شبكة سورية الحدث


العراق ينتصر ، والبرزاني يتنحى إلى الجبال متمسكاً بالانفصال !!

كتب : د.فؤاد شربجي إذا كان الاستفتاء على الاستقلال الذي أصر عليه برزاني بعناد كان بداية مرحلة جديدة من النزاعات العرقية الطائفية في المنطقة كما قال السيد حسن نصر الله ، فإن تنحي مسعود برزاني عن الرئاسة ، وتوزيع صلاحياته على مجلس الوزراء ، ورئاسة البرلمان والمحكمة الدستورية ، هو إطلاق نزاع داخل كردستان وإشعال الصراع الكردي ، وما جرى في جلسة البرلمان الكردي في الأمس التي نوقش فيها قرار البرزاني بالتنحي حيث تطور فيها النقاش ، إلى اقتتال واشتباك بالأيدي بين النواب .سياسي عراقي ، رأى في خطوة مسعود البرزاني بالتنحي ، ليست أكثر من مناورة سياسية ، فهو البرزاني ورغم توزيع صلاحياته ، وعدم ترشحه للرئاسة ، إلا أنه سيبقى ( المستشار الأعظم ) الذي ترجع إليه جميع المراجع ليقرر لها ما يتوجب عليها عمله ، كما أن حزبه متغلغل في جميع المؤسسات الوزارية والبرلمانية والأمنية والعسكرية ، وهذا ما يجعل تأثيره ، كرئيس لحزبه الحاكم ، تأثيراً كبيراً فهل يتحول مسعود برزاي من رئيس إلى مرشد وأب روحي يحكم دون منصب ويسير الأمور ، ويصنع القرارات ، دون جلوسه على كرسي الحكم الرسمي ؟!وكما يقول مؤيدو البرزاني ، فإنه سياسي متمرس ، لذلك فإنه يعرف تأثير ونتائج ما يفعله ، وهكذا فإن توزيع الصلاحيات ، أساساً على مجلس الوزراء المؤيد له ، وعلى البرلمان ، وعلى المحكمة الدستورية ، سيخلق نزاعات بين المؤسسات ، أو داخل المؤسسات ، التي تضم مؤيدين للبرزاني ومعارضين له ، كما أن إعلانه للبرزاني أن معركة كركوك كانت حاسمة في تفوق وسيطرة الحكومة العراقية على مقاليد الامور ، ويعتبر أن الأكراد الذين وقفوا مع الحكومة العراقية ، وكانوا السبب الرئيسي فيما آلت إليه الأمور ارتكبوا ( الخيانة العظمى ) وخانوا كردستان والأكراد وخانوا حقوق الكرد في الانفصال وهذه الخيانة العظمى ألصقها البرزاني بأتباع حزب الطالباني ، لأن البشمركة المؤيدة له هي من انسحب من كركوك وسلم للجيش العراقي المدينة والمحافظة ، وحقن الدماء الذي قامت به هذه البشمركة اعتبرها البرزاني خيانة وهذا ما سيشعل نار الانقسام والصراعبين جماعة برزاني وجماعة طالباني وهذا يعيدنا إلى تسعينيات القرن الماضي حيث تقاتلت الجماعات، بسبب الخلاف على السلطة ، وسقط بسبب ذلك آلاف الكرد ..الأخطر ، ما جاء في كلمة البرزاني للشعب الكردي ، بمناسبة تنحيه ، حيث أكد أنه (سيعود للجبال ليقاتل كجندي مع البشمركة ) ، هي الدعوة التي لها في نفوس الأكراد ، الانطلاق في حرب ضد بغداد ، من أجل الوصول إلى الانفصال ، وتحقيق الدولة الكردية على حساب وحدة العراق ، وحدة الشعب العراقي ، وهذا ما اعتبره سياسي عراقي ، لهجة تصعيد ضد الحكومة العراقية المركزية ، وإشعال الفتنة من الأكراد والدولة العراقية ، ولاسيما أنه ردد أكثر من مرة ما فعله صدام بالكرد ، واعتبر_ البرزاني _ أن الحشد المقاتل مع الجيش العراقي ، لو أتيحت له الظروف لارتكب جرائم ضد الأكراد أفظع مما ارتكبه صدام _حسب قول البرزانيكثيرون يرون أن تنحي البرزاني، إعلان هزيمة سياسية ، لسياسته ، وللاستفتاء على الانفصال ، ولإقامة الدولة العنصرية الكردية على حساب العراق الواحدفهل يسأل البرازي نفسه أين إسرائيل التي شجعته على الانفصال !؟ وهل الخيبة والحسرة اللتان سكنتا خطابه ، كانت خيبة بين تخلي الإدارة الامريكية عنه وحسرة من ترك المخابرات الأمريكية له ولأحلامه ..فهل يقرأ الأكراد جيداً معاني ما قام به البرزاني من محاولة الانفصال إلى الخيبة والحسرة والهزيمة ، إلى المناورة والدعوة إلى الجبال والبشمركة بمفهومها القديم إلى تخلي أمريكا و أوربا وأمريكا و إسرائيل عنه !! هل يقرأ الأكراد كل ذلك بواقعية وعقلانية وبإحساس وطني يبقى العراق واحداً ويحافظ على سورية واحدة وموحدة .
التاريخ - 2017-10-30 2:10 PM المشاهدات 657

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا