجئ المنطقة التي تضم الملعب البلدي والمخابرات الجوية والمستشفى الوطني في وسط الرقة وأنه بعد انتهاء عملية التمشيط سيتم الإعلان عن السيطرة على كامل الرقة.روسيا تحجم من قوات "قسد"وفي الوقت الذي يزداد فيه تمدد قوات سورية الديمقراطية جاء الرد الروسي الصريح على هذا التوغل بعد أن تعرضت وحدات الجيش لقصف مدفعي بالقرب من دير الزور من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث ينتشر مقاتلو قوات سورية الديمقراطية والقوات الخاصة الأمريكية، وعليه أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عن الرد على أي محاولة أخرى، الأمر الذي يفسر جدية روسيا في تحجيم الدور الكردي وإبعاده عن المناطق النفطية طالما يرى بعض المحللين أنه صراع الوصول لتحرير المناطق النفطية.للأكــــــــراد الانتشــــــــــار الأكبــــــــــر شـــــــــرقــــــــــــــاًورغم ذلك يقول أبو شيار، صحفي كردي من القامشلي: إن قوات سورية الديمقراطية لا تسعى رغم كل الدعم أن يكون لها أطماع في مدينة دير الزور بل إن هدفها فقط هو محاربة الإرهاب لحماية مناطقها من تمدد التنظيم المتطرف "داعش".أبو شيار يرى أن دير لزور ليست مرتكزاً كردياً كما هو في كل من عين عيسى وتل أبيض بالرقة، أما دير الزور فهي واقع ديمغرافي مغاير تماماً يحتوي أغلبية سكانية عربية، ما يصعّب إقامة منطقة كردية مغلقة ذات استقلالية على شاكلة الحسكة المسيطَر عليها كردياً بحكم الأمر الواقع والمحسوبة حتى الآن، على مستوى رسمي، في نطاق الدولة المركزية السورية الواحدة.فيما يرى مصدر صحفي في القامشلي أنه من ناحية أخرى، يمثّل التمدد الكردي جنوباً وشرقاً من الحسكة والرقة نحو دير الزور، في الشرق السوري، محاولة لتعويض الانقسام الذي تعرض له الأكراد العام الماضي بعدما جاءت عملية درع الفرات التركية في شمال حلب وفصلت بين منبج وعفرين، فيما يرى سياسيون أن الحرب شرقاً ليست إلّا ماراثوناً عسكرياً للسيطرة على مناطق الحقول النفطية.أحمد الكناني
التاريخ - 2017-09-27 11:33 PM المشاهدات 1093
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا