شبكة سورية الحدث


مصر في الميدان الســوري عبــر البــوابة الروسية

حذر القاهرة جعلها في مكان مقبول وخمســة مبــــــــــــادئ رئيسية تحكم دورهـــا شوكت أبو فخر انضمت القاهرة إلى محادثات أستانا، وستحضر الجولة الجديدة المقررة نهاية الجاري بصفة مراقب بعد أن تلقت دعوة رسمية من الدول الضامنة لهذا المسار، الذي يتضح أنه يكتسب أهمية وزخماً أكبر من مسار جنيف على اعتبار أن ما يتم الاتفاق عليه في العاصمة الكازاخية يمكن تطبيقه وصرفه على الأرض وفي مناطق الصراع على عكس مسار جنيف، حيث تدور نقاشات "بيزنطية" حول سلال عدة لم يتم إلى الآن الاتفاق على تفاصيلها.نجاح وساطة مصر في الغوطة الشرقية بالتنسيق مع روسيا، وتالياً الإعلان عن هدنة في شمالي حمص برعاية مصرية أيضاً، أثار حديثاً حول حدود هذا الدور وإذا ما كان سوف يتلاشى مع دخول هذه الاتفاقات حيز التطبيق لكن مع مرور الوقت تجاوز الحديث الحدود الظاهرة إلى كثير من التحليلات، فما تم جاء ضمن انسجام وتوافق مع قوى مؤثرة، ويتوافق مع مجمل الأهداف الاستراتيجية التي يهدف إليها الثلاثي الروسي- المصري- السعودي.ففي ثاني تطور على الأرض يعكس نسبياً الدور الذي تقوم به القاهرة لحل الأزمة في سورية تأتي دعوة مصر لحضور مناقشات أستانا، ويبدو هذا التطور واقعياً ومفهوماً ومنسجماً مع رغبة موسكو صاحبة النفوذ الكبير في المصالحات والهدن.لكن السؤال: هل سيقتصر دور مصر المستقبلي وبعد هذا التريث والحذر من جانب القاهرة على الانخراط في الشأن السوري على حضور أستانا ورعاية اتفاقات وقف إطلاق النار؟. ولاسيما أنه مؤخراً تم في القاهرة التوصل لاتفاق جديد لخفض التصعيد في جنوب دمشق بين روسيا وعدد من الفصائل على رأسها "جيش الإسلام" برعاية مصرية؟قبل الإجابة على التساؤل لابد من الإشارة إلى أن مصر تلقت دعوة للانضمام إلى محادثات أستانا، بصفة مراقب، وحسب مصدر مصري مطّلع على ملف التسوية السورية فإن القاهرة سوف تنضم إلى محادثات أستانا في جولتها المقبلة.مقومات الدور المصري بقي الدور المصري إلى ما قبل اتفاقات الغوطة وحمص حذراً ومتريثاً بشكل زائد عن اللزوم، لكن هذا الحذر مكّن القاهرة من الوقوف في مكان بارز من الأطراف الفاعلة الأخرى أن ترى فيها وسيطاً وطرفاً يمكن أن يكون فاعلاً أكثر من غيره بما يمتلك من أوراق ومقومات، هو ما تلقفته القاهرة التي تعمل على إعادة ترتيب أوراقها واسترداد عافيتها الإقليمية، فكان الولوج إلى البوابة السورية من زاوية رعاية اتفاقات خفض التصعيد وتالياً دعوتها إلى أستانا بصفة مراقب. وعندما تهيأت الظروف وجرى البحث عن لاعب إقليمي يصلح لدور الوسيط، لم تجد روسيا، وهي فاعل أساسي في الأراضي السورية، غير مصر للدخول على هذا الخط، وبالتالي فاستدعاء القاهرة كوسيط في البعض من جوانب الأزمة السورية يتسق مع التاريخ والجغرافيا والسياسة والأمن.لا شك أن المصريين قادرون على لعب دور مهم وفاعل في الأزمة السورية، مستفيدين من امتلاكهم عدة أوراق تجعلهم مميزين عن غيرهم من الأطراف الأخرى المؤثرة أو الضالعة بشكل أو بآخر بالأزمة فضلاً عن إعلان موقف رسمي من أعلى المستويات يستند إلى خمسة مبادئ هي "احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري، إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة، نزع أسلحة الميليشيا والجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سورية، تفعيل مؤسسات الدولة". فسورية بالنسبة لمصر مفتاح حقيقي لدورها الإقليمي، والنجاح يعني مقدمة لأدوار أخرى أكثر أهمية في المنطقة، وكل تقدم معنوي يتحقق للقاهرة يمثل مكسباً لها ويساعدها على توسيع نطاق دورها.ترحيب منصة القاهرة المشاركة المصرية في الجولة الجديدة من مسار أستانا، لاقت ترحيباً من منصة القاهرة للمعارضة السورية، وقال فراس الخالدي عضو هذه المنصة: "نطلب أن تكون مصر فاعلاً رئيسياً في ما يجري بشأن سورية حتى يمكن إنتاج محور عربي يدفع بالضامن الروسي إلى الاعتدال في وجه المحور الإيراني حفاظاً على وحدة واستقرار سورية، ومن هذا المنطلق يجب أن يتعدى الدور المصري دور المشارك إلى دور الضامن والفاعل في الأزمة السورية".من جهته يرى الناشط السوري سامر دنون أن نجاح الدور المصري في إنجاز اتفاقيتي تهدئة، مؤشر قد يشي بدور نزيه، لكن السؤال هنا: هل يمكن لمصر أن تلعب دوراً مركزياً في الملف السوري؟ وهل هذا التدخل يأتي في سياق إعادة الدور القومي لمصر؟يجيب على هذه التساؤلات بالقول: "أعتقد أن خيار دخول المصريين في القضية السورية هو قرار روسي- أمريكي بامتياز، مستند لعدم تلوث يد المصريين بدماء السوريين وانحياز القاهرة للجيش العربي السوري -إذا ما استثنينا زمن حكم مرسي- ليعتبر هذا الدور مقبولاً لطرفي الصراع.ويضيف: الموقف المصري يستند في المقلب الآخر على الخلاف مع تركيا التي بدأت تتمدد في الشمال السوري، ومن ناحية أخرى يقرأ هذا التدخل كمحاولة لتضييق الخناق على قطر في سياق التحالف المصري- السعودي- البحريني- الإماراتي، أما إيجابيات هذا التدخل على الداخل المصري أعتقد أنه يأتي في سياق إعادة دعم الأنظمة العسكرية في المنطقة بما يشكل سداً أمام تكرار محاولة تغيير هذه التركيبة من الأنظمة الشمولية، لكن بإنتاج مختلف.تبني مخرجات أستانامصدر معارض تحفظ على ذكر اسمه، قلل من أهمية الدور المصري ورأى أن إشراك القاهرة في أستانا ما كان ليتم لولا وجود رغبة وحرص من جانب روسيا بالتوافق مع السعودية ونكاية بتركيا وقطر، وهو الأمر الذي تلاقى مع التوجهات المصرية خاصة على ضوء خلافها مع قطر وموقفها من تركيا الداعم الرئيس للإخوان، وقال في تصريحات خاصة: كل ما يجري في سورية صار وسيلة لتصفية الحسابات الإقليمية.وأضاف: مصر نشطت مؤخراً بالشأن السوري من خلال منصة القاهرة وترغب باستعادة نشاطها ودورها العربي من بوابات الأزمات العربية في ليبيا واليمن وسورية وأم القضايا فلسطين.. وخلص المصدر إلى اعتبار أن دعوة مصر إلى أستانا هو لإرضائها وتلبية لمصالحها خارج الشأن السوري وتالياً "جر" منصة القاهرة تحديداً لتبني مخرجات أستانا.‏هيئة التنسيق: جنيف أولاً من جانبها رأت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي أن مسارات أستانا يجب أن تخدم الجهود الدولية في جنيف، وألّا تشكل مساراً بديلاً عنها.ورأت في بيان أن الجهود الدولية المبذولة من أجل إحياء مسار جنيف التفاوضي هو الأساس، لكنها جددت المطالبة بأن يتم في الجولة الجديدة في مناطق خفض التصعيد خطوة إيجابية في تخفيف وتيرة البحث الجدي في موضوع المعتقلين والمختطفين والمغيبين قسرياً والعمل الجدي لحل مشكلاتهم وإطلاق سراحهم، وشددت على ضرورة أن تكون مناطق خفض التوتر مناطق مؤقتة، وألّا تحمل أي بوادر تقسيم محتملة. كما طالبت بضرورة إنجاز وفد واحد للمعارضة السورية برؤية ومرجعية واحدة للعملية السياسية التفاوضية على أساس بيان جنيف لعام 2012 والقرار 2254 لعام 2015، والدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد "النظام" من دون شروط مسبقة، تتناول جميع المسائل بما فيها موقع الرئاسة وصلاحياتها خلال مدة محددة يتفق عليها.اتفاقات لم تر النور ويرى الصحفي المعارض مصطفى السيد أن السوريين و"النظام" سيحتاجان للدور المصري كثيراً في المرحلة القادمة. وقال: احتضنت القاهرة مقر الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في المرحلة الأولى، كما لعبت مصر دوراً فعالاً في رعاية اتفاق الغوطة من بداية مرحلة الإعداد، واحتضان التيار الديمقراطي بزعامة ميشيل كيلو الذي رشح السياسي وزعيم قبيلة شمر أحمد عاصي الجربا لرئاسة الائتلاف السوري، حيث استطاع الأخير نسج علاقة خاصة مع القاهرة والإمارات العربية المتحدة إضافة لعلاقاته الاستراتيجية مع السعودية بعد تعثر علاقته مع تركيا التي اعتقلته في فترة من الفترات بوشاية من أتباع الإخوان المسلمين.وبشأن رعاية القاهرة لاتفاقات خفض التصعيد في الغوطة وحمص يرى السيد أن هذه الاتفاقات ينقصها الكثير لكي تترجم على الأرض، فاتفاق الغوطة ينقصه حتى الآن التنفيذ بخاصة فيما يتعلق بفتح المعابر وإنهاء حالة الحصار. واتفاق ريف حمص الشمالي الذي رعته مصر ولم ير النور بسبب عراقيل وضعتها بعض قوى "النظام"، إضافة إلى محاولة القوى المتحالفة مع تركيا تعطيل الاتفاق.مبــــــــــاركـــــــــة سعـــــــوديــــــــــــة التناغم في الرؤى الروسية– المصرية حيال سورية، ونجاح القاهرة فيما عجز عنه الآخرون وتمتعها بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف من المعارضة والحكومة مهد الطريق لاختيار القاهرة للقيام بدور جديد في الأزمة السورية بعيداً عن الدور القديم الذي كان مقتصراً على الدعم اللوجستي والإعلامي تارة أو الحياد تارة أخرى، ومن هنا رأت موسكو أن مصر يمكنها أن تكون لاعباً أساسياً وشريكاً محورياً في هذا الملف، بما يتماشى من رؤيتها في توزيع الأدوار وتفكيك الأزمة.محاولة روسيا توسيع دائرة الدعم الإقليمي والدولي لتحركاتها في سورية من جانب، ومساعي القاهرة للبحث عن دور إقليمي جديد من جانب آخر، دفع الجانبين إلى التلاقي في منتصف الطريق السوري، مع حديث عن احتمالية تعزيز دور مصر في الشأن السوري ليتجاوز الوساطة والمراقبة إلى ما هو أكبر من ذلك. ولا شك أن ما حدث تم بمباركة وموافقة سعودية في المقام الأول، إذ إن أحد الأطراف الموقعة على اتفاق الغوطة هو "جيش الإسلام"، المعروف بقربه من الرياض التي لا تجد غضاضة في إدخال أي طرف إلى الساحة السورية إذا كان ذلك يناهض كما ترى "الوجود والنفوذ الإيراني" فكيف بمصر شريكتها في المعركة ضد قطر!.الرياض رأت -وفق هذه الرؤية- أن من مصلحتها مباركة دور جديد للقاهرة في سورية مستغلة علاقات القاهرة الجيدة مع دمشق من جانب وموسكو من جانب آخر، ما يؤهلها لأن تحل محل طهران وأنقرة على المدى البعيد، وهو ما يصب في النهاية بمصلحة السعودية حتى إن تراجعت خطوة للوراء قليلاً.على أي حال وضعت القاهرة قدماً بشكل فعلي، إلى جانب الدول الفاعلة في الأزمة السورية، وربما توضح الأيام المقبلة الهدف الحقيقي، من تصاعد دور مصر في الملف السوري.لاخـــوف على النفوذ الإيراني الدور المصري بالمحصلة جاء بمسعى روسي واضح لتنمية نفوذ القاهرة في الأزمة السوريّة، والجانب الروسيّ دفع بمصر إلى ملء الفراغ في الأزمة السوريّة الذي يتمثل في غياب وسطاء محايدين، وذلك عبر تعزيز دورها في احتضان المفاوضات والاتفاقيّات التي تتعلّق بالأزمة السوريّة خلال الفترة المقبلة، ولعل الأيام المقبلة ستكون محملة بالمزيد من المواقف المصرية ولاسيما أن القاهرة بدأت مواجهات مفتوحة مع الإرهاب ليس آخرها ما حصل في الواحات، وهذا بلا أدنى شك سيدفع القاهرة إلى مزيد من التنسيق مع الدول التي تحارب الإرهاب. وهذا يتطلّب من الجانب المصريّ حركة دؤوبة في كلّ الاتجاهات، الأمر الذي يعني عودة العلاقات مع دمشق، والدخول تحت المظلّة الروسيّة للتنسيق في المواقف.أما القول إن دخول مصر سوف يؤثر على النفوذ الإيراني في سورية، فهو رأي يبدو خارج معطيات الواقع حالياً، لأن العلاقات بين دمشق وطهران وموسكو ستبقى لها أهمية استراتيجية.
التاريخ - 2017-10-30 3:23 PM المشاهدات 1000

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم