شبكة سورية الحدث


المهندس ميشيل كلاغاصي.. أوهام "إسرائيل" وعجوز الشمال

( استفتاءٌ مخالفٌ للدستور , بلا رقيب , بالترحيب والترغيب والترهيب , غير ملزم , مسدود الأفق , فضحته أعلام وتصريحات المهللين, توقيتٌ مشبوه , يفسره سباق التتابع الأمريكي– الداعشي- الكردي, دويلة أو كانتون لا فرق , إدارة توحشٍ جديدة بالنكهة الإسرائيلية , بلا مقومات النجاح , وبين جدران الدول الأربعة , رفضٌ عراقي محلي وإقليمي و دولي , مشاكلٌ داخلية وزعيمٌ فاقد الشرغية  , فسادٌ و سرقة , وعلاقات الكيان بالكيان , علاقاتٌ شخصية عمّدها النسب و"النضال" على الطريقة البريطانية .. حلمٌ أقرب للأوهام ...قصرُ نظرٍ , وخدمةٌ سريعة قفزت فوق فتاوى القرضاوى  وتنظير عزمي بشارة , دعمٌ خليجي– تركي - دولي مستور , طريقٌ قديمة عبدّتها بريطانيا قبل مائة عام ). رفضٌ دولي بالإجماع  , روسي - أمريكي , غربي -  فرنسي , عربي – عام , إجراءاتٌ عقابية , عراقية-حكومية , إيرانية , تركية , حظرٌ للطيران بطلب ٍ حكومي عراقي يبدأ الجمعة , تجاوبت معه مصر والأردن ولبنان وقطر مع قابلية الزيادة , سبقه حظرٌ إيراني وتركي ..فيلم رعبٍ خطير , بلا سيناريو وبلا إخراج , مُني شباك تذاكره بخسارة كبيرة , لم ينجح بجمع أجور "نجمه" العجوز , إنفض عنه سبنسراته الأمريكان والأوروبيون , فيما وقف مفبركة الإسرائيلي يفرك يديه , لكنه لا يجرؤ على التصفيق .. إشارةٌ أمريكية من باب التخفي والمزايدة , كانت كافية لينضم عرب "الثورات" إلى فريق الرافضين ومحاورهم . موقفٌ رفضه الكبار بإقتضاب , وتصدرت مواقف دول الطوق الأربعة ساحة المعركة , فالرفض الإيراني أتى واضحا ً واثقا ًومباشرا ً , وإتهم بريطانيا وأمريكا دون تلكؤ , وأعلن إغلاق أجوائه وأراضيه  استجابة ً لطلب الحكومة العراقية , أما سورية فسارعت لتأكيد حرصها على وحدة الأراضي العراقية ورفضها الإستفتاء , فيما يحتاج الموقف التركي إلى بعض التفصيل :فقد تعددت الأقنعة التركية–الأردوغانية , وتلونت بين غاضب ٍ ورافض ٍ و داعٍ للوساطة و الحوار , وتصاعدت مواقفه مع مرور الساعات , فمن مناوراتٍ تركية-عراقية مشتركة , إلى إغلاق الأجواء التركية وتهديدٌ – لفظي- بإغلاق الحدود البرية على أهمية هذا القرار الردعي, فإعتمد أردوغان على مواهبه في التمثيل , وبدت عينه على الداخل التركي المفكك المحتقن , و بعشرون مليون كردي–تركي , وعين ٌ على إقناع القوميين الأتراك بالحفاظ على أمنهم القومي , وأعاد الذاكرة إلى مشهد مسرحية دافوس , واكتفى بالصراخ والوعيد والتهديد , دون إغلاق منفذه البري الضاغط بقوة على حكومة الإقليم المستفتي , مراعيا ً إعتباراته العائلية و علاقاته الشخصية مع نظرائه من البرزانيين , وصبغ المسرحية ودمج أدواره بدورٍ واحد من العراب إلى اّل كابوني .. فمن منا لا يعرف أطماع تركيا في أراضي و ثروات العراق , فأي حرصٍ مفاجئ أظهره على وحدة الأراضي العراقية , و ايُ حرصٍ يراعي فيه الأمن القومي التركي , بعدما وضع نصف تركيا في السجون , و أطاح بعلاقاتها مع كافة دول العالم , وأيُ إرهابٍ اعتمده لنشر الفوضى في سورية و العراق؟ .. وأيُ فشل ٍ دفع واشنطن للإعتماد على بعض القوى الكردية على حساب مشروعه الإخواني , يبدو أنه يتجاهل فشله في تقديم جيشا ً إرهابيا ً – "سنيا ً " – تكون جهوده كافية لإرضاء السيد الأمريكي , أم هو التناوب ولعبة تبادل الأدوار , بعدما ضمن لنفسه مقعدا ً في التسوية القادمة كدولة ضامنة وحضور مباشر على الأرض في إدلب والشمال الغربي لسورية , وجاء الدور لإعطاء "الشريك" الأمريكي الثاني فرصة تقديم خدماته بتكريس الإنفصال في العراق , وتمهيدا ً لإحتلال وقضم الشرق والشمال الشرقي في سورية , في وقت ٍ يدرك أنه يمتلك مفاتيح حياة الإقليم المحاصر إن فتح له طريق الوصول إلى البحر المتوسط .. مقابل شروطه بدويلة كردية حليفة منزوعة الأنياب , تضمن استمرارية علاقاته العائلية ومصالحه الشخصية .. من الواضح أنهما مشروعان متلازمان مرتبطان بحبل ٍ سري واحد , تلعب فيه الحركة الصهيونية دور الأم , فيما تلعب واشنطن دور الحاضنة و المربية و المرضعة.أما عن الدور و الموقف الإسرائيلي :فقد اجتهدت حكومة الكيان الغاصب لتظهر في الصور والفيديوهات , عبر أعلامها و بتصاريح سياسييها العلنية بتأييد الإستفتاء و إعتباره " ذخرا ً استراتيجيا ً" لكيانها , ولم تكن لتخفي إرتباطها الوثيق مع مسعود البرزاني و زبانيته , ولكن ماذا عن الغايات الحقيقية المباشرة والبعيدة الأمد ... فبعد أكثر من سبع سنوات من الحرب المباشرة وغير المباشرة - الإرهابية على سورية , ومع صمود سورية ووقوف حلفائها إلى جانبها, ومع إقتراب حسمها و إسترجاعها لغالبية أراضيها , و بالتوازي مع تقهقر وهزيمة أدواتها ومجاميعها الإرهابية , ومع حقيقة تنامي قدرات وإمكانات محور المقاومة الذي فاجئها بتحطيمه قواعد الإشتباك القديمة , وفرضه قواعد جديدة , جعلت قادة الكيان يتألمون و يشكون قلة حيلتهم , وجعلت صراخهم يعلو ليمزق الاّذان الأمريكية بدون جدوى , وأصبحت على يقين بأن حربها قد تخلت عن أرباحها و باتت تبحث عن ضمانةٍ لإستمرار وجودها ,, فالمشهد على كامل حدود المقاومة أصبح مخيفا ً و واعدا ً و مبشرا ً بما يفوق قدرتها على الإحتمال .فبحثت عن إبعاد إيران وحزب الله وغير مقاومين عن الحدود , لكنها لم ولن تفلح , فكان إستخدامها لورقة عجوزها المسعود , لإشغال المنطقة وإرباكها وتهديدها , ووضع المنغصات على الحدود الإيرانية , وتهديد العراق و سورية باّنٍ واحد , على أمل إبعاد المقاومين نحو الشمال وبعيدا ً عن حدودها , بحثا ً منها عن تأجيل أو تأخير مصيرها الذي تصارع لتفاديه.لقد تأخرت "إسرائيل" لفهم قوة وصلابة الجيش العربي السوري , وحكمة وذكاء القيادة السورية المتمثلة بالرئيس بشار الأسد , وتأخرت بفهم القدرات والإمكانات التي أظهرها ويظهرها محور المقاومة عند الضرورة , وتأخرت بفهم تحركات اللواء قاسم سليماني في سورية والعراق وتحديدا ً في السليمانية و كركوك , وتحاول فهم ظهور وكلام القائد الميداني في حزب الله الحاج أبو مصطفى في معارك دير الزور وما بعدها – بقرار ٍ مباشر ٍ من سماحة السيد حسن نصرالله , كما تأخرت يوما ً بفهم تواجد الشهيد القائد عماد مغنية في الجنوب السوري ... ناهيك عن أوهامها التي علقتها على بعض الشعب السوري, لكنها فُجعت بالنسب الحقيقية الأمر الذي اضطرها للإستعانة والإعتماد على السعوديين والقطريين والإماراتيين و التوانسة و الأنغوشيين والشيشان والأوروبيين ... على قادة الكيان والعدو الإسرائيلي إدراك أنهم قد ينجحون بتأخير أو بتأجيل مصيرهم الأسود , لكنهم لن ينجحوا بتغيره .صحيح أن الحكومة العراقية تأخرت في لجم المتمرد العجوز , لكنها قامت بسلسلة إجراءات ٍ مدعومة من أعلى هيئات التمثيل الشعبي على المستوى الحكومي وبدعم مطلق من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة , وبدعم غالبية الأحزاب وخصوصا ً المقاومة منها , والتي تعهدت بمساعدة العراقيين الأكراد للتخلص من براثن العجوز ومؤيديه.يبدو أن غالبية الإخوة الأكراد لا يؤيدون الإنفصال , لكنهم يتطلعون إلى المزيد من الإستيعاب والإحتواء , فهم جزءٌ أساسي من التركيبة الديموغرافية , ولا بد من مساعدتهم وإنتشالهم من برائن المشروع الصهيو- أمريكي , الذي يسعى لإستخدامهم لتحقيق مصالحه , عبر عملاء إنفصاليين يصادرون قرارهم ولا يهتمون لحياتهم ومستقبلهم , فالوعد البريطاني كان وسيبقى كاذبا ً مخادعا ً , ودائما ً يحتاج خزان عربته إلى الوقود.2817
التاريخ - 2017-09-28 4:30 PM المشاهدات 1458

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا